أكدت الأستاذة سعدي نوال الباحثة بالمركز الوطني للأبحاث الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية والمختصة في علم النفس أن اغتصاب الأطفال بالجزائر في تزايد مقلق ومرده الى تكتم العائلة والمجتمع على حد سواء عن الحوادث المسجلة خوفا من الفضيحة وأضافت أن الجناني مريض نفسيا دفعه الكبت ونقص إشباع الرغبة الجنسية الى ممارسة هذا لسلوك غير السوي على البراءة . ماذا يمكن أن تقولين عن الاستغلال الجنسي للأطفال بالجزائر ؟ الاستغلال الجنسي للأطفال ظاهرة اجتماعية لوجود حالات كثيرة بالمجتمع وهي إساءة جنسية للطفل من قبل أشخاص بالغين. تجزمين على وجود حالات كثيرة لهذا النوع من الاغتصاب فما مرد ذلك ؟ أظن أن السبب الأول هو صمت الوالدين ورفضهم التكلم عن ما حدث لطفلهم الى جانب نقص المراقبة والرقابة وكذا النوعية في هذه الأمور غير سوية . - أين يكمن نقص المراقبة في نظركم ؟ مثلا الاستعمال غير العقلاني للإنترنيت فغياب الرقابة التي لابد لأن تكون من قبل الوالد تجعل الطفل أو القاصر يبحر في مواقع عديدة قد تضر به فهذه التكنولوجية بقدر ما تنفع بقدر ما تضر وتأثر به سلبا ناهيك عن عدم تحرك الوالدين عقب إخطارهما من قبل الابن بما حصل له. - ولماذا يلتزم الوالدان في الكثير من الاحيان الصمت إزاء ما وقع لطفلهما ؟ لأنه ببساطة أغلبية الاعتداءات الجنسية ضد الاطفال تكون من قبل الأقارب أيضا ما زاد من انتشار هذه الظاهرة في الجزائر هو صمت المجتمع إزاء هؤلاء الجناة. ماذا تعنين بصمت المجتمع ؟ الصمت يكمن في العقوبات الموجهة ضد هؤلاء الجناة المتهمون في مثل هذه القضايا التي لابد أن لا يرحم فيها المتورطون. تتحدث الأرقام والإحصائيات رغم بعدها عن الواقع عن أن الاغتصاب يمس بدرجة كبيرة الطفلة وليس الطفل الذكر ؟ نعم بالطبع كل المعطيات تضع الطفلة الأكثر عرضة لهذا النوع من الاستغلال الجنسي ربما لأن أغلب الجناة يميلون الى ممارسة الجنس مع الأنثى أكثر من الذكر فمثلا من 10 ضحايا اغتصاب نجد أكثر من النصف من جنس أنثى وهنا تدخل فيها الحالة النفسية لهؤلاء على ذكر الحالة النفسية يكف تنظرون أنتم المختصون في علم النفس الجاني هل هو مجرم أم مريض ؟ إذا قلنا أن الجاني مريض فأنا أوافق هذا الرأي بنسبة 20 بالمائة فقط لأن فاقد الأهلية أمر مفروغ منه فهو مريض وأعني هنا المجنون فهنا الحالة مرضية عضوية . إذن الجاني هو مريض نفسي ؟ نعم أظن ذلك فالحالة هنا نفسية وتخص نقص في إشباع رغبة جنسية لأنه إذا كان الشخص معتوها فالأولياء ينصحون دائما أبنائهم بتجنبه اليس كذلك . لوانطلقنا من أن البنات القصر أكثر عرضة للاغتصاب وأن إشباع رغبة الجنسية هو الدافع الحقيقي فما تفسيركم في تورط أشخاص متزوجين ؟ في الحقيقة أنا لم أعالج هذه الظاهرة بشكل عميق لكن دائما نعود أن الجاني يجد أو وجد لذة في مثل هذه السلوكات غير السوية والأخطر من ذلك حين تصبح هذه اللذة عادة لأن تكرار مثل هذه السلوكات تتولد هنا لغة العادة وخاصة إذا لم يجد أي رد فعل . إذن صمت المجتمع وراء تكراره لفعلته فهل في نظركم ردعه بالسجن كاف لعدم عودته لممارسة هذا السلوك المشين ؟ أظن أنه لن يعود إليها بنسبة 50 بالمائة وقد يعود لممارستها من جديد في الخفاء ماتى وجد صمت العائلة والمجتمع وحتى التشريعات القانونية غير المشددة . هل يمكن القول هنا أن العقوبات المسلطة ضد المتورطين باغتصاب الأطفال غير ردعية ؟ بطبيعة الحال هي غير ردعية 100 بالمائة ويجب إعادة النظر فيها و لابد من إشراك كل المؤسسات الاجتماعية لمواجهة هذه الظاهرة بداية من الأسرة فالمدرسة السلطات المحلية والإعلام لان الظاهرة في انتشار كبير والضحايا هنا قصر فاقدين للأهلية لأنهم أطفال أبرياء . على ذكر البراءة فما مصير هؤلاء الضحايا بعد تعرضهم للاغتصاب ؟ المتفق عليه أن الطفل الضحية ستتولد لديه صدمة نفسية فالطفل الصغير كل الأمور تكون له على شكل صور في اللاشعور ولما يكبر ستأثر على شخصيته فالطفلة هنا ستفقد عذريتها بعد الحاث والطفل الذكر سيحس بنوع من التغيير هذه الصدمة تأثر على شخصية الطفل المغتصب .