لو تحدثنا في سنوات الماضية مع جمعية العلماء المسلمين التي دافعت عن حرف الضاد ،عن كتابة اللغة العربية بحروف فرنسية أو انجليزية على غرار ما فعل كمال الدين أتاتورك في تركيا، لخاضت معارك قوية من اجل اللغة و التي لازالت لم تجد مكانها بين الفئة الشبانية التي أصبحت لا تفقه لا في العربية و لا في الفرنسية المستوى المطلوب لكن اليوم تسربت كلمات فرنسية و إنجليزية وحتى اسبانية كثيرة إلى لغتنا اليومية، حتى صار المذيعون في برامج التلفاز او على الأثير الإذاعي يتباهون بمعرفتهم باللغة الفرنسية أو الإنجليزية في الوقت الذي تردى فيه مستواهم في اللغة العربية. لكن الكارثة العظمى هي في الأجيال الجديدة التي تكتب اللغة العربية بحروف فرنسية على شبكات التواصل الاجتماعي، وفي رسائل جهاز المحمول، حتى صارت هذه الكتابات تحمل ملامح خطيرة لمستقبل اللغة العربية، يكرسها إهمال تدريس العربية في المدارس حتى صار تلاميذ هذه المدارس لا يعرفون من العربية سوى اسمها، أما أدبها وتراثها وجماليات اللغة العربية فهم لا يعرفون عنها شيئًا، فيتذوقون اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية و الاسبانية وأدبها وإعلامها. إن كل ما سبق يهدد الشخصية الوطنية ، ، فبات من الملحّ إعادة الاعتبار أولا لمدرسي اللغة العربية، ولمناهج تعليمها التي يجب أن تكون تشويقًا للطلاب، وأن نعيد مسابقات الشعر وكتابة النثر، بل أن نجعل من لغتنا العربية الجميلة بحرًا لفنون اللغة الممتعة. إن قضية اللغة الوطنية هاجس يقلق حتى الدول الأوروبية، فاتخذت إجراءات قوية لحماية لغتها، فما بالنا ونحن ندرك أن لا لغة لنا، فلا نحن عززنا لغتنا الوطنية، ولا حتى تم إقرار أن لا لغة لنا، بل تشبيك بين عدة لغات تنتج جنينًا مشوهًا لا معنى له، حتى صارت السخرية بمن يتحدث العربية أمرًا شائًعا. لذا علينا ان نفكر جديا من البداية في تعليم لغة الضاد لأطفالنا من ولوجهم السنة الأولى ابتدائي و تحبيب لهم هذه اللغة حتى يصعد جيلا يحافظ على هذا الكنز الذي أصبح يتلاشي بوجود هذه التكنولوجيات الجديدة التي ساهمت بطريقة ما في ضياع أبجديات ثقافتنا .