مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك الذي لم يعد يفصلنا عنه إلا شهر فإن أسعار الماشية عبر مختلف الأسواق الأسبوعية بولاية تيارت بدأت تعرف ارتفاعا محسوسا بالرغم من الجفاف الذي ضرب الولاية منذ قرابة الأربعة أشهر وللموالين الذي يتجاوز عددهم أكثر من ألف بتيارت أسبابهم الرئيسية في ذلك فبسوق عين قاسمة بمدينة تيارت فقد تراوح سعر الخروف ما بين 25 ألف إلى 50 ألف دج بينما تجاوز سعر الكبش ال70 ألف دج قد ينذر بارتفاع آخر في الأسعار قبيل عيد الأضحى بالرغم من ولاية تيارت تعد من أهم الولايات الرعوية وبها ثروة حيوانية هامة من رؤوس الأغنام والأدهى والأمر أن الموالين بمختلف الأسواق الأسبوعية يشترطون أسعارا قد تتجاوز المقترح لدى المواطنين مما أثار حفيظة الكثيرين من الزبائن. وبالمقابل أيضا فإن الموالين لهم كذلك أسبابهم في ارتفاع الأسعار ذلك أن القنطار الواحد للأعلاف وهو عبارة عن الشعير تجاوز هذا العام 4 آلاف دج مما ألهب جيوبهم فحسب العديد منهم فإن الدولة قد تخلت عن دعم العلف وإن تضمن مع نهاية العام تعاونيات الحبوب كيلوغرامات فقط من الشعير الذي يقدم للموال الشيء الذي لم يعد يفي بالغرض كما أن مصاريف الحولي تتجاوز 18 ألف دج وبيعه يتجاوز ال25 ألف دج بالأسواق ومع موجة الجفاف التي أتت على الأخضر واليابس هذا العام فالبحث عن مساحات خضراء يتطلب دفع أموال طائلة لأصحاب الأراضي والفلاحين أو كراء مساحة فلاحية من المستثمرات التابعة للدولة تجاوزت هذا العام ولمدة شهرين فقط 150 مليون سنتم ولذا يفضل العديد من الموالين التعجيل ببيع ما تبقى من رؤوس الأغنام تفاديا لنفوقها وكذا استرجاع الأموال التي صرفت طيلة السنة وإن أكد البعض منهم أنها أي أسعار الماشية في متناول الجميع على غرار ذلك فإن المواطنين وجدوا أثمانا خيالية قد لا تكون في متناولهم في انتظار ما قد ستسفر عنه الأيام القليلة المقبلة عبر الأسواق المحددة مسبقا والتي يبقى مراقبتها من قبل البياطرة تجنبا لانتشار الحمى القلاعية والتي تم احتواؤها منذ أكثر من 03 أشهر. و من خلال المؤشرات بالبيض فقد وصلت أسعار الكبش من 29500 إلى 45000 دج بالجملة و الحولي من 25000 إلى 35000 و والنعجة تراوحت بين 23000 و25000 دج و الرخلة من 16000 إلى 26000 حسب النوعية مسجلة استقرارا قياسا بالأسابيع القليلة الماضية مع الإجماع على غلائها فالفارق مما حال دون تحقيق أمل ضعاف الدخل بين من يراها معقولة و في المتناول وبين من يراها غالية و لكل حجته وقد اجمع كل من تحدثنا إليهم أن السبب يعود إلي تأخر الأمطار مع غلاء العلف الذي ارق الموالين و قد تتراجع و العكس صحيح حسب السيد بن بركة الذي يجزم أن الأسعار حتى و إن ارتفعت فلن تكون بفارق كبير ومرد ذلك مرور فترة الذروة و نقص الإقبال من المشترين القادمين من مدن الغرب منها وهران و سعيدة لأنهم تعودوا على الشراء بعد عيد الفطر مباشرة للتسمين و إعادة البيع لذات المناسبة فالتجار الكبار الذين يعيدون البيع يتخوفون من المجازفة بأموالهم في سوق غير مأمونة العواقب والأمطار تأخرت و الخوف من الجفاف هاجسهم مع غلاء العلف و هو ما يرفع التكلفة مما يفتح المجال للمضاربين الذين يلهبون السوق لتعويض خسائرهم على حساب الزبائن فارضين منطقهم ليتحول الموال إلى سمسار. للتذكير تضم البيض عدة أسواق يقصدها كبار التجار من غرب و شرق البلاد خصوصا في شبه دورة علي مدى الأسبوع بدءا من مدينة بوقطب يوم الثلاثاء و المشرية الأربعاء والبيض يوم الخميس وتنتهي الدورة بمدينة الأبيض سيدي الشيخ ويعد سوقا البيض و بوقطب الأكبر من حيث الأهمية لاعتبارات منطقية في مقدمتها موقع المدينتين كحلقة وصل بين الشمال والجنوب و في تتبعنا لأطوار و أغوار هذه الدورة توقفنا عند سوق الأبيض سيدي الشيخ لان المؤشر يقفل عنده حيث يبدأ يوم الخميس مساء و صباح الجمعة فعدد الرؤوس المعروضة يعد بالآلاف و قد لا يقل عن 4000 كحد أدنى و بمناسبة عيد الأضحى فقد يتجاوز هذا العدد بكثير يسترعي الزائر لمثل هذه المواقع هو تلك الحلقات غير المتباعدة وبين ثناياها المارون والفضوليون ومقتنصو الفرص الذين يسعون للكسب .