ضرورة التعريف بالقضية الصحراوية والمرافعة عن الحقوق المشروعة    العدوان الصهيوني على غزة : استمرار الإبادة الوحشية خصوصا في الشمال "إهانة للإنسانية وللقوانين الدولية"    مجلس الأمة: رئيس لجنة الشؤون الخارجية يستقبل وفدا عن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني    كرة القدم/كان-2024 للسيدات (الجزائر): "القرعة كانت مناسبة"    الكاياك/الكانوي والبارا-كانوي - البطولة العربية 2024: تتويج الجزائر باللقب العربي    المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر بورقلة: إبراز دور الوسائط الرقمية في تطوير أدب الطفل    مجلس الوزراء: رئيس الجمهورية يسدي أوامر وتوجيهات لأعضاء الحكومة الجديدة    تمتد إلى غاية 25 ديسمبر.. تسجيلات امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق هذا الثلاثاء    "رواد الأعمال الشباب، رهان الجزائر المنتصرة" محور يوم دراسي بالعاصمة    الخبير محمد الشريف ضروي : لقاء الجزائر بداية عهد جديد ضمن مسار وحراك سكان الريف    غرس 70 شجرة رمزياً في العاصمة    صهاينة باريس يتكالبون على الجزائر    مشروع القانون الجديد للسوق المالي قيد الدراسة    عرقاب يستقبل وفدا عن الشبكة البرلمانية للشباب    يرى بأن المنتخب الوطني بحاجة لأصحاب الخبرة : بيتكوفيتش يحدد مصير حاج موسى وبوعناني مع "الخضر".. !    حوادث المرور: وفاة 2894 شخصا عبر الوطن خلال التسعة اشهر الاولى من 2024    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    شرطة القرارة تحسّس    رئيس الجمهورية يوقع على قانون المالية لسنة 2025    اختتام الطبعة ال14 للمهرجان الدولي للمنمنمات وفن الزخرفة : تتويج الفائزين وتكريم لجنة التحكيم وضيفة الشرف    صليحة نعيجة تعرض ديوانها الشعري أنوريكسيا    ينظم يومي 10 و11 ديسمبر.. ملتقى المدونات اللغوية الحاسوبية ورقمنة الموروث الثقافي للحفاظ على الهوية الوطنية    افتتاح الطبعة ال20 من الصالون الدولي للأشغال العمومية : إمضاء خمس مذكرات تفاهم بين شركات وهيئات ومخابر عمومية    الجزائر العاصمة : دخول نفقين حيز الخدمة ببئر مراد رايس    تبسة: افتتاح الطبعة الثالثة من الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير "سيني تيفاست"    مذكرتي الاعتقال بحق مسؤولين صهيونيين: بوليفيا تدعو إلى الالتزام بقرار المحكمة الجنائية        الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائرتتوج بالذهبية على حساب الكاميرون 1-0    "كوب 29": التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغير المناخ    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    المخزن يمعن في "تجريم" مناهضي التطبيع    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    الجزائر مستهدفة نتيجة مواقفها الثابتة    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    دخول وحدة إنتاج الأنابيب ببطيوة حيز الخدمة قبل نهاية 2024    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    إنقاذ امرأة سقطت في البحر    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    مباراة التأكيد للبجاويين    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    دعوى قضائية ضد كمال داود    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آلاف الهكتارات تنتعش بعد تطهيرها من الألغام الاستعمارية بالحدود الغربية
