حمزة...شاب من مدينة بوزجار الساحلية لم يتوان في تكرار الهجرة السرية إلى بلدان الضفة الأخرى للمتوسط بالرغم من فشله في الاستقرار هناك وإلقاء القبض عليه في كل مرة ليرحل إلى أرض الوطن ليصر مجددا على العودة لأن مستقبله هناك يقول حمزة. وجدناه بإحدى مقاهي المدينة المطلة على الشاطئ الأول الذي يختاره الكثير من "الحراقة" لمغادرة البلاد بحرا نحو إسبانيا لقربها من سواحل "ألميريا" .. علما أن حمزة عاش أكثر من 4 سنوات متنقلا بين الدول الأوروبية من إسبانيا ..سويسرا.. و النمسا . فكرة "الحرقة" راودت حمزة و هو في سن المراهقة حيث لم يتجاوز سن الخامسة عشرة و كان يأمل في مستقبل زاهر في أوروبا في ظل المستوى المعيشي المتوسط لأسرته وبعد نجاح أول قارب صيد في عبور المياه الإقليمية الدولية في 26 أوت 2005 وعلى متنه أصدقاؤه الذين بمجرد وصولهم هاتفوه فما كان من الشاب حمزة إلا التخطيط لمغادرة المكان عندما بلغ سن ال21 حيث نجح في العبور في أول رحلة له انطلاقا من الشاطئ الثاني لبوزجار على متن قارب صيد به 9 "حراقة" فقط . حمزة الذي يعي جيدا مخاطر البحر كونه ابن المنطقة أكد لنا أن "الحرقة" بالرغم من خطورتها يتم التخطيط لها جيدا و أن نجاح الرحلة مرتبط بعدة عوامل أبرزها المحرك الذي لابد أن يكون بسعة كبيرة هذا لتفادي العطب وكذا لقطع المسافة الفاصلة بين شاطئ بوزجار و ألميريا بإسبانيا في وقت قصير لا يتجاوز 10 ساعات إلى جانب ضمان كم هائل من البنزين للضرورة في حالة التيهان . الرحلة الأولى بالرغم من نجاحها إلا أن حمزة لم يستغل الفرصة وراح بعد إطلاق سراحه من قبل الشرطة الإسبانية يختار الطريق السريع لربح المال وغير الشرعي ' التجارة الموازية' والانغماس في ملذات الحياة والتنقل من دولة الى أخرى ليتم القبض عليه في دورية مراقبة ليعاد الى بلده .. ورغم ذلك عاود حمزة الكرة من جديد بالسفر قانونيا إلى تركيا والفرار بعدها إلى الدول المجاورة لدخول الفضاء الأوروبي لينتهي به الأمر في أيدي الشرطة ويعود من جديد إلى بوزجار عازما على تكرار المغامرة لكن في وقتها .