تمكنت ليلة أمس مجموعة من الشباب البطال من عبور السواحل العنابية نحو أوروبا مستغلين اشتعال الأوضاع الاجتماعية وموجة الاحتجاجات التي ميزت عنابة أمس على غرار باقي التراب الوطني. الحراقة بينهم 04 قصر وفتاة. المجموعة مكونة من حوالي 30 حراقا منقسمين على فوجين ينحدرون من ولايات مختلفة من الشرق الجزائري انتهزوا فرصة تردي الأوضاع الأمنية وتوجيه كل الأعين نحو ما يحتويه شارع الغضب ما سنح لهم المجال للتخطيط الاضطراري والاحتياطي كما وصفه أحد أفراد عائلة الحراقة حيث كانت مبرمجة خلال الأيام القليلة الماضية لكن الأوضاع الأخيرة تساعد على ضمان اجتياز السواحل الجزائرية دون الوقوع بأيدي خفر السواحل خاصة وأن الاعتدال الجوي كان محفزا آخر لركوب هؤلاء قوارب الموت ليعدوا عدتهم ويجهزوا لوازم رحلاتهم بعد أن عقدوا اتفاقية مع قائدي الرحلتين واللذين ينحدران من حي رفاس زهوان بالشريط الساحل العنابي مقابل مبالغ مالية تختلف من فرد لآخر. كما جهز الحراقة ما يلزمهم من عجينة التمر وأحدى أنواع الحلوى التي عادة ما يعدها الحراقة لقضاء فترة مكوثهم بالبحر وكذا كمية من الماء أي كل ما تتطلبه رحلتهم وبعد إحكام خطتهم انطلق الحراقة من شاطئ فيفي القريب من شاطئ عين عشير متجهين نحو جزيرة سردينيا الإيطالية. الرحلتان أحداهما ضمت 14 حراقا معظمهم من ولاية قسنطينة وسوق أهراس والأخرى كان على متنها 17 حراقا كلهم ينحدرون من عنابة، ديدوش مراد، بوخضرة، سيدي سالم، سيدي عمار، المدينة القديمة وحتى شطايبي والعلمة. وحسب أحد أفراد عائلة الحراقة أن من بينهم 04 قصر وفتاة تنحدر من حي جبانة اليهود تبلغ من العمر 30 سنة بعد أن ذاقت ذرعا من إزعاج أخيها الذي حرمها ممارسة حياتها بشكل عادي كدونها من بنات جنسها ما دفعها للهروب نحو رحلات الحرقة هذا إضافة إلى عدد من خريجي الجامعات وذوي الشهادات بعد أن يئسوا من الحصول على فرصتهم لتحقيق ذاتهم بالبلد الأم. الحراقة انطلقوا ليلة أمس وفي حدود الساعة الواحدة صباحا ولحد الساعة لم يصدر أي خبر عن توقيفهم من قبل خفر السواحل. وفي السياق ذاته تمكنت فرقة أخرى من الحراقة من الوصول إلى السواحل الإيطالية بنجاح بعد انطلاقهم من عنابة ليلة رأس السنة ورغم الاضطرابات الجوية التي ميزت تلك الفترة إلا أنهم تمكنوا من تنفيذ مبتغاهم والفرار بكل حذر وروية من قبضة خفر السواحل الجزائرية والإيطالية وهذا بعد اتصال أجراه العديد منهم بذويهم ليطمئنوهم بوصولهم إلى أوروبا وتحقيق حلمهم بكل فلاح. وبعد المستجدات الأخيرة التي عرفتها الجزائر زادت رغبة الشباب البطال في اجتياز البحر والانتقال إلى الضفة الأخرى من البحر هروبا من الواقع المرير الذي يعانيه هؤلاء بالبلد الأم من فقر وبطالة، والآن الاستغلال غير المبرر كما وصفوه بعملية رفع الأسعار زعرور سارة.