الحياة تنبعث من أراضي الموت
نشر في الجمهورية يوم 01 - 09 - 2015

* الأراضي المنزوعة الألغام مكنت من تفعيل الكثير من المشاريع التنموية
ساهمت قيادة أركان الجيش الشعبي الوطني في النهوض بالتنمية المستدامة المتمثلة في تسليم الأراضي المطهرة من الألغام للسلطات المحلية للبلديات الواقعة بأقصى الشريط الغربي لولاية تلمسان و التي عرفت حراكا متغيّرا خصوصا عندما انتعشت آلاف المساحات الشاسعة بفعل هذه الآلية الرامية إلى تأمينها و تنقيتها من المخلفات التي تركها المستعمر الفرنسي و أصبحت اليوم نموذجا للدفع بالتنمية و تجلت سمتهما في إعادة تنشيط تلك الأراضي التي احتبستها الأسلاك الشائكة لخط "شال وموريس " و كذا الألغام المضادة للأفراد و الجماعات لأزيد من نصف قرن و تجمّدت وظيفتها نظرا للأخطار التي طالت بنيتها التحتية وحدّت من عملية استغلالها و بما أن السلطات العليا في البلاد سارت على نهج تدمير الشظايا القاتلة عن طريق أفراد "الحراقين" التابعين للجيش الشعبي الوطني فقد عمدت المناطق الحدودية بما فيها باب العسة و مسيردة و مرسى بن مهيدي و بني بوسعيد و سيدي مجاهد و السواني التي تتراوح مسافة بعدها عن مقر الولاية من 60 كلم إلى 100 كلم ، على تعزيز ممارسات و مهارات زراعية و تفعيل الكثير من المشاريع التنموية التي أنجزت على أنقاض أراض كانت في الماضي شبحا مخيفا لا يقترب منه أي أحد و ارتأت "جريدة الجمهورية" الكشف عن القفزة النوعية للمساحات المطهرة من الألغام المجسّدة على مستواها مرافق شتى و مزروعات غنّاء في تحقيق ميداني ل6 جماعات محلية استرجعت كينونتها الإقليمية بعقار كان محظورا في المكان وخارج عن الزمن بسبب جريمة كبرى ولّت بعزيمة الجيش الذي و وصفت مبادرته بالموقف البارع من طرف دول عربية ومغاربية وكذا غربية بفضل نظرته للأبعاد الاجتماعية.
_
***نموذج للتنمية المستدامة
_
مكنت الأراضي المنزوعة الألغام التي استرجعتها البلديات الحدودية الستة التي أشير لها أعلاه من إعطاء مجموع السكان حظوظهم في الاستفادة من مشاريع حيوية بعد أن وجّهت بالتساوي في مساحات وجدت لنفسها فضاء رحبا للتطور الاجتماعي و الاقتصادي للمواطن العادي و الفلاح المحروم من ملكيته الخاصة و تلك التابعة للأملاك الوطنية و التي أصبحت في غالبيتها موردا إنتاجيا بفضل استحداث سياسة إنهاء أثر الأسلاك الشائكة استشفته _مهمتنا الإعلامية _ عبر هذه البلديات التي تنقلنا إليها للكشف عمّا وظّفته في مئات الهكتارات المطهرة و الجاهزة و الهادفة من حيث المنجزات و المكتسبات المحققة والتغيّر الواضح للمساحات الملغمة المقدرة ب25ألف و 174 هكتار و التي نزع منها حوالي 46ألف و 162 لغم بطول 1856 كلم و هذا ما بين تاريخ ال28 فيفري 2007 إلى غاية 31 أكتوبر 2012 و هي فترة وجيزة تسابقت معها سيدي مجاهد و بني بوسعيد و السواني للالتحاق بالركب التنموي الذي كان منعدما و بعيد المنال عنها قبل مهمة التطهير نفس الأمر لمسناه بمسيردة و مرسى بن مهيدي و باب العسة التي استرجعت أراضيها المصفاة من الألغام والملتقطة من قبل الجيش الشعبي الوطني و الذي أحصى فيها ما يربو عن 7ألاف و580 قنبلة من على مساحة 23 ألف و988 هكتار