الكثير من الموالين بمناطق ولاية البيض الرعوية أصبحوا لا يعطون أهمية لثروة الصوف بعد أن هبط سعره إلى مستويات مقلقة مباشرة في أعقاب موسم الجز الأخير نظرا لقلة الطلب عليه على مستوى الولاية ونتيجة تراجع رهيب لأهم النشاطات النسيجية التي كانت رائدة بالمنطقة منذ سنوات خلت وحسب ما علمته مؤخرا الجمهورية أن بعض الموالين تخلوا خلال الصائفة الماضية على قناطير من الصوف في الصحاري والمراعي الجنوبية تعبيرا عن تراجع أسعاره في السوق من جهة ومن أخرى لقلة استغلاله في ظل غياب الوحدات الإنتاجية بالولاية ومن الملاحظ أن صوف ولاية البيض يتميز بجودة عالية يقبل على شرائه معظم التجار من المدن الشمالية خصوصا تجار الولايات الشرقية.وحسب معلومات رسمية أن حجم الصوف المستخلص من المواشي يصل إلى حوالي 90 ألف قنطار سنويا وما تجدر إليه الإشارة أن ثمن القنطار من الصوف كان خلال السنوات الماضية لا يقل عن عتبة 8 ألاف دج أما سعره هبط خلال جوان الماضي أي خلال عملية الجز إلى أقل من عتبة 1400 دج للقنطار الواحد .وفي ظل تراجع الأنسجة والأفرشة الصوفية على مستوى 22 بلدية نتيجة عزوف الكثير من النسوة بالدرجة الأولى اللواتي كن يقبلن على الصناعات التقليدية عبر التاريخ المتمثلة في إنتاج الأغطية والأفرشة والجلاليب والبرانيس هذه العوامل كان لها دافعا كبيرا في طلب الصوف أما التأثيرات الأخرى والخطيرة التي أثرت سلبا على منتوجات الصوف هي الصناعات العصرية حيث غزت المحلات والأسواق والبيوت وتقبل عليها العائلات بقوة نتيجة مسايرة الموضة الهدامة وفي هذا السياق رصدت الجمهورية بعض أراء المواطنين العارفين لخبايا الأنسجة الصوفية التي يكثر الطلب عليها خصوصا خلال فصل الشتاء يقول محمد ( 47 سنة )مهما تنوعت المنتجات العصرية التي تخص الأفرشة والأغطية والألبسة لا ترقى مستوى جودة الصناعات الصوفية التقليدية بالولايات السهبية بالرغم من العصرنة والحداثة ..أما الحاجة عائشة (70 سنة ) لها تعبيرا صارخا على هذا الجانب أن الفتيات هربن من الأصالة واتبعن ثقافة الغرب في شتى المجالات أصبحت النسوة حتى بالأرياف تهربن من تنظيف وغسل وغزل الصوف ونسجه وكانت مثلا العروس في السابق تعتمد في متطلباتها على السواعد خصوصا إعداد "الجهاز " يشمل الأفرشة والألبسة الصوفية التقليدية..الخ كلها مصنعة من الصوف المحلي أما في الوقت الحالي ((مابقاش ليتبع هذه الصنعة إلا القليل النادر )) حيث تقبل معظم العائلات على ما يعرض بالمحلات والأسواق وكذلك على هذا الصدد أشار في وقت سابق مدير وكالة الأونساج بأن معظم الملفات المودعة للاستثمار والخاصة بمشاريع الشباب تأتي في المقدمة طلبات مشاريع النقل وكراء السيارات أما الطلب على مشاريع المتعلقة بالنشاطات الرعوية كالأنسجة وصناعة الصوف تعد ضئيلة بالرغم أن ولاية البيض منطقة رعوية تزخر بالمواد الأولية خصوصا ثروة الصوف والجلود وللتذكير أن قطاع الوصي ينظم سنويا الكثير من التظاهرات التحسيسية على ضرورة بعث وتشجيع النشاطات الصناعة التقليدية التي تعتبر جزء من التراث بولاية البيض .والرجوع إلى الأصل فضيلة