أصبح استعمال تكنولوجيات الإعلام و الاتّصال مهمّا جدّا في حياتنا اليومية ففي بضع سنوات تفاعل المجتمع الجزائري مع العالم بتلقائية و تبنّى التقنيات النّقالة التي منحت مستعمليها السّرعة و الفعالية في التواصل و إجراء كل التطبيقات و الاستفادة من كل الخدمات التي يمنحها التدفق العالي و الإبحار عبر الشبكة العنكبوتية ففي سنوات التسعينات تم إطلاق خدمة الهاتف النقال المعروف باسم الجيل الأوّل أو تقنية "GSM" التي تعتمد بالدّرجة الأولى على الموجات اللاسلكية في الاتّصال باستعمال تجهيزات ربط متخصّصة تشكل شبكة الهاتف الخلوي أي النطاق الذي تغطيه الهوائيات اللاسلكية المثبتة على سطوح المباني و العمارات و الذي يرمز إليه بشكل الخلية فالجيل الأول كان يسمح لمستعمليه بإجراء المكالمات الهاتفية و استقبالها فقط .ثم بعد ذلك ظهرت خدمة ثانية أكثر تطورا و سرعة في تحويل المعطيات و عرفت باسم الجيل الثاني أو تقنية "GPRS" التي سمحت بتبادل الرسائل القصيرة و الصور و صفحات مختصرة من النات أي ما كان يعرف ب "WAP" و في بضع سنوات بلغت تكنولوجيا الجيل الثاني دروتها بعد تعميمها على كل القطر الوطني و رفع طاقة التدفق فيها إلى أقصاها حتى دخلت خدمة جديدة أكثر قوّة و سرعة في التدفق يعتمد عليها مستعملو الشبكة الخلوية في حياتهم الاجتماعية و المهنية و الدراسية و في تواصلهم مع الغير دون حدود جغرافية و هي تقنية الجيل الثالث أو ما يسمى ب "HSPA "و" HSPA+ " حيث فتحت آفاقا جديدة في التقنيات النقالة و مكنت زبائن المتعاملين الثلاثة و المدمنين على الانترنيت من الإبحار عبر مختلف المواقع و الاستفادة من المزايا و الخدمات بواسطة الهواتف النقالة الذكية و هي الأخرى تطورت بتطور تقنيات المحمول فكانت في البداية مجرد أجهزة اتّصال لاسلكي حتى أصبحت اليوم أجهزة كمبيوتر محمولة و بأصغر الأحجام و تحتوي على مزايا و استعمالات كثيرة و فائقة الجودة مثل التصوير و التحميل و التسجيل و تحتوي على ذاكرة تحفظ معلومات بحجم مئات المجلّدات و نحن من خلال هذا الملف لا نرغب في إطلاع الناس على هذه التقنيات الحديثة التي سبق و تعرّفوا عليها و أتقنوا استعمالها و تبنوها كنمط حياة بقدر ما نسعى إلى تبسيط المفاهيم و شرح التكنولوجيا الرقمية و إظهار خصائصها و فوائدها للمهتمين بها و خاصّة لأرباب المؤسسات و حاملي مشاريع مؤسسات مصغّرة ممن يبحثون عن حلول بديلة و غير مكلفة لما يسمى بالاقتصاد الرقمي ،فلهذه التكنولوجيا أهمية بالغة و مكانة كبيرة في حياة كل طبقات المجتمع و في مختلف مجالات الحياة و كثيرون هم المشتركين الذين يستعملون تقنية الجيل الثالث و يتمتّعون بجودة التطبيقات و سرعة الخدمات لكنهم يجهلون حقيقتها و التجهيزات المستعملة فيها و البنى التحتية التي ارتكزت عليها تلك التقنيات المتعاقبة خلال فترات تطورها فقد سمح هذا التطور بضمان اتّصالات ذات جودة أفضل و تدفق و إبحار عبر النت براحة تامّة .