تم تنقيتها بفك مفعولها و تفجيرها و نسفها في ال14نوفمبر من سنة 2012 و الثامن (8) أكتوبر 2014 . الشساعة الهامة التي تم تطهيرها من الشوائب الحربية المميتة دخلت حيّز التنمية بإجراء أمني مكّنها من إقرار فائدة اجتماعية عادت على سكان الحدود الغربية باكتساب عقارا إضافيا يصل مجموعه إلى491ألف و 62 هكتار يساير اليوم دعم الدولة في البناء الريفي و الفلاحي كعنصرين أساسيان و رائجين استندت عليهما المناطق الستة(6) في تطوير نفسها من عدة جوانب و سنفصّل هذه التنمية الجديدة حسب كل منطقة و خصوصيتها و التي حاولنا نقل متغيراتها الاجتماعية واقعيا عندما وقفنا عن كثب في تحقيقنا الميداني لإبراز الجهود المبذولة للرفع من مستوى التطور الانتقالي عبر العلاقة التي جمعت عملية التطهير بتنمية المناطق المعنية و نستهلها بانتعاش بلدية سواني التي شقّها و قطعها خط موريس في الحقبة الاستعمارية لنصفين من حدودي مغنية إلى باب العسة لتحريم الإعمار الذي أبانته سياسة تجديد الأراضي ببرامج حيوية ينعم بها أكثر من 12 ألف نسمة عوض الألغام حتى أن صلاحية المساحة المجاورة للشارع المطهر الآهل بالسكان استغلت فلاحيا منذ عامين كاملين فظلت تعطي محصولا وافرا من قناطير القمح و الشعير فكانت حافزا لخمسين (50) فلاحا "حمدوا الله كثيرا على النشاط الذي يمارسونه بأراضيهم منذ أن بادرت قيادة الجيش على تأهيلها أمنيا بنزع القنابل المقبورة و تشجيرها بالزيتون الذي يعطي منتوجا وافرا من 80 إلى 100 قنطار يوجّه لمعصرتي ندرومة و صبرة بالإضافة لعشرات الهكتارات التي زرعت بفاكهة "الدلاع" و ينقصها الكهرباء الريفية على مستوى الآبار ال 15 لتخطي عتبة الجفاف. و أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد طيب واسيني، أن السواني التي كانت مزرعة للألغام تحصلت على مقررات تطهيرها وتنوعت الإستفادات لديها من شبكة غاز المدينة بطول 72 كلم بكل من السواني مركز و مغاغة و سيدي بوجنان و ينتظرون التوسعة العمرانية ليكون هنالك مخطط شامل للتنمية المحلية لأن المنطقة تجري فيها عمليات إنجاز مركز أمني لأول مرة في تاريخها و نظرا لأهمية مشروع تحلية مياه البحر في تموين الساكنة فقد تم إنجاز خزان ذو حجم كبير بطاقة 5ألاف متر مكعب يضمن اكتفاء شامل لهذه المادة الحيوية .

***الأراضي المطهرة فتحت طريق مغارة الشهداء الثمانية بجبل النحل_
أما ببلدية سيدي مجاهد التابعة إداريا لدائرة بني بوسعيد التي تحسّنت فيها التنمية بعملية التطهير القائمة على مساحة قدرها 134 ألف و 400 متر مربع أي ما يعادل 34،14 هكتار فقد أعيدت لها الحياة التي غمّها خط موريس و تفرقت فيها الألغام بدءا من حدودها المشتركة مع بلدية بوحلو(صبرة)إلى جبل النحل مرورا ببني سنوس و بني بوسعيد و هذا بطول 9560 متر من الشريط الذي قامت باستصلاحه مقاطعة الغابات للبلدية مباشرة لدى تفجير قنابل المستعمر الفرنسي بذات الناحية التي فتحت فيها مسالك طرقية ترابية تؤدي إلى" جرف العسّة " بقرية سيدي يحي أين نجد " صرّة غار الشهداء" البعيد ب6كلم عن سيدي مجاهد التي سبق و إن استعصى عليها التعريف بهذا الموقع التاريخي للجيل الصاعد خاصة و أن الكهف يحتفظ بثمانية(8) شهداء ظلوا فيه منذ أن قصفت مدفعية فرنسا المكان باكتشافها للمخبأ الذي سدت فوهته بالإسمنت و أطلقت قنابل غازية لخنق