إرتفعت مداخيل الصائغين إلى الضعف بعدما ارتفعت أسعار الذهب وهذا حسبما أكده رئيس جمعية الصائغين المتمركزين على مستوى ولاية وهران السيد مرداس أحمد، مضيفا بأنه وعلى عكس ما كان يظنه عامة الناس بأن تجارة الصائغين أضحت مرهونة بهذه الزيادة في أسعار هذا المعدن النفيس إلا أنهم يربحون كثيرا منها. وقد أرجع محدثنا هذا الربح إلى كون معظم المواطنين أضحوا يضعون ثقتهم الكاملة في الذهب بدلا من إدخار الأموال لا سيما منهم رجال الأعمال، إذ عوض إدخار ما يحوزون عليه من أموال في المؤسسات المصرفية، أضحوا يشترون الذهب ويحتفظون به ليبيعونه خلال الفترات التي يتضاعف فيها سعر هذا المعدن. من جهته أكد مصدرنا بأن سعر الذهب المحلي تحديده حسب الشكل والموديل، إذ بلغ أول أمس الأحد بسوق المدينةالجديدة مابين 3100 دينار و 3400 دينار للغرام الواحد، فيما وصل سعر الذهب المستورد إلى مابين 3400 دينار و4200 دينار للغرام الواحد، أما عن ثمن الذهب المستعمل أو كما يطلق عليه بالعامية »المكسر« فقد تراوحت أثمانه مابين 2700 و2800 دينار للغرام الواحد وقد أبرز مصدرنا كذلك بأن جل الصائغين يتنبؤون بالتغيرات التي تشهدها أسعار الذهب، وذلك من خلال اتصالاتهم الدائمة بتجار الجملة، ومن منطلق هذه المكالمات اليومية يعرف المجوهراتيون الأسعار الحقيقية للذهب. الإرتفاع بدأ في 2007 وفي نفس السياق وعن استفسارنا حول الفترات الحقيقية لارتفاع أسعار الذهب، أكد السيد مرداس أحمد أنه ومنذ سنة 2007 إلى غاية يومنا هذا لم يعرف هذا المعدن الاستقرار في سعر محدد وقد بدأت أثمانه ترتفع أكثر ابتداء من السنة المنصرمة 2009 بينما إستقر سعره منذ سنة 1990 إلى غاية سنة 2007. وعن أسباب ارتفاع هذه المادة الثمينة أوضح محدثنا بأنها تعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع أسعار البترول هذا الاخير الذي يتحكم فيه العرب أكثر من الدول الأخرى، بينما يسيطر الأوروبيون على أسعار الذهب، فكلما ارتفع البترول، فإن سعر الذهب يرتفع أوتوماتيكيا، علما أن سعر الأورو هو الآخر له علاقة بسعر الذهب لكن ليس بدرجة كبيرة مثل البترول باعتبار أن كلا المادتين ثمينتين وتلعبان دورا كبيرا في قوة الدول وسيطرتها. مع العلم أن سعر الغرام الواحد في البورصة العالمية قد تعدى ال31 أورو وهو ما يفوق 840 دولار للأوقية الواحدة. هذا وتجدر الإشارة إلى أنه ومنذ حوالي 26 سنة أي تقريبا منذ سنة 1984 لم تدعم الدولة المنتجين في مجال الذهب بالمادة الخام، الأمر الذي دفعهم يستنجدون بالذهب المستعمل فقط إلى حد الآن وهذا حسبما صرح به السيد مرداس أحمد رئيس جمعية الصائغين على مستوى ولاية وهران. والذي أوضح بدوره بأنّ عددا كبيرا من الصائغين من المرتقب أن يدخلو إلى عالم السوق السوداء بينما سيغلق الآخرون أبواب محلاّتهم وذلك لدى دخول قانون تسريح الضريبة المباشرة حيّز العمل ابتداء من السنة المقبلة 2011 اذ يفرض هذا المرسوم على الصائغين ضرورة بيع وشراء الذهب بالفاتورة علما أنّه وخلال منح الدولة في السابق للمادة الأوّلية كانت تمنح للمجوهراتيين الفواتير، بينما