فوز بأقل مجهود أمام منتخب لم يقدم أي مردود بالعودة الى مباراة المنتخب الوطني الجزائري ضد السيشل و التي انتهت بفوز الخضر برباعية نظيفة تحققت ، إن صح التعبيير بأقل جهد في ظل الفوارق الفنية الكبيرة والواضحة بين المنتخبين وإن كانت هذه النتيجة مهمة في مشوار التصفيات القارية للمحاربين الذين تنتظرهم مقابلات حاسمة لضمان تأشيرة المرور إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 المقررة بالغابون ، فيمكن القول ان هذه المباراة لا تعد مقياسا حقيقيا على قوة المنتخب الوطني مقارنة بطبيعة المنافس المنتخب السيشلي الذي أبان عن وجه شاحب طيلة أطوار اللقاء حيث كان بإمكان رفاق المتألق رياض بودبوز إضافة المزيد من الأهداف لولا خروج بعض اللاعبين عن إطار اللعب الفني وانتهاجهم اسلوب اللعب الإستعراضي الذي ضيع عليهم فرصة التهديف في أكثر من مناسبة على غرار محاولة صانع الألعاب رياض محرز الذي تماطل نوعا في الاحتفاظ بالكرة خلال الشوط الثاني رغم ان وضعيته في إحدى اللقطات كانت تسمح له بالتسديد قبل ان يتدخل احد مدافعي المنتخب السيشلي ، و هو نفس الخطأ الذي وقع فيه العربي هلال سوداني رغم تسجيله لهدفين في هذه المباراة حيث ضيع عدة محاولات سهلة خاصة مع بداية اللقاء واخفق مهدي عبيد ، الذي وجد نفسه في وضعية جيدة ، في تسجيل هدف بعدما سدد الكرة بقوة لكنها اصطدمت بالقائم الأيسر لمرمى المنافس ، وكان للحارس أوفرازي دورا كبيرا في الخروج بأقل الاضرار. لهذه الأسباب لم يختبر الناخب الوطني الجدد ولعل النقطة السلبية التي تحتسب على "الخضر" في أول إختبار لهم في مشوار التصفيات القارية المؤهلة لنهائيات كان 2017 بالغابون هي عدم التركيز والاستخفاف بقدرات المنافس بينما أعاب الانصار على اختيارات الناخب الوطني كريستيان غوركوف الحاضر الغائب من الناحية التكتيكية و هو ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي سيما المواقع الرياضية التي استطلعت آراء المشجعين و الفنيين حول مردود "الخضر" في مباراة وصفها السواد الأعظم من الأنصار بغير المتوازنة متوقعا تسجيل أكثر من أربعة اهداف بالنظر الى تواضع المنافس الذي بدا تائها ولم يشكل اية خطورة على الجزائر. وتساءل البعض عن سبب عدم تجريب الطاقم الفني لقدرات الجدد الذين كانوا خارج الحسابات في صورة بلقروي و بن عيادة خصوصا وان الخصم كان في متناول المنتخب الوطني بينما عبرت فئة اخرى عن رضاها بالنتيجة المحققة لاعتبارات اخرى تخص بالدرجة الاولى تزامن اللقاء مع نهاية الموسم الكروي ومعاناة المحترفين من الارهاق وهو العامل الذي يكون قد اجبر غوركوف على عدم اجراء تغييرات كبيرة لتفادي حدوث أي طارئ خصوصا وانه مطالب بتحقيق مردود طيب في التصفيات يليق بمكانة وسمعة المنتخب الجزائري المرشح الاول في مجموعته . وذهب بعض الانصار الى ابداء تخوفهم من جاهزية اللاعبين الذين كان بمقدورهم تقديم عرض افضل ومستوى أكبر مما ابانوا عنه ، سيما وان مجريات اللقاء كانت توحي بفوز ساحق للخضر على حساب أحد اضعف المنتخب الأفريقية. ولن يزول قلقهم إلا عندما يتحقق الاهم في ملاقاة منتخب اثيوبيا وبدرجة اقل ليزوتو. وبالنسبة لأداء اللاعبين فأشاد المتتبعون بالمردود الذي قدمه بودبوز وبن طالب ، حيث كانا حسبهما في مستوى ثقة غوركوف ، ولم يلق زفان الاجماع في حين لم تأخذ البقية الوقت اللازم للمعاينة في صورة وسط الميدان الهجومي مهدي عبيد الذي لعب خلال الدقائق الأخيرة لكنه هدد مرمى الخصم ، وشفعا الهدفان اللذين وقعهما سوداني عند الانصار الذين استحسنوا عودته الموفقة لكنهم تحفظوا على طريقة اهداره لفرص تهديفية سهلة.