الثوار : عربي محمد" المدعو سعيد " و بوعلاوي أحمد و عيساوية الشاذلي و فريد أحمد و عبد الواحد و لد حامد و مباركي محمد و لكحل أحمد و خيرة بوزيدي والذين فضلوا الشهادة لأجل الوطن و بقيت رفاتهم و بجنبها أسلحتهم حسب اعتراف أكيد قدم للمعنيين بالمكتب البلدي لمنظمة أبناء الشهداء من طرف المجاهدين محمد راحلي الذي توفي سنة 2013 و صديقه سلموني الميلود المكلفين بإمداد هؤلاء الشهداء بالمؤونة بنفس المغارة التي تحتاج لأن ينجز بقربها متحف صغير بمحاذاة أرضية النصب التذكاري المسجل بأفق الجبل و تم استغلال هذه المساحة لغرس ألاف الأشجار المثمرة (خوخ و مشمش و زيتون ) ب 90 هكتار بأراض شبه غابية و غيرها موزعة ب 15 هكتار بعين تغاليمت و 20 هكتار يتايمت و 25 هكتار بتازاغين علما أن مقاطعة الغابات وضعت إعلانات بالبلدية لفائدة الشباب الراغب في ولوج عالم الفلاحة بالناحية التي طهّرت من الألغام وتحتاج للكهرباء الريفية لتوزيع مياه السقي من البار الإرتوازية وينتظر المجلس الشعبي البلدي حسب ما علم على لسان رئيسه بن عمر سعيداني إقحام الأراضي في برامج الصندوق الوطني للهضاب العليا و المناطق الحدودية المدعمة .
***أمل كبير لتفعيل الفلاحة بتوفير الكهرباء الريفية للآبار
كما راحت" الجمهورية" تتمعن في التغيير الجذري الذي أحدثته الأراضي المنزوعة الألغام ببلدية بني بوسعيد لنقل حيثيات واقع القاعدة بنفس المنطقة التي أصبحت خاضعة لتعديل تنموي لم يكن صعبا على الدولة حين جعلت سياسة التطهير من الأسلاك الشائكة لخط موريس حسابا دقيقا لاكتساح الاقتصاد الفلاحي الذي كان ضيقا قبل هذا و اتسعت رقعته لأن الخط المكهرب و القنابل تم نسف مفعولهما اللذان حاصرا الطريق الوطني رقم "99" و امتدا لمناطق الدخش و رأس عصفور و الدقلن و بلاد موزيرار و عين نترفس و بلاد المحارب و الحجرة الوعرة و تيطوان و كذا المشاميش و عين سيد بلعباس فتحولت بموجب تدخل الجيش الشعبي الوطني في ملف –النزع-الذي طال 125،148 كلم في مرحلتي القطاع الأول و الثاني إلى جنّة من أشجار الزيتون التي تنتج الخيرات عوض زهق دماء الأبرياء ب 34ألف و 598 لغم مضاد للجماعات و الأفراد و المضيئة ردمها المعمّر الفرنسي لإبادة الجزائريين اللذين هم ينعمون بسخاء الحكومة خاصة عندما أصبح الطريق الوحيد الذي استعملته فرنسا لتمرير مشاتها الحربية "بدوار أولاد حسين " معبّدا و آمنا و فكّ العزلة عن السكان و غيرها من المناطق التي نبض فيها روح الحياة على سبيل الإشارة "طكوك" و" سيد الزهاد " و "أولاد موسى" و"أفرا" المعروفة باسم الشهيد محمد صالح و "لمقام" و الزوية" و" أنقاد" و روبان حيث استرجعت بني بوسعيد سبعة ألاف (7) و 886 هكتار منها 6ألاف و 214 هكتار مستغلة فعليا ممثلة في حوالي 2000 هكتار مشجّرة بالزيتون من أصل 5ألاف 832 هكتار مسقية ليتسنى تجاوبها مع البنى الاقتصادية و الاجتماعية للعقارات المطهرة التي يرافقها أبناء بني بوسعيد كبديل يخرجهم من البطالة و يبعدهم عن الصورة القاتمة للتهريب التي التصقت بهم و يسعون لغلق بابها للرفع من ذروة التنمية بالشريط الجزائري المغربي و هذا بإحياء المنطقة الصناعية المجمدة منذ التسعينيات بقرية سيدي مبارك المتربعة على أربعين هكتارا وكذا السدّ المنجز عام 2003 مع الإسراع في تهيئة قناة السقي الممتدة على طول 600 متر
.
