وزاد منظر قنوات الصرف الصحي التي تصب مباشرة في الشواطئ ، الأمر تعفنا مما يدق ناقوس الخطر بفعل المياه غير الصالحة للاستعمال التي تصب في الشواطئ دون تصفية مما ساهم في انتشار الروائح النتنة وحرم العائلات من ارتياد العديد من الأماكن ورغم ذلك تسجل بعض المبادرات الجمعوية التطوعية إلا أنها تبقى غير كافية للقضاء تماما على هذه المشاهد ، وفي هذا الإطار قامت جمعية "بارباروسة " البيئية بإحصاء عدد القنوات التي لا تزال تصب في البحر مباشرة حيث سجل في هذا الخصوص أكثر من 114 قناة ،منتشرة على طول امتداد هذه السواحل بسبب عدم ربط العديد من المنشات السياحية بشبكة الصرف الصحي التي تؤدي إلى محطة تصفية المياه القذرة بالمنطقة ويضيف النشطاء البيئيون أن محطة تصفية المياه غير الصالحة للاستعمال المتواجدة قرب شاطئ الإقامة الجميلة ببلدية عين الترك ، باتت لا تجدي نفعا ،بسبب عدم ربط هذه المنشات السياحية بها عن طريق الأنابيب ، ناهيك عن الأعطاب المتسلسلة التي تعاني منها ، مما يتسبب في ضخ المياه المستعملة مباشرة دون معالجة في عدة مناسبات ،خصوصا أثناء فترات انقطاع التيار الكهربائي ، مما أدى إلى انتشار بقع ملونة وبقايا مواد تطفو على سطح الماء لاحظها الصيادون ، والمصطافون الذين يفضلون الشواطئ المنزوية ولم تقتصر ظاهرة التلوث على شواطئ الكورنيش الشهيرة بل امتدت القذارة إلى شواطئ بلدية بوتليليس الساحرة إذ يسجل بالمنطقة وجود 300 بؤرة تعفنية بقرية الرأس الأبيض ، وأمام هذا الوضع الذي لا يشرف عاصمة الغرب ، بادرت جمعية بارباروسة البيئية بتنشيط حملة تطوعية مست الشواطئ ببلدية عين الترك ،ووجد الغواصون المتطوعون بعد أن قاموا بالتنقيب في الأعماق أطنانا من العجلات المطاطية و هياكل الثلاجات و النفايات الصلبة ، استعسر عليهم انتشالها لقلة الإمكانيات المادية وتم في خضم تلك الحملة ملء 90 كيسا من القمامة نصفها قارورات خمور وقارورات بلاستيكية ونفايات صلبة ، وانتهز منشطو الحملة التطوعية الفرصة ، لتوجيه نداء عبر وسائل الإعلام للمصطافين والسكان وأرباب المؤسسات الفندقية ،وكذا السلطات المحلية للتصدي لهذه الكارثة البيئية التي تشوه سواحل وهران وتهدد بتضاؤل الإقبال عليها من عام لآخر وبالتالي تناقص المداخيل التي تدرها السياحة