أشرف على تأطير 30 عازفا على آلة الترومبيت بعين تيموشنت القرصنة تهدد مستقبل الفنان الجزائري انتظروني في أغنيتين جديدتين من النوع العاطفي هو أول عازف جزائري على " آلة الترومبيت" الذي لُقّب ب " أب الراي العصري"، اشتهر أيضا بعزفه على آلات الساكسوفون والكمان والأكورديون ومزجه بين فن القصبة القديم والترمبيت العصرية، تعامل مع ألمع نجوم فن الراي على غرار الشاب خالد ، فضيلة والصحراوي ،الشاب حميد ، غانا المغناوي والشاب الهندي،سيرته الفنية العبقة شجعتنا على الاتصال به هاتفيا قصد الاستفسار عن أحواله و التعرف على جديده الفني، والأهم من ذلك معرفة كيف يقضي يومياته الرمضانية بمدينته الأم عين تموشنت ، فكان لنا معه الحوار التالي : الجمهورية: باعتبارك أول عازف على آلة الترمبيت بالجزائر، والفنان الذي نجح في عصرنة موسيقى الراي التي فرضت نفسها بقوة في العالم العربي و الأوروبي ، فإن الكثير من عشاقك ومحبيك ينتظرون جديدك الفني وظهورك مجددا على الخشبة ، فما تعليقك ؟ بلمو : في الحقيقة أنا متواجد دائما في الحفلات والإبداعات الفنية، بدليل أنني أعكف حاليا على تحضير أغنيتين جديدتين من النوع العاطفي ستكون مفاجأة للجمهور وهدية لكل من يحب " بلمو"، هما من كلماتي وتلحيني وتوزيعي الخاص، كما أنني أعمل أيضا على تحضير قرص مضغوط يضم عددا من المقاطع والمؤلفات العصرية التي تعكس لمستي الموسيقية وعزفي على آلة " الترومبيت"، لكن المشكل الوحيد الذي يتراءى دوما أمامي" القرصنة " التي أخذت منحنى كبيرا في الوسط الفني باتت تهدد منتوجنا وأعمالنا الجديدة ، فمن غير المعقول أن يتعب الفنان ويكدّ من أجل تقديم الجديد ليأتي آخر ويسرق تعبه بكل سهولة عبر القرصنة ؟ ،فحتى المنتجين صاروا يتذمرون من هذه الظاهرة الخطيرة التي دفعتهم لرفض التعامل مع المطربين خوفا من الخسارة، في حين أن الفنانين فقدوا حفهم في حقوق التأليف ما جعل الديوان الوطني لحقوق المؤلف يقع بين نارين ويتكبد هو الآخر خسائر لا تعد ولا تحصى. الجمهورية : يحلم الكثير من الشباب العاشق لفنك بالاستفادة من خبرتك في العزف على آلة " الترومبيت "، فهل تفكر في فتح مدرسة خاصة بتعليم هذا الفن الراقي ؟ بلمو : ما يجهله الكثيرون هو أنني أشرف حاليا على تأطير حوالي 30 عازفا من ولاية تموشنت في مدرسة موسيقية تابعة للولاية ،حيث أحاول أن أنقل تجربتي في العزف على هذه الآلة إلى الجيل الجديد حتى لا تندثر وتزول، والحمد لله هناك مواهب تستحق التشجيع والدعم من بينهم 10 عازفين لابأس بهم ، تمكنوا من التحكم في تقنيات العزف الموسيقي وكذا في الآداء، مع العلم أنني أتلقى يوميا طلبات من مختلف الولايات الجزائرية من أجل الاندماج في المدرسة والحصول على حصص في التدريب الموسيقي والعزف على " الترومبيت "، لكن للأسف معظم المرشحين لا يملكون الإمكانيات المادية التي تمكنهم من زيارتي قصد الاستفادة من خبرتي في هذا المجال، لذلك أناشد السلطات المعنية من خلال جريدة الجمهورية بضرورة فتح معاهد موسيقية ومدارس لتعليم العزف على الآلات في جل هذه المناطق . الجمهورية : كيف تقيم اليوم واقع الأغنية الوهرانية في ظل ظهور موجة الراي العصري وبعض الأصوات الشابة التي سيطرت على الساحة ؟ بلمو : الأغنية الوهرانية لا تزال بخير وهي متواجدة بقوة والحمد لله ، فهي فن نظيف وراق ما يجعلها راسخة في مجتمعنا الجزائري مهما تعدّدت الأسباب واختلفت الظروف، لكن المشكل الوحيد هو غياب الجديد الفني ، فنحن لا زلنا نسمع نفس الأغاني الوهرانية القديمة ، فالكثير من المطربين لا يأتون بالجديد باستثناء المطرب " هواري بن شنات " الذي يفاجئ جمهوره في كل مرة بأغاني جديدة ناجحة ، وسبب هذا العزوف عن تقديم الجديد يعود إلى ظاهرة القرصنة التي أشرنا إليها سابقا . نحن بحاجة أيضا إلى وجوه فنية جديدة من شأنها أن نحمل مشعل الفن الوهراني وتحافظ على استمراريته وبقائه . الجمهورية : وماذا عن أغنية الراي التي كان لك شرف عصرنتها بشكل كبير ؟ بلمو : للأسف أغنية الراي تشهد اليوم ظواهر غير مشجعة تماما ، خصوصا بظهور جيل " الواي الواي " الذي بات يقدم أغاني لا معنى لها وكلمات رديئة ومخلة بالأخلاق، الأمر الذي دفع بفناني الراي الحقيقيين العزوف عن تقديم الجديد خوفا من القرصنة من جهة وتفاديا للخسارة أمام هذا الجيل من جهة أخرى . الجمهورية : بعيدا عن الفن والموسيقى كيف يقضي مسعود بلمو يومياته في رمضان ؟ بلمو : الحرارة الشديدة جعلتني أتأثر كثير ا بالصيام هذا الموسم من رمضان، لدرجة أنني بتّ أفضل المكوث في المنزل تفاديا لأشعة الشمس اللافحة ، ففي الصباح وكأي مواطن جزائري أتوجه نحو السوق من أجل اقتناء ما ينقصني من مستلتزمات وحاجيات لإعداد الفطور، ثم أعود فورا إلى البيت لغاية الإفطار، أما فيما يخص الأطباق التي أفضلها على المائدة الرمضانية فهي الأطباق التقليدية خاصة ، كالحريرة والبوراك مع العلم أنني لا آكل كثيرا عند الإفطار بل أكتفي بالسلطة والحريرة ومقبلات خفيفة ، وعند منتصف الليل أكمل الأكل ،أما السحور فأفضل السفة باللبن وأكلات باردة دون أن أنسى الحلويات كالزلابية و الشامية وبعد الإفطار أتوجه مباشرة نحو دار الثقافة بعين تموشنت من أجل إكمال تلحين و توزيع الأغاني التي أعمل على تحضيرها ، هذا في حال لم تكن هناك سهرات فنية وحفلات . الجمهورية : ما هي البرامج التلفزيونية التي نالت إعجابك في رمضان ؟ بلمو : في الواقع أعجبتني كل البرامج التي عرضتها القنوات الجزائرية ، خصوصا سلسلة " بوضو " الفكاهية وأيضا " سلطان عاشور العاشر"والبرنامج الترفيهي الذي يقدمه مصطفى هيمون " الطاكسي " دون أن أنسى الكاميرا الخفية التي أعجبتني رغم الانتقادات التي وجهت إليها .