يقبل هذه الأيام الكثير من موالي الولايات السهبية بقوة على تعبئة صهاريج الشاحنات والبراميل من مياه البرك والمستنقعات المنتشرة بمنطقة برماد الواقعة على بعد حوالي 40 كم جنوب بلدية الأبيض سيدي الشيخ وذلك للشرب وإرواء مواشيهم من البحيرات التي خلفتها أمطار الخريف وهم يرفعون المياه بواسطة المحركات المائية لجلبها حيث أشاروا أنهم يعانون سنويا أوضاعا لا تطاق نتيجة غياب أبار السقي بمعظم المراعي الجنوبية بصحراء البنود والأبيض سيدي الشيخ مما دفعهم لتوفير مياه أمطار عن طريق الصهاريج والبراميل وأكدت لنا مجموعة من الموالين من الجلفة بأنهم يترددون يوميا لري قطعانهم من هذه المصادر التي أصبحت الملاذ الوحيد بالجهة للقضاء على الظمأ في ظل نقص أبار السقي بالكثير من المناطق الإستراتيجية الرعوية بالجنوب حيث ينتشر ويتمركز بها معظم الموالين خاصة الذين يتدفقون على المراعي من خلال الهجرة الجماعية التي ينظمونها كل خريف نحو الجنوب بحثا عن الكلأ لقطعانهم ولا تزال المياه المتساقطة التي تتجمع في الكثير من الشعاب والأودية بالمناطق البعيدة بالمراعي الجنوبية يعتمد عليها الكثير من البدو الرحل في السقي لشرب الماشية وللعلم ان الأغلبية الساحقة من الموالين أنهكهم جلب المياه الصالحة للشرب من المدن من خلال تنقلاتهم اليومية بين مناطق تواجدهم ونقاط تعبئة الصهاريج من البنود والأبيض سيدي الشيخ وبريزينة وفي ظل نقص مصادر المياه حسب الانشغالات التي يطرحها الكثير من الموالين سواء كانوا محليين أو ضيوف قادمين من مختلف الولايات السهبية من الجلفة والأغواط ،النعامة..الذين يزرون سنويا مراعي ولاية البيض كل خريف بأنهم لا يستطيعون البقاء بالجنوب خلال حلول فصل الصيف نظرا للطلب المتزايد على المياه التي يصعب تحقيقها بالقدر الكافي للمواشي والعائلات بالمراعي الجنوبية على حد سواء .وللتذكير بأن منطقة (الفسدة) ظلت خلال السنوات الماضية مصدرا للمياه لكافة الحيوانات التي خلفتها مياه فيضانات 2008 وناهيك عن عواقب المياه الراكدة ..أما سكان أرياف الجليد والخنفوسي والشعالة لهم حكايات صعبة مع العطش خلال الصيف في ظل وجود بئر وحيد بمنطقتهم يتدفق عليه معظم الموالين الذين يجوبون المراعي بحثا عن الكلأ وبغض النظر عن توافد الآلاف من قطعان الإبل التائهة.