أشادت وزيرة الثقافة, نادية لعبيدي, بالمسار الفني الحافل وبنضال الممثل سيد علي كويرات الذي وافته المنية أمسية الأحد الماضي معتبرة إياه ب "الممثل القدير والمتميز". وأكدت السيدة لعبيدي في برقية تعزية يوم الأحد أنه "برحيل الممثل سيد علي كويرات تكون الساحة الفنية قد فقدت أحد عمداء السينما والمسرح في الجزائر". وأضافت الوزيرة أن المرحوم تألق في أعمال عديدة من خلال أداءه أدوارا تروي أحداث ثورة نوفمبر المجيدة (...) وغيرها من الأعمال التي ستخلد اسمه". ولد الممثل الراحل في 7 سبتمبر 1933 بالعاصمة, وترك بصماته في عالم السينما الجزائرية منذ الاستقلال وذلك خلال مشاركته في العديد من الأعمال من بينها "العفيون والعصا" و"وقائع سنوات الجمر" وفيلم "ديسمبر" وغيرها. قدم حياة في خدمة الفن عمي علي ... أسد الشاشة السينمائية سيبقى واقفا رحل الفنان الجزائري الكبير "سيد علي كويرات"،و يترك مسحة من الحزن عند صحفي جريدة الجمهورية التي زارته أثناء تواجده بوهران قبل و بعد إجراءه لعمليته بمستشفى اول نوفمبر ، لكن أسد الشاشة سيبقى واقفا مثلما حرص على أن يملأنا فرحا وإبداعا بعطاءات مبهرة على مدار سبع عقود كاملة حفلت بمرايا مسرحية تلفزيونية سينمائية خالدة. أتت الفاجعة و"مات عمي علي" ببشاشته وأنفته وخفة ظله، التي غطت على مكابدة صاحب 82 عاما لأوجاع مريرة، ظلّ معها الفقيد مبتسما جسورا مؤمنا منذ دخوله المستشفى مطلع مارس المنقضي، واضطراره لإجراء عدة عمليات جراحية فرضت بتر ساقيه. عمي علي لم يرحل عنا،بل سيظل متوهجا في أفئدة الملايين من الجزائريين الذين صنفوه كأحد كبار معالم الفن الجزائري الحديث، هذا الأسد الذي رأى النور في 7 سبتمبر 1933 بحي القصبة القلب النابض ل"الجزائر العتيقة". التحق سنة 1950 بالمسرح الوطني الجزائري وكانت بداياته في التمثيل صاخبة مع كوكبة فذة من العمداء على غرار "مصطفى كاتب" و"محي الدين بشتارزي" وغيرهما، وبكثير من الكبرياء والأنفة، كان "سيد علي" بين كبار ثوار الفرقة الفنية الجزائرية التي جابت العالم، واختار "كويرات" بعد استقلال الجزائر، أن يخلّد كفاحات الأبطال عبر سلسلة من الأعمال السينمائية الهادرة التي نوّهت بمآثر وعظمة الشخصية الجزائرية المقاومة للاحتلال الفرنسي البغيض. كانت بداية التألق السينمائية سنة 1963، حيث لمع "سيد علي" في فيلم "أبناء القصبة" ل"مصطفى بديع"، وتبقى في ذاكرة الجزائرية العبارة الشامخة "يا علي موت واقف"، والتي صنعت جمال أفلام "وقائع سنوات الجمر" الذي نافس به في مهرجان كان الدولي، فضلا عن "الأفيون والعصا" وغيرهما من الفوانيس التي رصّع بها "كويرات" وجيل الستينات الذهبي الفن السابع الجزائري. طبع "سيد علي كويرات" عدة أعمال بحضوره القوي الذي امتد إلى حقبة السبعينات عبر "هروب حسان طيرو" (1974) و"عودة الإبن الضال" (1976)، إضافة إلى لائحة غير متناهية لمسرحيات ثورية، وكذا أخرى مستوحاة من قالب "الفكاهة