ورغم أن المكالمات أو التطبيقات التي يجريها مستعملو الشبكة الخلوية تستغرق بضع ثوان إلاّ أنها تحتاج إلى نظام معقّد و شبكة اتّصال مُحكمة و متناسقة تتطلب تجهيزات خاصّة يديرها و يسهر على متابعتها و ضبطها و صيانتها مهندسون مختصّون من 9 كيلوبايت في الثانية إلى 42 ميقا بالخلية و تكنولوجية الهاتف النقال للجيل الثالث "3G" و بعدها "3G+" ثم "3G++" دخلت إلى الجزائر منذ حوالي سنتين بموجب دفتر شروط و تكلّلت التجربة بالنجاح كون معظم مشتركي الهاتف النقال طلبوا الخدمة الجديدة و هم يستفيدون من كل مزاياها و الحقيقة التي قد يجهلها بعضهم أن الشبكة الخلوية التي كانت توفّر خدمة الهاتف المحمول منذ حوالي 20 سنة هي نفسها المستعملة في تعميم خدمات الجيل الأول و الثاني و الثالث و الفرق الوحيدة بين كل هذه الخدمات هو قوة التدفق و سرعته . أي بمعنى أن الخدمة الأولى كانت مضمونة اعتمادا على الموجات اللاسلكية لكن بسرعة تدفق ضعيفة تراوحت ما بين 9.6 كيلوبايت في الثانية و هذا التدفق سمح فقط بإرسال الرسائل القصيرة "أس أم أس" .و مع قدوم الجيل الثاني زات قوة التدفق فتراوحت ما بين 22 و 58 كيلوبايت في الثانية ثم تطور التكنولوجيا المحمولة أكثر فأكثر حتى بلغت قوة التدفق 280 كيلوبايت في الثانية بفضل تقنية "EDGE" التي سمحت بتوفير خدمة محدودة للإنترنيت أما الجيل الثالث فهو يعتمد على نفس الشبكة و نفس البنى التحتية لكن بقوة تدفق عالية جدّا تصل إلى 42ميقا بايت في الثانية على مستوى خلية واحدة و الخلية هي النطاق الذي تغطيه الهوائية "BTS" و مختلف التجهيزات الموصولة بها و بتلاحم الخلايا و ترابطها تكون التغطية شاملة بدون نقاط ظل و مع اكتشاف استخدامات الجيل الثالث أصبحت أداة ضرورية في حياة الناس نظرا لمزاياها المتعددة فهي توفّر خدمات جليلة لأرباب المؤسسات و العمال و الإطارات و الطلبة الجامعيين و الباحثين و الأساتذة و المولعين بشبكات التواصل الاجتماعي و غيرهم فهي توفّر الاتّصال المرئي و الاستخدام الأمثل للهواتف الذكية و نمو سوق الألعاب عبر الكمبيوتر و مشاهدة حيّة للفيديو و التطبيقات التجارية و الدّفع عن طريق الهاتف النقال بالنسبة للشركات و يقدم الجيل الثالث كذلك العديد من المزايا مثل الولوج إلى البيانات عن بع و العمل المتنقل أي المكتب المتنقل و الربط الدّائم و الآني بالأنترنيت من خلال حلول على غرار القياس عن بعد "TELEMETRIE" و تحديد الموقع الجغرافي "GEOLOCALISATION" . و التسيير عن بعد "TELEGESTION " و بالجزائر يوجد حاليا 3 متعاملين للهاتف النقال المعتمدين بصفة رسمية و جميعهم أطلقوا خدمة الجيل الثالث وفق دفتر شروط وضعته الدولة الجزائرية يحدد شروط و مبادىء تعميم استعمال التقنيات النقالة و الجيل الثالث بلغ بالجزائر دروته بفضل تطور التقنيات و التحكم الجيد فيها في انتظار إطلاق خدمة الجيل الرابع و تسهر سلطة الضبط للبريد و المواصلات السلكية و اللاسلكية على حماية الزبائن من كل محاولات الغش و التحايل و الخداع كما تحرص على تقديم المتعاملين الثلاثة لخدمات ذات جودة عالية وفق الشروط المنصوص عليها قانونا كما تعمل سلطة الضبط كذلك على إحداث توازن بن خدمات المتعاملين و احترام مبدأ النزاهة و الشفافية و المنافسة الشرعية بسوق التكنولوجيات النقالة