اليوم حسب محدثنا، بإمكان الصائغ أن يمنح للزبون الفاتورة بينما هو لا مصدر له يمنحه الفاتورة. الصائغون يتعاملون بالذهب المستعمل في ظل غياب المادة الأوّلية فإن أغلب الصائغين يتعاملون فيما بينهم بالذهب المستعمل، فضلا عن إعتمادهم على الزبائن الراغبين في بيع مجوهراتهم كما يفرض هذا القانون ضرورة الحيازة على قيمة معيّنة من الذهب، تتحدد قيمتها ووزنها خلال دخول هذا التشريع حيّز التطبيق، وفي هذا الصدد أبرز مصدرنا بأن الصائغين لا يستفيدون من أي فوائد، بينما تستفيد الدولة من الضرائب التي تفرض على المجوهراتيين سنويا، والتي تتراوح قيمتها ما بين 12 مليون سنتيم و35 مليون سنتيم، وفي هذا الصدد طالب معظم الصائغون المتمركزون على مستوى ولاية وهران من السلطات العليا بضرورة إعادة النظر في أمورهم، فضلا عن مطالبتهم بتدعيمهم بالمادة الأوّلية مثلما كان الأمر عليه منذ سنوات خلت، موضحين بأنّهم وفي حالة تدعيمهم بالمادة الخام فإنّهم سيرضون بالقانون الجديد، لتصبح الفائدة بالتالي ثنائية ويستفيد منها الطرفين معا أي الدولة والصائغ. مبالغ ضخمة تفرضها مصالح الضرائب! هذا ومن جهتهم الصائغين إشتكوا من التجاوزات الكبيرة التي يتلقونها من مصالح الضرائب، التي تفرض عليهم مبالغ مالية ضخمة، اذ حسبهم لا يعرفون كيف يتم حسبها من طرفهم، وفي ذات الشأن أكد مصدرنا بأنّ معظم الصائغين يدفعون مستحقات الضرائب بصفة منتظمة، علما أن عدد المجوهراتين الموزعين على مستوى ولاية وهران يفوق الألف صائغ، من بينهم 250 صائغا فقط بالمدينةالجديدة. وللإشارة فإنّ مختلف ممثلي الجمعيات الخاصة بالصائغين على مستوى الوطن قاموا بالإتحاد فيما بينهم وراسلوا وزارة المالية يطالبون فيها بضرورة تدعيمهم بالمادة الأوّلية وإفادتهم بمختلف التسهيلات. الذهب الإيطالي أكثر بيعا وللعلم أنّ من بين أنواع الذهب التي تعرف إقبالا كبيرا من حيث الشراء أبرز محدثنا بأن الذهب الإيطالي هو الأكثر بيعا ويعود ذلك إلى حدّة لمعانه وفضلا عن أشكاله الجميلة جدا والتي تعجب الناظر إليها الأمر الذي جعل هذا النوع يسوق أكثر من الجزائري الباهت اللّون، رغم النوعية التي يتميّز بها هذا الأخير وعن إنخفاض سعر الذهب خلال المناسبات والأعياد الدينية أكدّ محدثنا بأنّها لا معنى لها ولا تؤثر في السعر أبدا. وما يجدر العلم به فإنّ الخصائص الفريدة للذهب المتمثلة في ليونته وقابليته للسحب والتشكيل ومقاومته للتآكل جعلته مناسبا للكثير من الأغراض فهو يخلط مع معادن اخرى كالنحاس أو الفضة أو النيكل للحصول على سبائك أكثر متانة ولهذا تعددت مجالات إستعمالاته، إذ يستخدم في الزينة ويتم ذلك عن طريق خلط الذهب مع النحاس، الفضة ومادة الخارصان بنسب متفاوتة، فيما يمزج الذهب الأبيض بالقصدير أو البلاد يوم من أجل إكسابه اللّون الأبيض، ويستخدم الذهب الأبيض عادة لأطقم المجوهرات، كما يستعمل الذهب أيضا في طب الأسنان نظرا لليونته ومقاومته للتآكل في الفم، كما يستخدم محلول الذهب في الروماتيزم وإلتهابات العظام، فضلا عن هذا يستخدم الذهب المشع في علاج بعض أنواع السرطان.