***استرجاع المساحة يمكن من تشجير17 هكتارا و إنجاز مدينة

و ببلدية باب وجدنا أن المساحة التي تم تنقيتها و المقدرة ب 4،56 هكتار، تنتظر فيها الفئة المزارعة التي تمثل أزيد من عشرون(20) بالمائة من الفلاحين الدائمين، دعمهم بالكهرباء الريفية لتشغيل الآبار العميقة لأن بدون هذه الاستفادة العامة لن يتألق قطاع الفلاحة بذات الجماعة المحلية الحدودية التي تزخر بأراضي خصبة خصوصا نوعية الشساعة المستلمة من الجيش الشعبي الوطني سنة 2014 التي تصلح لجميع المغروسات (أشجار مثمرة) و ينعدم فيها هذا العامل كنقطة يجب أن تركز عليها الدولة على حدّ قول السيد مروان عبد الناصر رئيس المجلس الشعبي البلدي من خلال تعليل الإمكانيات اللازمة للمساحة المنزوعة الألغام التي تربط منطقة لعشاش ببوكانون و بالضبط إلى غاية الطريق القديم لمرسى بن مهيدي بالإضافة إلى أن هناك أحد المستثمرين بادر بأول خطوة في استصلاح قرابة العشرون هكتارا لغرسها بأشجار البرقوق و سيشرع في إنجاز معمل لتصبير هذه الفاكهة و تسويق المنتوج محليا ووطنيا . و يعلق سكان المنطقة آمالا كبيرة على الأراضي التي أصبحت خالية من 1577 لغم حيث مروا قبل ذلك بفترة عويصة جعلتهم يمتهنون التهريب و كانت المنطقة قد فقدت سنة 2009 مشروع مؤسسة اقتصادية جزائرية –إسبانية مختصة في صناعة الأسمدة كان من المفروض أن تشغل زهاء 250 عامل لو تجسدت على أرض الواقع .
وتنتظر البلدية الإفراج الفعلي عن ملف شائك تجاوزته حنكة وزارة الدفاع الوطني علميا للقضاء على الألغام ، وضع مخطط عمراني جديد يسهم في توسيع المنطقة لناحية المساحة التي طهّرت و هذا بتأهيلها و تبسيط منحدراتها لإنشاء تجمع سكني جديد مثلما ستعرفه إحدى النواحي باب العسة التي يتم فيها دراسة مشروع إقامة مدينة جديدة متربعة على 40 هكتار و من المتوقع أن يسطع نورها بالتنمية لأن الأغلبية العظمى تعوّل على الزراعة لتتمركز بالبلدة بالإضافة إلى تخصيص 411 حصة في إطار السكن الريفي و مائة( 100 ) وحدة اجتماعية لأول مرة في تاريخها و التي ستنجز بقرية"سلاّم".
*** 5 آلاف شجرة رومان بمسيردة تحتضر لغياب الماء
قمنا بجس نبض أوضاع بلدية مسيردة التي تسلمت من الجيش الشعبي الوطني أكثر من 63 هكتار من الأراضي المصفاة غرس منها عشرون هكتارا من أشجار الزيتون و عشرة هكتار من أشجار التين و عشرات أخرى خصصتها للخضروات (فلفل) والبقية "بور" لغياب الكهرباء الريفية التي تعد معضلة في حق سير الفلاحة بذات المنطقة سيما و أنها تعتمد على المساحة المطهرة للدخول في الاقتصاد .
