رفع ستار ركح المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، مساء أول أمس، بالعاصمة والمناسبة كانت افتتاح المهرجان الدولي للمسرح المحترف في دورته الثانية، والذي أشرفت على انطلاقه، وزيرة الثقافة خليدة تومي، بحضور كل من محافظ المهرجان، إبراهيم نوال، ومديرا المهرجان كل من محمد بن قطاف والممثلة صونيا التي أوضحت، على هامش المهرجان ل "الجمهورية" أن محافظة المهرجان عملت في اختيارها للفرق المشاركة على أن يكون البرنامج ثريا ومتنوعا، بالإضافة إلى جمهور الفن الرابع الذي جاء لاكتشاف جديد الطبعة الثانية من المهرجان. وسبق الافتتاح الرسمي افتتاح شعبي عند بوابة المسرح الوطني محي الدين بشطارزي بتقديم حفل فني تراثي تشكلت جوقته من مجموعة من الفنانين الجزائريين والعرب والأفارقة الذين قدموا إستعراضا على شكل حلقة معبأ بالأهازيج والإيقاعات الإفريقية الأصيلة تفاعل معها مختلف الوفود العربية، الإفريقية والأجنبية القادمة من 18 دولة للمشاركة في التظاهرة. بسط السجاد الأحمر، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، وتداول الفنانون الجزائريون، العرب والأجانب الذين اكتظ بهم المسرح عن آخره، والموعد كان إعطاء الضوء الأخضر لافتتاح المهرجان الدولي للمسرح المحترف، وأحيت فرقة "الفردة" من القنادسة بولاية بشار حفل الافتتاح بوصلات غنائية من عمق التراث الجزائري والتي تجاوب الجمهور مع الأداء المتميز للفرقة، وأكدت الوزيرة في كلمتها، التي كانت مقتضبة على غير العادة لإعطاء المجال لعمالقة أبي الفنون للتداول والتكريم، أكدت إرادة الحكومة في تدعيم المبادرات سواء كانت شخصية أو جماعية للرقي بالمسرح وبالفعل الثقافي في الجزائر، كما توقفت الوزيرة عند أهمية المسرح في المجتمع الجزائري باعتباره يجسد نمطا معيشيا معينا ويختزل حياة الأسرة الجزائرية. وأذرفت الكثير من الدموع خلال التكريم الذي خص به بعض الفنانين الجزائريين العرب وحتى الأجانب، حيث تم تكريم كل من الكوميدي والمخرج الفلسطيني كمال باشا والدكتور عبد الرحمان بن زيدان من المغرب وعبد الكريم حبيب القائم على المسرح الوطني الجزائري ومسعود قاسم أستاذ في الفن السوري وفيناندو أرابال مخرج مسرحي إسباني، كما تم تكريم الفقيد حاج عمر وهو من الأوائل الذين اعتلوا منصة المسرح (1943) وأصبحت إحدى قاعات المسرح الوطني تحمل اسمه، وتم من جهة أخرى منح جوائز تشجيعية لكل من يوسف تاعوينت ممثل شاب من الحركة المسرحية للقليعة وحاج اسماعين محمد الصغير أحد أعمدة المسرح الجزائري. وافتتحت العروض المسرحية، بالعرض المسرحي الياباني "نوه" لفرقة جمعية فناني نوهكاكو من اليابان، العروض المسرحية المشاركة، وهو يدخل ضمن المسرح التقليدي الياباني، وكلمة نوه تعني المقدرة، لتشمل فيما بعد كل أنواع التفوق والإجادة والموهبة .فالنوه فن الاقتدار والإبهار والإبداع ...، ووظفت في المسرحية أزياء جميلة وأقنعة خاصة معبرة، ورقصات من عمق التراث الشعبي الياباني، وصاحبته أوركاسترا صغيرة وجوقة غنائية، وهيمنت على العرض تعابير جسمانية حيث تكاد تقتصر الكلمات على الغناء المعبر فقط ، كما خلق العرض أجواء روحانية مكنت من تبليغ أفكار فلسفية عميقة من خلال التعبير عن حكايات مؤثرة ومعان عميقة بصورة غير تقليدية ، فبدل الحكي المباشر عبرت الرقصات عن ذلك تعبيرا جميلا يغني عن الإفصاح والإيضاح. وتضمن برنامج، أمس الجمعة، عرض مسرحية من فرنسا وأخرى من السينغال، وإضافة إلى المسرحيات ستنظم 6 ورشات منها 3 للدكتوراه والكتابة الدرامية والنقد وتقني المنصة إضافة إلى أيام دراسية تتمحور حول 3 مواضيع وهي "الغناء الملحمي والشعر السردي لهوميروس والإمزاد و البلوز..." و"أجسام وذكريات وقصص: أي فضاءات منصية أو درامية " والمسرح وتاريخ حياة". كما سيكون جمهور قاعة مصطفى كاتب وقاعة حاج عمر وقصر الثقافة مفدي زكرياء إلى غاية 25 أكتوبر الجاري على موعد يومي ووفق توقيت زمني مضبوط مع عروض مسرحية لكل من الأرجنتين، عمان، المغرب، فلسطسن، بلجيكا، بريطانيا،السنغال، الكونغو، ألمانيا، الكونغو برازافيل، المملكة العربية السعودية، إيطاليا، تونس، البنين، العراق واليمن.