أمام الأخبار المتداولة عبر الصحف والقنوات حول ظاهرة اختطاف الأطفال ، تضطر الكثير من العائلات لمرافقة فلذات أكبادها الى المدارس تجنباً لأي طارئ ومخافة من أيّ أمر مجهول. أجمع أولياء التلاميذ الذين وجدناهم أمام مدخل مدرسة عائشة أم المؤمنين بوسط مدينة وهران بالقرب من مقر مديرية التربية ظهيرة الأربعاء المنصرم على حالة الخوف التي يعيشونها يوميا نتيجة اللاأمن الذي تعرفه المؤسسات التربوية بوهران والذي يجعل سلامة أبنائهم قاب قوسين من الخطر نتيجة تنامي ظاهرة اختطاف الأطفال التي لم تستثن ولاية عن أخرى و أضحت قضية رأي عام . وقال محدثون ممن وجدناهم ينتظرون أبناءهم عند مدخل المدرسة أن ما تطالعهم به الصحف و التلفزيونات اليوم عن ظاهرة اختطاف الأطفال والتنكيل بجثثهم بعد قتلهم أضحى أمرا لا يطاق ولابد أن تتحرك السلطات الوصية بمعاقبة الجناة وردع كل من تخول له نفسه العبث بالبراءة التي تحميها القوانين والأعراف وقبلها الأديان .. حيث قالت إحدى المعلمات بمدرسة عائشة أم المؤمنين أن العدد الهائل للأولياء آباء وأمهات الذين يجتمعون يوميا أمام مدخل المدارس والمؤسسات التربوية يؤكد حجم المعاناة التي يكابدونها خوفا على مصير أبنائهم بمحيط المدارس .. وقال آخر أن مستقبل عمله معلق نتيجة التأخر الفادح والمتكرر عن العمل بسبب مرافقته اليومية ولأكثر من 4 مرات لأبنائه تجنبا لأي مكروه قد يتعرضون إليه فهو مجبر وليس مخيّرا في التأقلم مع هذا الوضع الجديد لأنه لا يفيد الندم بعد وقوع الكارثة. [ أخبار عن اختطاف ومحاولات اختطاف بمحيط بعض المؤسسات ] وتناقل بعض الأولياء الأخبار التي تروج حول حالات اختطاف تعرض لها تلاميذ مدارس ومتوسطات بمدينة وهران وضواحيها كما حصل مع تلميذ من متوسطة المقري يقول أحد الأولياء في حين ذهب آخر إلى الحديث عن ذلك الأب الذي نشر عبر موقع التواصل الاجتماعي الخاص به الفايسبوك ما جرى لابنته ذات التاسعة من العمر والتي حاول شخص يرتدي بدلة رياضية أن يحوّلها نحو سيارة سوداء اللون عن طريق التحايل عليها عقب خروجها من مدرسة مالك بن نبي بوسط المدينة إلى أن تفطنت بحيلته شقيقتها الأكبر التي تدرس معها بنفس المدرسة وراحت تجرها هربا من الشخص مجهول الهوية . ويبدو حسب العارفين بالقضية أن أب الضحية و بنشره للحادثة حاول لفت انتباه الأولياء بما يجري في محيط المؤسسات التربوية من جهة وطالبا من الجهات المسؤولة بضرورة التدخل من خلال وضع مراقبة أمنية على هذه المؤسسات التي كثيرا ما كانت مسرح لعمليات اختطاف مثيرة من جهة أخرى . و لم يخف بعض المسؤولين من مدراء وإداريين بمختلف المدراس والمتوسطات وحتى الثانويات الخطر الذي يحدق بأبنائنا التلاميذ بمحيط هذه المؤسسات التربوية في غياب الأمن حيث تسجل الكثير من المؤسسات التربوية حالات اعتداء خطيرة يكون فيها التلاميذ ضحايا أشخاص غرباء عن المدرسة مما يجعل أمن هؤلاء التلاميذ في خطر ..هذا الأخير لم يستثن المؤسسات المتواجدة بوسط المدينة وداخل النسيج الحضري بعدما كان يقتصر فقط في سنوات مضت على تلك المدارس والثانويات المتواجدة بالضواحي و مناطق الشبه الحضرية. وقد طالب أولياء التلاميذ من الجهات الوصية تتقدمهم مديرية التربية بضرورة التحرك لوضع حد لحالة "البسيكوز" التي يعيشونها يوميا جراء تزايد عدد الاعتداءات بكل أشكالها على التلاميذ و الاستنجاد بالشرطة لضمان سلامة أبنائهم خارج المؤسسات التربوية .. هذه الانشغالات وأخرى حاولنا رفعها إلى مدير التربية قصد التعرف عن الإجراءات التي تكون قد اتخذتها أو ستتخذها المديرية لتفادي أي حوادث من هذا النوع لكن محاولاتنا المتكررة للوصول إلى المدير باءت بالفشل أمام ' سكرتيره الخاص" على حد وصف هذا الأخير والذي منعنا من ذلك بحجة أن المدير في جلسة عمل مهمة رغم تأكيد المكلف بالإعلام لدى المديرية أنه ضبط لنا موعدا ظهيرة الأربعاء الماضي مع مدير التربية كونه الوحيد المؤهل للحديث عن هذا الملف الهام ...والأكيد أنه مهما كانت جلسة عمل مدير التربية مهمة في تلك الظهيرة لن تكون بأهمية و خطورة ما يجري بمحيط مؤسساتنا التربوية وحالة الرعب التي تعيشها عائلات التلاميذ يوميا .