و في تصريح لرئيس المجلس الشعبي البلدي " لقد نزع الجيش من هذه الجماعة المحلية 2436 لغم كان بمثابة غيمة سوداء على المنطقة و ساكنيها لأنها قتلت الأبرياء و أوقفت عجلة التطور وبهذه الالتفاتة الطيبة لجيشنا الذي أقحم عزيمته لأجل إحياء أراضي الجزائريين بالشريط الغربي نطالب من الوصايا منح رخص حفر الآبار و التعجيل في ربطها بالكهرباء الريفية و إعطاء للمنطقة حصة من الري الزراعي عن طريق سد حمام بوغرارة لإرواء المساحات التي تئن بالعطش و خير دليل على هذا الخمسة (5) ألاف شجرة من الرمان المغروسة بمحاذاة وادي كيس الذي جفّ مجراه ويتخوف أصحاب المساحة من مشكل انعدام مصدر للسقي الذي سيدفع لا محالة لتراجع مهنة الفلاحة بمسيردة التي ظهرت بحزم و عزم بعد تنقية جهتها الشرقية و الغربية من الألغام أي بطول 53 كلم من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة و مؤهلة لتصبح ضربا حقيقيا لتصدير الرمان ذو النوعية الرفيعة التي تنفرد به البلدية" .
و ما استشفته"الجمهورية كذلك أن مرسى بن مهيدي تعاني من المشكل الموحّد الذي مسّ مثيلتها من البلديات و المتعلّق بانعدام الكهرباء الريفية التي أصبحت عائقا أمام المستثمرين و الشباب الراغب في خدمة الأرض على غرار الفلاح قادري عبد الله الذي غرس أشجار البرتقال المقدرة بما يفوق ال200 و قيدوسي لحبيب غرس 480 شجرة زيتون و عبد الله سلمة غرس حوالي 300 شجرة رمان و زيتون و برتقال و يبقى العدد قليل لإنعاش "بورساي " .
و إذا كانت البلديات الستة الحدودية التي سلطنا عليها ضوء التنمية بالمساحات المقتلعة من الألغام فبلدية لعريشة السهبية المجاورة لحدود ولايات الجنوب تنتظر انطلاق عملية التطهير مع أنها تتمتع بأكبر مساحة على مستوى الولاية و المقدرة ب73 هكتار مخصصة للرعي و زراعة العلف و يرى سكانها في عملية التنقيب عن الألغام و تفجيرها من طرف الجيش الشعبي الوطني قائم على حماية سلامتهم لأن معيشتهم الموالة و تربية المواشي .
و الجدير بالتنبيه ،فإن الجيش الشعبي الوطني أصبح صرحا متميزا في إلهاب عملية ازدهار الأراضي المطهرة بتقنيات عالمية و التي تم الاستشهاد بها في المؤتمر السنوي الثالث للبرنامج العربي للأعمال المتعلقة بالألغام و المنعقد العام الماضي بنادي الجيش بالجزائر العاصمة تحت إشراف رئيس المجلس الوطني الاجتماعي السيد محمد الصغير باباس ، حيث إعترفت الدول المشاركة في هذه التظاهرة العسكرية برقي الجيش الجزائري ووقوفه بجنب المصلحة العامة للجزائريين ودولتهم و التي جاءت في تصريحات جانبية سجلتها "الجمهورية" أثناء مراسيم تسليم محاضر الأراضي للبلديات الحدودية الستة بمرسى بن مهيدي بولاية تلمسان أين قدّر كل من السفير المكسيكي بالجزائر و نائب مدير المركز الدولي لإزالة الألغام لأغراض إنسانية وكذا السيد أبو علاء المدير العام لهيئة إزالة الألغام و إعادة تأهيل المصابين بالألغام بالأردن المهمة المنوطة لذات الملف الحساس و أثنوا على تدخل الجيش الجزائري إزاء محاربته للقنابل المطمورة بمساحات شاسعة طولها 1710 كلم بشرق و غرب هذا البلد الفذّ الذي تعامل مع قلع الألغام بمستوى راق في التطهير بجهود جبارة إنطبقت على المقاييس العالمية التي تمليها إتفاقية "أوتاوا" و الجزائر عضو فعال فيها من منطلق ما حققته في التدمير الذي بلغ ما نسبته 95 بالمائة بالحدود و التي يرتقب أن تنتهي فيها التنقية آفاق 2017 بالجزائر فيما ستستمر إستراتيجية الخطة العربية لتطهير حقول المعارك لحين حلول عام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.