»الخيريست« هو عنوان ربما قد يشد الإنتباه إليه، كثيرا وهي مشتقة من لفظ الخير، وقد إختاره مجموعة من الطلبة الجامعيين بوهران، ليشقوا طريقهم نحو البرّ والإحسان، ومساعدة المحتاجين والمحرومين ، فكرة قد بلورها طالب جامعي ، ميزارة علي، السنة الثالثة تسويق، قد فكر هذا الشاب الذي زار مقر »الجمهورية« ليتحدث عن تجربته والتي قد وصفها بالفريدة من نوعها، والتي إنطلقت على أساس مجموعة من الأفكار، بعد أن تابع حصة تتناول نفس القالب والموضوع، مما قد ولد له الحماسة في تجسيد ذلك على أرض الواقع ، فعزيمة الشاب قد تبرز لنا، وربما دون منازع، قدرات أبناء هذا الوطن وخاصة الجيل الصاعد والمثقف منه، في تحقيق آمال الآخرين، وتطلعاتهم، والإهتمام بما هو وإجتماعي. »الخيريست« قد رأت النور بداية ديسمبر 2008 عبر موقع التواصل الإجتماعي »فايس بوك« فالطالب الجامعي، علي حاول وعبر هذا الموقع الإلكتروني، بتكثيف عدة إتصالات، لعل وعسى أن يجد من يستجيب لطلبه، وبالفعل كانت النتائج المرجوة، قد أعطت ثمارها، وأضاف محدثنا أنه وفي نفس العام أي 2008 ورفقة آخر بدأ الإثنين في البحث عن ما يقاسمها أحلامهما، ولكن في شهر مارس من عام 2009، وأول مبادرة كانت بمركز السرطان، إذ قدم الشابين مجموعة من الهدايا للمرضى. وواصل علي رحلة البحث عن متطوعين، ففي شهر جوان 2009 توسع عدد الأعضاء إلى ستة، ليتم الكشف عن مبادرة، جمع ألفين هدية لصالح ألف طفل مريض، ولمدة شهر كامل، تم جمع التبرعات، لتصل إلى أصحابها، وتدخل البسمة عليهم، وخلال نفس العام أيضا، تم جمع ما يقارب 3 آلاف لعبة، وطيلة ثلاثة أشهر كاملة تم جمع التبرعات من أهل ذوي القلوب الرحيمة ، ووزعت على مستشفى الأطفال بالمنزه، ودار الأيتام ولهذه الجمعية الخيرية الطلابية، والتي تضم حاليا أكثر من ثلاثين متطوعا، عدة نشاطات خيرية وإن يتم التفكير حاليا في إيداع ملف للحصول على إعتماد رسمي كجمعية، فقد أكد علي أن مدة عامين والعمل لم يتوقف والهدف الأسمى هو دائما البحث عن راحة الآخرين خاصة الأطفال المرضى، ومنهم المصابين بداء السرطان وجل المتطوعين الآن ما هم إلا طلبة جامعيين، من مختلف التخصصات وأهمّها قد يخدم الصالح العام، وهذا أمر قد يستحق التشجيع، ومع حلول هذا العام، لم يتوقف »الخيريست« من الحملات التطوعية، فقد تم إطلاق حملة تحسيسية لجمع الدم، وكذا بعث الروح داخل المستشفيات للبراعم بعرض رسوم متحركة كل يوم خلال الأسبوع. وإحتفالا باليوم العالمي للطفولة المصادف للفاتح جوان، تم وضع برنامج خاص إحتفالي، وأضاف مؤسس »الخيريست« أن هناك مشاريع أخرى يفكر فيها حاليا كإنشاء مكتبة للأطفال بالمستشفيات ونادي جامعي إنساني ولم يبد محدثنا أيضا من قلقه في جمع الدم للأطفال المرضى والمصابين بالسرطان لما قد يحتاجه الطفل المصاب بهذا الداء الخبيث، لكن العزيمة قد تصنع كل شيء وربما هذه أول تجربة لمجموعة من الشباب المثقف الذي إختار طريق الخير ومساعدة الآخرين ، لما قد يكون له نتائج قد تبعث على الإرتياح ، فهذا المشروع قد تجسد على أرض الواقع، والبداية ربما كانت عن طريق فكرة فقط بلورها شاب جزائري وبالرغم من الصعوبات والتي ربما قد واجهها، لكن الآن وحسب مؤسسها الأمور تسير على أحسن ما يرام، وقد ذهب بعيدا محدثنا عندما أكد أن هناك مشروع لتوسيع عمل الجمعية حتى بالمناطق النائية من أرض الوطن وإلى أبعد نقطة قصد إدخال البهجة إلى قلوب الأطفال المرضى ، وممن لم يسعفهم الحظ ومن مستويات إجتماعية مختلفة فالمهم حسب ذات المتحدث هو البحث عن إيجاد وسائل قد تدخل البسمة التي غابت عن الطفل بسبب المرض الذي ينخر جسده الضعيف وربما ومن خلال حديثنا مع مؤسس »الخيريست« لمسنا تلك العزيمة والإرادة القوية في تقديم ما هو أفضل وأفيد لمجتمعنا والبحث دائما عن طرق وأفكار جديدة، قصد تجسيدها على أرض الواقع، وهذا مثال حي أيضا لشباب جزائري من الطبقة المثقفة والتي فضلت أن يكون لها وجود وكيان داخل مجتمعنا.