تعيش رياضة ألعاب القوى على مستوى ولاية وهران وضعية صعبة للغاية بسبب جملة من المشاكل التي جعلت العديد من الرياضيين يتوقفون نهائيا عن النشاط ، في حين انسحبت بعض الجمعيات من البطولة و توقفت كأنها لم تكن ، و عموما فإن غالبية رياضيي ألعاب القوى الوهرانية ينشطون من أجل البقاء في لياقة بدنية جيدة دون طموح في ظل العوائق التي تقف أمام أحلامهم . و تبقى المسؤولية ملقاة على جهة مجهولة في ظل تملص الجميع من مسؤولياتهم و تبادل التهم ما بين مختلف الهيئات الرياضية على المستوى الولائي و الوطني. يحدث هذا في وقت تستعد فيه معظم الدول المعروفة رياضيا لأولمبياد 2016 و التي يبدو أنها ستكون خالية من رياضيي وهران على مستوى ألعاب القوى ، إن لم نقل رياضيي الجزائر ككل في ظل الركود الذي يميز ألعاب القوى الجزائرية خلال السنوات الأخيرة. و لعل الأمل الوحيد للنهوض بأم الرياضات على المستوى الولائي يتمثل في الألعاب المتوسطية لسنة 2021 التي تترشح لوهران لاحتضانها . و للحديث أكثر عن وضعية ألعاب القوى بوهران ، تحدثت "الجمهورية" مع بعض الرياضيين بالإضافة إلى مسؤول من رابطة وهران لألعاب القوى. دلال عبد الكريم (مدير التنظيم الرياضي برابطة وهران ) : " رفعنا انشغالاتنا لمختلف الهيئات و لم نتلق أي شيء " " يتمثل المشكل الأكبر في ألعاب القوى بوهران في النقص الفادح في العتاد الرياضي الذي هو ضروري من أجل تنظيم مختلف البطولات ، رفعنا انشغالاتنا إلى مديرية الشبيبة و الرياضة و كانت لجنة وزارية قد عاينت ملعب كاسطور للوقوف على المشاكل و النقائص و رئيس الإتحادية على علم بذلك لكن و إلى حد الآن لم ننل أي شيء و بقيت الأمور على حالها ، فالعتاد الذي نتوفر عليه حاليا عمره أكثر من 10 سنوات و لم يتجدد منذ ذلك الحين ، البعض منه تكسر تماما و البعض الآخر مكسر قليلا و البعض القليل صالح للإستعمال ، وفي البعض الأحيان نطلب من رابطة تلمسان مساعدتنا بالعتاد لاستعماله في المنافسات ثم إرجاعه و هذا أمر مخز ، و قد تعرض بعض العدائين في العديد من الأحيان إلى إصابات بسبب هذه الوضعية كما أننا لم نعد ننظم بطولات كثيرة ، مدير وحدة ملعب أحمد زبانة عرض علينا فكرة تنظيم المنافسات بذات الملعب لكن ذلك لا يساعدنا بسبب وجود فرق كرة القدم بشكل دائم هناك ، نحن في اتصال دائم مع ال20 أندية المنخرطة في الرابطة و مؤخرا طفا إلى السطح مشكل جديد و هو امتناع هذه الأندية عن دفع مبلغ 5 مليون سنتيم سنويا كحقوق اشتراك لاستغلال ملعب كاسطور لأنهم اعتبروا ذلك مجحفا بسبب انعدام الوسائل الضرورية بالملعب المذكور من جهة و من جهة أخرى قلة الإعانة التي تقدمها لهم الدولة و المتمثلة في 10 مليون سنتيم سنويا ، و صحيح أن ملعب كاسطور لا يتوفر على الضروريات فحتى غرف تغيير الملابس هي مختلطة لا توجد قاعة للإناث و لا قاعة للذكور وهو ما يصنع مشكلا آخر في وجه الرياضيين لكن مدير الوحدة عبايدية محمد يبذل كل ما في وسعه لوضع الرياضيين في أحسن الأحوال الممكنة و نحن نشكره على ذلك... عموما لا نرى بوادر تحسن و حتى العتاد الذي كنا سنتدعم به سمعنا بأنه سيتم توجيهه إلى المركب الجديد لبلقايد ، من جهة أخرى فإن رابطة وهران تثمن المبادرات الفردية التي يقوم بها بعض الرياضيين على غرار تظاهرة "كيدز أتلتيكس" الخاصة بالأطفال و التي ندعمها بالعتاد و الميداليات و نحن على أتم الإستعداد لدعم هذه المبادرات ، علما بأننا ننظم تربصات و دورات تكوينية و منافسات لمختلف القطاعات كالحماية المدنية و المعوقين و غيرهم ، و إذا توفرت الإمكانيات يمكننا تنظيم حتى البطولات الدولية ". سيد احمد فليتي (من ناديي الشراقة و الملعب الفرنسي) : " لا مقابل نظير الإنجازات " " المستوى العام لرياضة ألعاب القوى بوهران تدهور كثيرا صراحة ، خاصة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة و ذلك بسبب النقص الفادح في العتاد ، فمثلا أنا شخصيا أضطر للإنخراط في قاعة تقوية عضلات خاصة في حين من المفروض أن تكون هذه القاعة متوفرة في الملعب الذي نتدرب فيه ، حاليا أمثل ناديين مختلفين نادي الشراقة من العاصمة من أجل المشاركة في الجزائر و نادي الملعب الفرنسي للمشاركة في فرنسا فألعاب القوى هي رياضة فردية و يمكن للعداء أن يمثل عدة أندية بشرط