الاجتماعية". وبكثير من الثبات، واصل "سيد علي كويرات" عطاءاته الكبيرة، على منوال "الشبكة رايحة وين" (1976)، "الضحايا" (1982)، "صحراء بلوز" (1991)، "المهاجر" (1994) مع المخرج المصري الشهير "يوسف شاهين" والممثل "خالد النبوي" إضافة إلى أرمادة من الفنانين المصريين، "المشتبه فيهم" (2004)، "خالي وتيلغراف" (2007)، "الأجنحة المنكسرة" (2009)، وقبلها كان حاضرا في مسلسل "اللاعب" آخر أعمال الراحل "جمال فزاز" (2004)، قبل أن يختتم "عمي سيد علي" مسيرته الاستثنائية بفيلم "المفتش بوب"، وتتسع القائمة الطويلة لإبداعات العملاق "سيدي علي كويرات" لتتسع إلى حزمة أعمال أخرى سحرت متتبعي التلفزيون والمسرح والسينما. ونال "كويرات" العديد من الجوائز الوطنية والأجنبية، تتصدرها "السعفة الذهبية" عما قدمه في "وقائع سنوات الجمر". الوسط الثقافي يأسى لفقدان كويرات أحد أعمدة الفن السابع أبدى الوسط السينمائي والمسرحي الجزائري أسفه اثر رحيل الممثل سيد علي كويرات يوم الأحد, الماضي أحد أعمدة الفن السابع والذي كرس حياته للثقافة الجزائرية منذ أكثر من 60 سنة. اعتبر المخرج بشير درايس, منتج آخر أعمال كويرات كممثل سنة 2012 من خلال (المفتش لوب), أن وفاة سيد علي كويرات هي "فقدان آخر المشاهير الكبار في السينما الجزائرية". وأضاف درايس أن الراحل "كان نجما بلا مثيل في الفن السابع الجزائري خلال الخمسين سنة الأخيرة", مذكرا ب"الاحترافية الكبيرة لفقيد الشاشة الكبيرة وروح الشباب التي تمتع بها رغم تقدم عمره". ومن جهته عبر أحمد راشدي مخرج العمل السينمائي الكبير"العفيون والعصا" -الفيلم الذي مكن سيد علي كويرات من البروز- عن "حزنه لهذا الفقدان الكبير للجزائر وللسينما والمسرح". وأكد راشدي ل(وأج) أن الراحل تمنى دائما "تتمة لفيلم العفيون والعصا" الذي "عمل فيه مطولا". واعتبر مدير المسرح الوطني الجزائري محمد يحياوي رحيل كويرات خسارة كبيرة للسينما والمسرح الجزائري اللذين فقدا "فنانا كبيرا بكاريزما وموهبة لا نظير لها". وعبر عمار رابية باسم جمعية أضواء" عن حزنه لغياب الابن الخارق للسينما, واصفا اياه بالفنان الكبير ذو "الموهبة الطبيعية والعفوية".وأعرب المخرج غوتي بن ددوش رفيق درب الفقيد منذ أكثر من 60 سنة عن أسفه لفقدان هذا "الفنان الكامل ذو الحساسية الكبيرة والذي منح كل حياته للثقافة الجزائرية". وأكد بن ددوش الذي قدم كويرات في "حسان نية" 1982 و"الشبكة" 1975 أن الفقيد كان سعيدا جدا كلما شرع في تصوير" عمل جديد.وذكر المخرج والممثل مصطفى عياد ب"المناضل الكبير للقضية الوطنية" الذي التحق بفرقة جبهة التحرير الوطني و"كرس كل حياته للثقافة الجزائرية". وبدا المخرج حاج رحيم شديد التأثر وهو يعبر عن اسفه لرحيل "الصديق والفنان الشهم صاحب الخصال الانسانية المتميزة, عاشق الجزائر الذي يمكنه العمل في كل أساليب التمثيل", محييا الفنان الذي ينتمي لطينة حسان الحساني, رويشد وعلال المحب.