عرف تعداد الأطفال المصابين بداء الربو منحا تصاعدا على مدار السنوات الأخيرة حيث كشفت مصادر من مديرية الصحة عن تسجيل 3500 حالة مرضية تتعلق بداء الربو وسط المتمدرسين السنة المنقضية وهو الوضع الذي بات يتطلب تخصيص قاعات للفحص بالمدارس للمراقبة والكشف عن الأمراض التي يعاني منها المتمدرسون خاصة بضاحية ارزيو و بطيوة وباقي المناطق الصناعية التي تسجل بها أغلب الحالات، بسبب الثلوث البيئي الناجم عن المصانع وفي مقدمتها مؤسسات تمييع الغاز ما يستدعي تكفلا كبيرا بالأطفال الذين اصيبوا بأمراض الحساسية والربو يحدث هذا في ظل نقص مراكز التكفل بفئات الأطفال المصابين بالربو حيث تتربع الولاية على 41 مركزا للفحص موزعة على نحو 800 مدرسة بوهران وهو عدد ضئيل بالمقارنة مع عدد التلاميذ المصابين بأمراض مزمنة ومن هذا المنطلق دق الأطباء والمختصين نواقيس الخطر جراء التنامي الخطير لداء الربو في الوسط المدرسي ما يستدعي التكثيف من عمليات تحسيسية واسعة النطاق على خلفية التزايد المذهل في حالات المصابين خاصة سكان المناطق الشديدة الرطوبة أو الصناعية نضع في مقدمتها سكان ارزيو حيث احتلت هذه البلدية صدارة البلديات بوهران من خلال تسجيل اعلى النسب بنسبة بما يقدر ب 80 بالمائة، حيث صنف الربو في خانة أمراض العصر الخطيرة خاصة وسط الأطفال المتمدرسين لما يعكسه هذا الداء على مسارهم التعليمي، وفي سياق مماثل أفادت مصادر طبية مقربة بمصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية بالمستشفى الجامعي بوهران عن استقبال التلاميذ المصابين بداء الربو حيث يتم استقبال أسبوعيا 20 تلميذا من فئة المصابين بالربو ، مع العلم أن المصلحة المختصة على مستوى مستشفى وهران تستقبل يوميا العديد من الحالات الخاصة تلك المتعلقة بضيق التنفس ونوبات الربو الخطيرة وتحديدا خلال الفترة المسائية والليلية بحكم تزايد حدة هذه النوبات التي تنتاب المريض عادة ليلا في حين تأثر مختلف المرضى بالتغيرات الجوية الاخيرة التي تؤثر على المصابين بنوبات شديدة في شكل اختناقات حادة والتي تؤدي بهم إلى حد الوفاة الأمر الذي يستدعى تكفلا طبيا فوريا بالحالات الاستعجالين التي تتوافد يوميا على المصلحة مع العلم أن أغلب المرضى ينحدرون من عائلات معوزة وآخرون يقطنون بسكنات قصديرية غير ملائمة في ظل غياب كل مرافق العيش الكريم بما فيها التدفئة مما يؤزم من وضعهم الصحي وفي هذا المضمار كشفت المصادر ذاتها أن هناك أكثر من 20 بالمائة من الحالات بوهران تعاني الحساسية في حين بلغ عدد المصابين بمرض الربو 30 ألف حالة خلال السنتين المنصرمتين مقابل تسجيل 1500 حالة سل سنويا ، من جهة أخرى تشهد المصلحة الطبية التي يتوافد إليها كل المرضى المصابين بأمراض الحساسية والربو الذين يقدمون حتى من الولايات الغربية المجاورة حركة غير عادية بحكم اكتظاظ المرضى خاصة الذين يتعذر عليهم الاتصال بأطبائهم الذين يتابعون حالتهم حيث يعاود اغلب المرضى أدراجهم بعدما يتعذر عليهم العلاج الأمر الذي بات يعكر صفو جل المرضى وحتى الطقم الطبي العامل بالمصلحة بحكم ضيق المكان بالقسم ، فضلا عن معاناة المرضى الذين سئموا طول الانتظار وتغير المواقف التي لا تخدم حالتهم الصحية بعدما تعود بعضهم على كل أجنحة المصلحة التي تستقبل يوميا عشرات الحالات الاستعجالية المتعلقة تحديدا بضيق التنفس فيما يتعلق بمرضى الربو الذين تنتابهم نوبات حادة، ومع الضغط الكبير الذي تشهده مصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية بذات المستشفى والتي تبعت بمختلف حالات الاختناقات والأمراض التنفسية الصعبة إلى مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية والتي تعد قطبا صحيا هاما على غرار باقي الأجنحة التي تستقبل أكبر عدد من المرضى والذين يقدمون حتى من الولايات المجاورة