" أطالب السلطات بمحاسبة الجمعيات " " شرف كبير أن تحتضن وهران ألعاب 2021 و علينا التحضير لها من الآن " من أبرز الشخصيات الرياضية في ألعاب القوى على مستوى وهران و الجزائر بشكل عام محمد عبايدية الذي صال و جال في مختلف أنحاء العالم من خلال مشاركاته التي لا تعد و لا تحصى في المراطونات الدولية الكبرى خلال الثمانينات و التسعينيات و حتى السنوات الأولى للألفية الجديدة ، لكن عبادية البطل المراطوني السابق هو مجهول لدى الجيل الحالي باستثناء مرتادي ملعب ألعاب القوى بكاسطور الذي يشتغل به حاليا مديرا للوحدة . و من خلال الحوار الحالي تحدث عبايدية عن مشواره الرياضي و عن واقع ألعاب القوى بوهران حاليا ، بالإضافة إلى موضوع الألعاب المتوسطية 2021 التي تترشح وهران لاحتضانها. أنت معروف لدى الجيل القديم لكن الكثير من الرياضيين الحاليين يجهلونك ... هذا صحيح و الخطأ ليس في الجيل الحالي بل في المشرفين عليهم فهناك أبطال سابقين مثلي و مثل بولمرقة و بوحلة البطل الأفريقي سابقا و عمور و غيرهم لا يسمعون عنهم الرياضيون الصاعدون لأن مدربيهم لا يتحدثون لهم عن تاريخ ألعاب القوى الوهرانية . هذه فرصة جيدة لتقدم نفسك لمن لا يعرفون ماضيك الرياضي ... إسمي الكامل عبايدية محمد فزت 10 مرات بلقب البطولة الوطنية للمراطون و أحسن نتيجة في مشواري الرياضي حققتها يوم 1 سبتمبر 1989 خلال مراطون مدينة ليل بفرنسا أين أنهيت المنافسة بتوقيت قدره ساعتين و 14 دقيقة و 23 ثانية محتلا المرتبة الثالثة و قاطعا مسافة 42 كيلومتر و 195 متر ، في حين حل في المركز الأول العداء صالح من جيبوتي و الذي حقق توقيت قدره ساعتين و 11 دقيقة و كان الأحسن عالميا ، آنذاك كنت ضمن ال6 أو ال5 عدائين الأوائل في المراطون على المستوى العالمي . كما فزت بمراطونات أخرى بفرنسا على غرار مراطونات رامس و ران و غرونوبل و باستيا و أوكسار ، و أنهيت مراطون باريس في المرتبة الثامنة. ماذا عن مشاركاتك الأخرى ؟ في مشواري الرياضي شاركت في 80 مراطونا على المستوى العالمي و شمل ذلك معظم الدول الأوربية إلى جانب أماكن أخرى بعيدة كبوسطن و نيويورك و هيروشيما و ماكاو و طوكيو و هو شي منه و سيدني و كندا ، كما شاركت في الألعاب الأولمبية لسنة 1988 بمدينة سيول ، و شاركت أيضا 3 مرات في كأس العالم للمراطون بهيروشيما و ميلان و لندن . هل لديك إنجازات دولية أخرى ؟ فزت مرتين بالبطولة العربية و كان ذلك في القاهرة و تونس ، و حققت المرتبة الثانية بالرباط و المرتبة الثالثة بعمان ، و المرتبة الخامسة في البطولة الأفريقية ، و بما أنني كنت مع فريق الأمن الوطني فقد شاركت معه في بطولة العالم للمراطون سنة 1990 ببالما دي مايوركا و تحصلت حينها على المرتبة الثانية ، كما حملت ألوان المنتخب الوطني طيلة 15 سنة . و بالإضافة إلى المراطون فقد شاركت أيضا في بعض سباقات العدو الريفي و سباقات 10 كيلومتر داخل المضمار ، حيث شاركت سنة 1990 في تجمع موناكو ل10 كيلومتر داخل المضمار و تحصلت على المرتبة الثالثة ، لكنني تخصصي كان المراطون و الذي وجدت فيه ضالتي ، و قد كانت أغلب مشاركاتي دولية بما أنني حملت ألوان نادي جامعة غرونوبل ل5 سنوات . متى كان آخر مراطون دولي شاركت فيه ؟ مراطون بيلباو بإسبانيا سنة 2010 و احتليت المرتبة السادسة مع الأكابر بتوقيت قدره ساعتين و 44 دقيقة ، و لا زلت أتدرب لكنه لا يمكنني المشاركة في المنافسات بسبب إلتزاماتي المهنية ، و كنت أتمنى حضور البطولة الوطنية المفتوحة لألعاب القوى الجارية بالعاصمة لكن ذلك تعذر علي حرصا على الملعب الذي أديره و الذي أسعى جاهدا فيه لتوفير أحسن الظروف للرياضيين حيث أقوم بمهام عديدة و ليس فقط إدارية فأهتم بالتشجير و بالتنظيف و بالطلاء و غير ذلك دون مقابل و فقط حبا للرياضة و خدمة لبلدي. كيف تعلق على قلة المراطونات بوهران ؟ لم تعد هناك مراطونات بالجزائر و وهران و لم تعد هناك ألعاب قوى أصلا بوهران و المستوى في تدهور مستمر فهناك بعض الجمعيات الرياضية لكن أغلب رياضييها يتوقفون عن الممارسة في سن جد مبكر و لا يصلون إلى فئة الأكابر و السبب أن التقنيين المختصين في ألعاب القوى أصبح عددهم قليل جدا إن لم نقل انعدموا ، كما أن الناس أصبحت تعمل من أجل المادة فقط و ليس حبا في الرياضة ، في حين في وقتنا كان المدربون متطوعون و يعملون دون مقابل و كنا نتدرب بوسائل بسيطة جدا حبا للرياضة و للبلاد و كانت النتائج موجودة عكس الوقت الحالي، و بصفة مختصرة أعتقد أن المادة طغت على ألعاب القوى و أصبحت هي الهم الوحيد للجمعيات و المدربين. عدد قليل فقط من رياضيي وهران يشارك في البطولة الوطنية المفتوحة التي تجرى هذه الايام بالعاصمة ، ما تعليقك على ذلك ؟ هذا صحيح و أعتقد أن السبب يتمثل أيضا في التسيير فألعاب القوى الوهرانية يجب أن يسيرها أبناؤها الذين لهم دراية كبيرة بمتطلباتها و ليس ناس غرباء عن الميدان . و ما هي الحلول حسب رأيك؟ أعتقد أنه يجب على الدولة محاسبة الجمعيات الرياضية التي أغلبها ينشط من أجل الاستفادة من الإعانات المالية فقط ، و بما أنهم يستفيدون من إعانات مالية من البلدية و الولاية فإنه من الأجدر على السلطات المحلية أن تحاسبهم مع نهاية كل موسم و تستفسرهم عن الميداليات المحققة و عدد الرياضيين الذين شاركوا في مختلف النهائيات ضمن البطولات الوطنية و أن ترغم هذه الجمعيات على وضع تقرير عن حصيلتها الفنية و ليس تقارير حول قيمة نفقات الأكل و النقل لأنه من السهل جدا تضخيمها ، و أنا متأكد أنه إذا قامت السلطات بهذه الخطوة فإن عدد كبير من الجمعيات سيتوقف عن النشاط. لننتقل إلى موضوع آخر ، ما رأيك في ترشح وهران لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 2021 ؟ شرف كبير لنا و للرياضة الوهرانية أن تحتضن مدينتنا هذه الألعاب و أنا متأكد أن وهران ستفوز بشرف التنظيم لأن عدد كبير من الدول أبدت دعمها لنا و على رأسها فرنسا ، و أطالب المسؤولين بالشروع من الآن في التحضير لهذه الألعاب لأن عدد كبير من النقائص موجود مثل نقص المسابح ذات المواصفات العالمية بوهران . آخر كلمة تختم بها هذا الحوار ... أوجه ندائي لكل محبي ألعاب القوى بالرقي بهذه الرياضة فالدولة تقدم العديد من التسهيلات لكن التقنيين مطالبين بمضاعفة مجهوداتهم .