صدر عن منشورات جامعة معسكر العدد الخامس من مجلة المواقف المجلة المتخصصة في الدراسات والبحوث في المجتمع والتاريخ التي تصدر دوريا عن كلية الأداب واللغات والعلوم الإجتماعية والإنسانية تحت إشراف هيئة تضم 37 أستاذا وباحثا ينتمون إلى 11 جامعة منها خمس جامعات من خارج الوطن فضلا عن هيئة التحرير التي يرأسها عميد الكلية الدكتور طيبي غماري العدد الجديد من المجلة الذي يوزع في ديسمبر المقبل أعتبره الدكتور خالدي عبد القادر عميد الجامعة ومدير المجلة، مؤشر على ربح المواقف لرهان الإستمرارية بتدشينها لعامها الخامس من مسيرتها العلمية وشروعها في كسب رهان النوعية والتميز من خلال إعتمادها هذا العام كمجلة علمية في إختصاصها من طرف جامعة الكويت ومن خلال الإقبال المتزايد للباحثين العرب وغيرهم على الكتابة فيها وأرجع الدكتور العديد من المناهج إلى جدية وصرامة إدارتها في تسيير ملفاتها بأنها المعايير العلمية الممكنة. وهذه المعايير هي التي خصها بالتعليق والتوضيح مدير تحرير المجلة الدكتور غماري في افتتاحية العدد التي إستعرضت المراحل الثمان التي يمر بها إعداد المجلة للنشر وفي شفافية تامة وكيفية إختيار الأبحاث والدراسات القابلة للنشر وطريقة التحكم وما إلى ذلك من جهود تبذل طيلة العام من طرف هيئة التحرير والأساتذة المحكمين بشكل تطوعي إلى جانب إعبائهم التي تفرضها عليهم مناصب عملهم. والإفتتاحية موجهة بالخصوص إلى المتعاملين مع المجلة الذين يحتجون على عدم نشر مواضيعهم لعدم إستيفائها شروط النشر أو لأن كثرة المادة العلمية قد يؤخر نشرها حيث يدعوهم مدير التحرير إلى إحترام ما أسماه بأخلاقيات الكتابة العلمية وأن يدعو إدارة تعمل بدون ضغوط ملاحظا أن أهم ما إستخلصه من تجربة إصدار هذه المجلة هو أن محاربة الرداءة تتطلب الكثير من التضحيات«... ومن حيث المحتوى إشتمل العدد الجديد على 24 موضوعا باللغة العربية و5 مواضيع باللغة الفرنسية موزعة كلها على الملفات الثلاثة المعتادة ملف الفلسلة بعشرة مواضيع تعالج العديد من القضايا الفلسفية المتعلقة باللغة، اللسانيات، البنية ، المنهج ، الميتافيزيقا وقد إستوقفنا منها بحث الأستاذ عبد الوهاب بلغراس وهو باحث دائم بالمركز الوطني للحبث في الأنتروبولوجية الإجتماعية والثقافية بوهران الذي أجاب من خلاله عن سؤال عنون به موضوعه وهو هل يعتبر الأمير عبد القادر مجددا فلسفيا وصوفيا؟ فبعد إستعراض مراحل حياة الأمير ومساره الدراسي أولا والتدريبي بعد ذلك وإستقرار مؤلفاته ومواقفه الحياتية توصل الباحث إلى إثبات صفة »المجدد« للأمير عبد القادر سواء على المستوى النظري من خلال إستعماله مفاهيم صوفية خاصة ومن خلال قراءته المميزة للنصوص الدينية والصوفية التراثية أو على المستوى العلمي إذ لم ينعزل ولم يكتف بالتفرغ للتعبد طيلة مساره الصوفي بل ساهم في الحياة الإجتماعية والسياسية والدينية من خلالل إهتمامه بأحوال الناس في كل مكان حسبما خلص إليه الباحث معددا أثر هذا التجديد خلال فترة تواجده في دمشق على وجه الخصوص في مختلف مجالات الحياة . كما تضمن ملف علم الإجتماع أربعة مواضيع في هذا العدد الأخير من المواقف حاول أحدها التأسيس لسوسيولوجيا النص الديني وتتبع آخر ظاهرة الإجتهاد وتطورها ضمن المذاهب الفقهية السنية وبحث موضوع