تتمتع المرأة الجزائرية العاملة بسلك الشرطة بمستوى عال من الثقة في أداء المهام والواجبات المرتبطة بطبيعة عملها، لاسيما وأنها قد خضعت للتكوين نفسه، الذي يخضع له زملاؤها من الرجال، وهو تكوين نظري وعملي يشمل جميع المستويات التي تهم المهنة. فعمل المرأة في هذا المجال كان في السابق، يقتصر على مسعفة شرطة أو مساعدة او تنظيم حركة المرور فقط، إلاّ أنه ومع السنوات أضحت النساء تتقلد مراتبا عليا في هذا السلك، ليصبحن ضابطات، محافظات وعميدات...وغيرها. وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يتزامن و الثامن مارس من كلّ سنة، ارتأينا أن نسلط الضوء على إحدى السيدات اللائي برزنّ في سلك الشرطة على مستوى ولاية وهران، والتي لاتزال تطمح لتصل إلى أبعد وأسمى الرتب مستقبلا، حيث اشتغلت ولاتزال تعمل بجد وكد لتصل إلى مراتب عليا منذ أن وطأت رجليها سلك الشرطة. ومثال المرأة اليوم هي محافظ الشرطة بالأمن الحضري رقم 20 الكائن بحي فلاوسن "البركي سابقا" السيدة "صديقي بدرة"، التي أكدت أن سياسة الدولة أضحت في السنوات الأخيرة تبرز قدرات المرأة وتعطي لها أهمية بالغة، لتترجمها في الميدان من خلال ممارستها لمهام الدركية، الشرطية، وكذا تواجدها بالجيش، فضلا عن مديرة تنفيذية، ووالية ...إلى غير ذلك من المناصب التي كانت محتكرة في السابق على الرجال فقط، وفي الشأن نفسه أفادت ذات المتحدثة أنّ المدير العام للأمن الوطني اللواء" عبد الغني هامل" يحاول جاهدا إبراز دور المرأة مقارنة بما كانت عليه في السابق، فبالتالي على المرأة أن لا تحتقر نفسها لأن بداخل كلّ واحدة قدرات ينبغي أن تجسدها على أرض الواقع، خصوصا وأنها تلعب أدوارا متعددة ومختلفة وهي قادرة على إتمامها، كأن تكون ربة بيت، مربية، وتمارس وظيفتها في وقت واحد عكس الرجل...وبإمكانها الوصول إلى مراتب اسمى. وفي ذات السياق أفادت محافظ الشرطة السيدة "صديقي بدرة" أنها اختارت ان تكون عنصرا ضمن سلك الشرطة حبا للمهنة واحتراما لها، وقد ازدادت رغبتها أكثر في نهاية العشرية السوداء، اين رأت أنّ تكثيف الجهود يلعب دورا كبيرا في محاربة الإرهاب والجرائم بمختلف أنواعها. المتحدثة تحمل شهادة ليسانس في العلوم الاقتصادية ما يعني أنّ مستواها الدراسي قد يسمح لها أن تكون محاسبة أو مسيّرة في أي شركة، وقد سبق لها وأن اشتغلت إطار تجاري في شركة وطنية ومن ثم مدرسة لتلتحق بعدها بسلك الشرطة أين اختارت خلال فترة التكوين تخصص شرطة الحدود، إلاّ أنّ عملية التوجيه كانت مغايرة من طرف المديرية العامة للأمن الوطني التي سطرت وجهتها نحو الشرطة القضائية، لتحظى في البداية بمنصب ضابط شرطة قضائية وكان ذلك خلال سنة 2001، ومن ثم رئيس فرقة بمصلحة الشرطة القضائية، على مستوى العديد من مقرات الأمن الحضري، لتقضي بعدها أكثر من 5 سنوات بالمصلحة الولائية للشرطة العامة والتنظيم، على أن تتقلد رتبة محافظ شرطة و رئيس أمن حضري خلال شهر ديسمبر الفارط.