نظمت أوّل أمس جمعية كافل اليتيم الوطنية مكتب وهران أكبر عرس جماعي احتضنه فندق الميريديان وسط أجواء احتفالية رائعة على وقع البارود و رقص الخيول و القرقابو ، حيث شهد العرس الذي مس 65 زوجا اقبالا كبيرا من طرف العائلات الوهرانية التي قدمت من كل حدب وصوب والتفت حول مقَر الجمعية ببئر الجير ساعة التحاق فرق القرقابو التي قدمت لتشارك العرسان فرحتهم قبل أن ينطلق موكب العرس الذي ضمَ أكثر من 100 سيارة فاخرة من اللونين الأبيض و الأسود . وبدورها أبت الجمهورية إلا أن تكون حاضرة في حفل زفاف الأيتام منذ الساعات الأولى ، عندما بدأ الأزواج يلتحقون بمقر الجمعية ، حيث تناولوا وجبة الغذاء و ارتدوا بدلات العرس و تفرّغت الحلاقات لتزيين العرائس اللائي ظهرن في أجمل حلَة ، و بعد صلاة العصر دوت ضربات الطّبول و نغمات القرقابو خارج المقر ، لتلتحق سيارات الموكب التي زينت المكان وراحت تسير على طول الشارع الذي توزع على طوله عدد من العناصر الأمنية لضبط نظام السير إلى غاية باب المقر ، حيث خرج الأزواج على حدا من أجل ركوب سيارات مستقلة من نوع "ب أم دوبل ف" أو "هامر" ، و انطلق الموكب أخيرا متجها نحو فندق الميريديان تحت الزغاريد و ضرب البارود ..هناك استقبل العرسان و طاقم الجمعية أحسن استقبال ، حيث ارتدت الفتيات أجمل الألبسة التقليدية على غرار " الشدّة " لاستقبال الضيوف الذين فاق عددهم 1250 من مختلف ولايات الوطن. الموكب الذي زينَ شوارع وهران و أنار بأضوائه فندق الميرديان حضرته السلطات المحلية و الأمنية والمشايخ الكبار الذين باركوا بالدعاء هذه الزيجة ، و نشَطه عدد من الفنانين الجزائريين في مقدمتهم فرقة " المنشار"، الفكاهي " بيشة " ، الكوميدي " محمد خساني" ، الفنان " محمد يبدري " و غيرهم من الكوميديين الذين رسموا البسمة على ثغور الحاضرين ، و استهل الحفل مغني الراي الشاب " هواري القلب " بأغنية عن الباهية وهران ، ليشاركه خلال السهرة مجموعة من ألمع فناني الراي في أغنية مشتركة على غرار الشاب " أنور" ، " هواري الدوفان " ، " كادار الجابوني" ، " بلال الصغير " و " جلول " الذي قدَم أنشودة عن الأم و اليتيم دمعت لها عيون الحاضرين . تجدر الإشارة إلى أن العرس الجماعي كانت تحَضر له الجمعية منذ شهور، ووقف من أجله عدد من المحسنين من مواطنين بسطاء و رجال الأعمال وقفة رجل واحد من أجل المساهمة في بناء أسر جديدة ، و الأهم من ذلك رسم الفرحة على وجوه الأيتام الذين كانوا يصبون إلى بناء أسرة في ظل غلاء المعيشة ، لكنهم لم يحلموا يوما بأن عرسهم سيكون من أجمل الأعراس التي تتباهى بها وهران و الوطن ككل ، بل و العالم العربي و المسلم ، حيث قال الشيخ " فيزازي" إن تزكية الشباب الجزائري الحرّ لمثل هذا الحدث دليل واضح على أن الجزائري محب للخير سبَاق له، فقد قدمت الحلاقات من شرق الولاية وغربها لتزيين العرائس من بينهن إحدى المغتربات القاطنة بدبي و الناشطة في مجال الحلاقة و التزيين التي سارعت هي الأخرى للالتحاق بالعرس ، وفتحت حرة من حرائر الجزائر التي يحادي منزلها المقر بابها للعرائس ، فكان لهن المتسع من المكان للاستراحة و الأكل و التزيين ، و حضر العديد من المشايخ والفنانين والفرق الفلكلورية والإعلاميين و مقدمي البرامج رغم المواعيد المهمة ، و بغض النظر عن بعد المسافة أو قربها لبَوا الدعوة و قدموا لمشاركة وهران و أبنائها فرحهم ، فكانت الفرحة ليلة أول أمس فرحة الباهية و الوطن .