9 أفلام جديدة من توقيع المركز العراقي للفيلم المستقل " العطر" عمل سينمائي جديد قيد المونتاج أكّد المخرج العراقي " يحيى العلّاق" المقيم بمدينة لوس أنجلس الأمريكية أن السينما في العراق أصبحت أكثر تحررا واستقلالية بعد أن كانت سينما دعائية قبل سنة 2003 ، حيث انعدمت الرقابة أو " الكونترول " على النصوص التي يقدمها صناع الأفلام ما ساعد على رواجها ونجاحها على المستوى العربي والدولي، بدليل أن كل الأعمال التي أنتجها المركز العراقي للفيلم المستقل سُوّقت وانتشرت عالميا ، كما أنها حازت على جوائز دولية مرموقة ، وأضاف أنه لازالت هناك انتاجات أخرى تمسّ 9 أفلام جديدة تعالج مجملها الوضع الأمني في العراق ، كما كشف " يحيى العلاّق " في التصريح الذي خصّ به جريدة الجمهورية أن هناك تعاملات مع وزارة الثقافة الجزائرية بخصوص السّينما المستقلة من خلال أيام الفيلم الجزائري في العراق ، إضافة إلى تصريحات أخرى تتابعونها في الحوار التالي : الجمهورية : كيف تقيم لنا مشاركتك في مهرجان وهران السينمائي ؟ يحيى العلاق : سعيد جدا بتواجدي هنا بمدينة وهران السّاحرة التي أزورها لأول مرة طبعا ، من خلال مهرجان وهران للفيلم العربي الذي أشارك فيه كضيف شرف فقط ، فتنظيم هذا الأخير يعدّ هاما جدا في ظل الظروف الصعبة الراهنة التي يعيشها الوطن العربي لاسيما بعد توقيف مهرجان الخليج السينمائي وكذا مهرجان أبو ظبي ، لذلك أغتنم الفرصة من مدينة وهران لأطالب بإرجاع هذه التظاهرات العربية من أجل تعزيز ونشر السّينما التي غالبا ما تترجم معاناة الشعوب العربية ومشاكلها من خلال عدسات الكاميرا، مع العلم أنه سبق لي زيارة العاصمة من خلال أيام الفيلم العراقي بالجزائر التي مكّنتنا في نفس الوقت من زيارة مدينتي تلمسان و باتنة ، ونحن الآن بصدد التحضير لتنظيم أيام الفيلم الجزائري بالعراق في إطار تعاملات فنية مع وزارة الثقافة الجزائرية بخُصوص السينما المستقلّة باعتباري أحد مؤسسيها . الجمهورية : باعتبارك أحد مؤسسي السينما المستقلة في العراق ، ما هي أهم الأعمال الفنية التي وقعها المركز العراقي للفيلم المستقل ؟ يحيى العلاق : : أكيد ، فالمركز العراقي للفيلم المستقل أنتج تقريبا 9 أفلام سينمائية طويلة و 20 فيلما قصير منها فيلم " "أحلام" للمخرج " محمد الدّراجي " الذي صوّر مشاهده في بغداد مع بدايات العنف التي تصاعدت بشكل كبير نهاية عام 2004، وفاز من خلاله بالجائزة الذّهبية بعد عرضه على 20 محطة تلفزيونية ، إضافة إلى فيلم " ابن بابل " الذي فاز بجائزة منظمة العفو الدولية بمهرجان برلين السينمائي الدولية، و بجائزة السلام في المهرجان، كما رشح لجائزة الأوسكار، وغيرها من التتويجات الأخرى ، دون أن أنسى فيلم " كرانتينا " للمخرج العراقي "عُدي رشيد عثمان" الذي فاز بجائزة لجنة تحكيم مهرجان وهران الدّولي للفيلم العربي سنة 2010 ، وعن المشاريع المستقبلية للمركز العراقي للفيلم المستقل فنحن نعمل على الآن على 9 أفلام جديدة منها 5 أفلام طويلة و4 قصيرة تخصّ مجملها الوضع الأمني في العراقي . الجمهورية : هل لك أن تصف لنا في سطور واقع السّينما العراقية ؟ يحيى العلاّق : لا أخفيكم علما أن السينما في العراق قبل سنة 2003 كانت سينما دعائية ، فهي لم تتكلم أبدا عن الشّعب والمجتمع العراقي ولا حتّى عن المرأة أو الصّبي ، ومع بداية 2004 أصبحت مستقلة بعد الحرب ، حيث انعدمت الرقابة أو " الكونترول " على النصوص التي نقدّمها، صارت الأفلام حرّة ومستقلّة بالمعنى الصّحيح، وأنا متأكّد أنّ السّينما المستقلّة ستخلق صدى واسع ، بدليل أن كل الأعمال التي أنتجها المركز العراقي سُوقت وانتشرت عالميا كما أنها حازت على جوائز عالمية ، فآخر تتويج لنا كان في مهرجان برلين من خلال فيلم " هدية أبي " الذي افتك جائزة أحسن فيلم قصير . الجمهورية : وماذا عن آخر أفلامك السّينمائية التي تعكف على تحضيرها ؟ يحيى العلاّق : أملك في رصيدي فيلم جديد هو الآن في مرحلة المونتاج بعنوان" عطر "، هو فيلم عراقي أمريكي صوّرت مشاهده بجنوب هوليوود رفقة ممثلين أمريكيين، أتحدّث فيه عن قصّة العطر الذي فرّق بين الحبيين ، حيث أخذت الفكرة انطلاقا من تقليد في العراق يقول بأن " من تعطّي عطر لحبيبها فستفترق عنه"، يأتي هذا العمل السينمائي بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلمي الأخير" كولا" بحكم عدد الجوائز التي افتكّها مؤخّرا في المهرجانات العربيّة والعالميّة كجائزة أفضل فيلم في مهرجان بيروت السّينمائي، وفي مهرجاني الخليج و" روتردام " ، وهو عمل أسرد فيه قصّة حقيقيّة مؤثّرة حول طفلة اكتشفتها في أحد أحياء بغداد تبلغ من العمر 10 سنوات ، حيث وجدت هذه الأخيرة نفسها مسؤولة عن تأمين لقمة العيش لعائلتها بعد مرض والدها، وبسب المجتمع قرّرت أن تتنكّر في هيئة صبيّ تحت اسم " حمّودي"، تقضي وقتها تجوب شوارع بغداد مع حمارها لتجمع العلب الفارغة والمواد البلاستيكية من مكبات النفايات ثمّ تبيعها أخر النهار، حاولت من خلال هذا الفيلم أن أمرر رسالة للرأي العام العالمي تبرز ما خلّفته الحروب على العراق من أيتام و أطفال مشرّدة ، جون أن أنسى فيلمي " خزان الحرب" الذي أخرجته عام 2013 وعرض في الكثير من المهرجانات السينمائية العربية والدولية .