أن لا تكون من بلد واحد ، لدي مشوار حافل لكن رغم ذلك لا ألقى الدعم و الإهتمام اللازمين فقد توجت بالبطولة الوطنية في صنفي الأشبال و الأواسط في تخصص 100 متر و وصيفا في تخصص 200 متر ضمن البطولة نفسها ، و توجت بالبطولة الوطنية المدرسية للأشبال في تخصصي 100 متر و 200 متر ، و وصيفا للبطولة العربية للأشبال مع المنتخب الوطني في تخصص الشاهد ، كما شاركت في بطولة العالم للأشبال و وصلت نهائي البطولة المتوسطية و نهائي الألعاب العربية المدرسية و البطولة العربية ، و وصيفا لبطل الجزائر أكابر في البطولة الشتوية ، كل هذه الإنجازات لا نأخذ مقابلها أي شيء للأسف ". مهدي غوماري ( فريق أسكاو) : " المستوى ضعيف جدا و الأسباب متعددة " " مستوى ألعاب القوى بوهران ضعيف جدا لأن هذه الرياضة تعاني من الإهمال و هو ما دفع بالعديد من الممارسين و المواهب بالتوقف بعدما سئموا من هذه الوضعية خاصة لدى الأكابر و الأواسط ، فمع مرور الوقت يتفطنون بأنه لا مستقبل لهم في ألعاب القوى المحترفة ، و تعود أسباب تدهور وضعية هذه الرياضة بوهران إلى نقص المنافسات و نقص الدعم و القاعات الرياضية و العتاد ، و الأغرب أنه عندما يحقق العداء نتيجة ما لا يأخذ مقابلها أي شيء و حتى الميداليات نادرا ما تقدم فعام 2007 تحصلت على المرتبة الثانية في البطولة الوطنية للأواسط لم يقدموا لنا لا ميدالية و لا شهادة بسبب نفادها ، خلال السنتين الأخيرتين هناك بعض التحسن من ناحية الجوائز ، يحدث هذا بالرغم من أهمية ألعاب القوى التي تعتبر أم الرياضات فحتى لاعبي كرة القدم يجب عليهم ممارستها شهرين في السنة ، في ما يخص مشواري فقد شاركت 4 مرات في البطولة الوطنية و تحصلت على ميدالية في العدو الريفي بمركب الفروسية ، كما تحصلت على شهادة حكم من قبل رابطة وهران لألعاب القوى و أنشط مع نادي "أسكاو" منذ 2006 ، و أحيانا حتى المدربين يتسببوا في تراجع المستوى فقد حدث لي مشكل كبير مع مدربي السابق الذي أرادني أن أتخصص في العدو الريفي لأنه تخصصه في حين فضلت السباق القصير السريع (السبرينت) فحاول بشتى الطرق عرقلة مشواري و وصل به الأمر حتى إلى أن طلب من حارس الملعب منعي من الدخول لكنني لم أيأس و واصلت التدرب إلى أن وجدت المدرب عبد الكريم الذي يرجع الفضل له بعدما تدخل رئيس فريقي الذي قام بحل مشكلتي ، عموما فإن ألعاب القوى ببلادنا لا تضمن للرياضي المحترف مستقبله فبمجرد توقفه عن الممارسة يجد نفسه بطالا في حين أن الرياضيين في بلدان أخرى يجدون منصب عمل دائم في رياضتهم بمجرد توقفهم عن اللعب ". حبيب قديد ( نادي الشرطة) : " ولايات الجنوب أفضل منا بكثير "
" لا يوجد مستوى بوهران فما عدا البعض القليل فإن المستوى ضعيف جدا ، هناك العديد من المشاكل بوهران أبرزها أن المشرفين على الرياضة الوهرانية هم في صراعات ما بينهم في حين أن دورهم الحقيقي يتمثل في تطوير ألعاب القوى بالولاية ، أما إذا تحدثنا عن العتاد فهو منعدم تماما ، تصور أن ولايات من الجنوب كالنعامة و بشار أفضل من وهران بكثير ، فعاصمة الغرب الجزائري لا تتوفر على أي عتاد و هذا مؤسف جدا ، نحن كرياضيين ليس لدينا ما نفعله أمام هذه الوضعية ما عدا الصبر و محاولة معالجة كل مشكل بمفردنا فعلى سبيل المثال نضطر إلى التنقل لقاعات تقوية العضلات في حين كان من المفروض أن تكون موجودة داخل الملعب ... و لدينا مشكل آخر نعاني منه بملعب كاسطور الذي نتدرب فيه و هو الإكتظاظ حيث تجد كهولا و أصحاب نفوذ يتدربون معنا و يعيقون عملنا و لا يمكن لأحد أن يمنعهم من ذلك ... أمارس ألعاب القوى منذ 2003 أي منذ أكثر من 12 سنة و صراحة لم ألمس أي تحسن بل بالعكس فالمستوى ازداد تدهورا فعلى الأقل في الماضي كنا نجلب ميداليات وطنية و حتى دولية أحيانا في حين لا يوجد أي شيء الآن ، بدأت في تسجيل الإنجازات منذ 2004 حيث شاركت في بطولة العالم مرتين و أخذت الميدالية البرونزية في البطولة العربية ، كما شاركت مرتين في البطولة المغاربية بتونس ، حاليا أنشط مع نادي الشرطة بعدما كنت مع نادي أمل سيدي الشحمي لألعاب القوى الذي توقف نهائيا عن النشاط بسبب انسحاب الرئيس و مرض المدرب حيث لم يجد هذا الفريق من يسيره ليندثر كأنه لم يكن علما أنه قدم رياضيين دوليين و شرف وهران كثيرا " .