ثالث قضية الشباب والبيئة الرقمية بينما درس الأستاذ جبالة محمد من جامعة مسعكر في بحث رابع واقع الطفولة المسعفة في الجزائر وهو أشبه بتحقيق ميداني حول كيفية التكفل بهذه الشريحة الإجتماعية وأسباب الظاهرة ومدى نجاح سياسة الإدماج الإجتماعي للمسعفين وقد لاحظ الباحث أن أكثر من 60٪ من الأطفال المسعفين هم نتاج التفكك الأسري والعلاقات غير الشرعية خارج نطاق الزواج مقرا بأن الدولة تبذل جهودا معتبرة للتكفل بالمسعفين تربويا ، صحيا، ثقافيا وترفيهيا غير أن هذه الجهود تبقى ناقصة في رأي الباحث كونها تنقطع بعد بلوغ المسعف سن 19 عاما فيتعرض إما للعزل في المؤسسة التي تكفله أو للتسريح إلى الشارع ومن ثم الدعوة إلى مراجعة منظومة التكفل بالفئات الخاصة في المجتمع لأخذ مثل هذه الإشكالات بعين الإعتبار. ملف التاريخ إشتمل هو الآخر على 10 بحوث إستوقفنا منها بحثان حول الأمير عبد القادر تتبع أحدها مساهمات الأمير في القانون الدولي الإنساني الثاني أضواء جديدة علي مغادرته الجزائر سنة 1847« فمن خلال أمثلة موثقة حول مواقف الأمير عبد القادر من الأسرة والأسيرات وحريتهم الدينية وحول إحترامه للعهود والمواثيق وتسامحه الديني وهي مواقف تطابقت وسبقت الكثير من بنود إتفاقية جنيف أكد الأستاذ عبد القادر دوحة من المركز الجامعي بخميس مليانة في البحث أول أنه من الخطأ إعتبار بداية القانون الدولي الإنساني مع معاهدة جنيف ذلك أن بعض القوانين التي سطرها الأمير لم تفقد قيمتها حتى اليوم فقد صاغ بحكمته وفكره أصولا وأسسا وقواعد تكفل إحترام آدمية الإنسان مهما كان إنتماؤه العرقي والديني«.... أما الأستاذ سلطانة عابد فقد إستعرض في الموضوع الثاني حول الأمير عبد القادر محتويات وثيقة من محفوظات الأرشيف العربي الفرنسي بقصر فانسان والمتمثلة في القائمة الإسمية للجزائريين الذين رافقوا الأمير على متن الفرقاطة البخارية »لاسمودي« إلى فرنسا يوم 25 ديسمبر 1847 وتقدر الوثيقة عدد المرافقين ب 97 مرافقا من عائلة الأمير وحاشيته وتبرز عناوين الدراسات باللغة الأجنبية في العدد الخامس من المواقف الإسلاميون في تونس بين المواجهة والمشاركة 1980 2007 وبين النظري والتجريبي من أجل مقاربة سيوسيو آنتروبولوجية« »وإختيار »الروشاخ« ومفهوم تصور الذات في سياق العلاقات بالمواضيع والجامعة والمحيط الإجتماعي الإقتصادي« وأخيرا»التنظيم العقاري للمغرب الأوسط« وقد إمتدت أبحاث ودراسات هذا العدد من المواقف على 360 صفحة بالنسبة للقسم العربي يضاف إليها 65 صفحة للقسم الفرنسي شارك في تحريرها 30 أستاذا وباحثا، 23 منهم ينتمون إلى 8 جامعات جزائرية ومركز بحث واحد والبقية ينتمون إلى جامعات عربية على وجه الخصوص بإستثناء أستاذة واحدة من جامعة ليون. الجدير بالذكر أن مجلة المواقف لم تعد المجلة الوحيدة التي تصدرها جامعة معسكر وإنما تعددت المجلات بتعدد الأقسام والكليات إذ ينتظرنا قريبا صدور عدد آخر من مجلة »قراءات« عن قسم الأداب ويجري التحضير لإصدار العدد الثاني من مجلة الإقتصاد عن مخبر التنمية المحلية فضلا عن صدور العدد الثاني من مجلة الراشدية بكلية الحقوق والعدد الأول مجلة يصدرها قسم البيولوجيا وكلها مجلات تسعى لكسب رهان الإستمرارية لتضاف إلى قائمة المصادر والمراجع المعتمد في البحث الأكاديمي.