عرفت المساحة المزروعة بالبطاطا المتأخرة في ولاية غليزان تراجعا خلال الموسم الفلاحي الحالي بمساحة تجاوزت الألف هكتار بالمقارنة مع المساحة المزروعة في الموسم الفارط و التي تجاوزت 3 آلاف هكتار .و يعد هذا التراجع في المساحات المزروعة بالبطاطا الشتوية إلى عدة أسباب منها ارتفاع أسعار البذور و غلاء سعر كراء الأراضي الفلاحية و ضعف و تأخر الموارد المائية كل هذه الإشكاليات نتج عنها تراجع هام في حجم المساحات المزروعة و تؤكد عزوف القطاع الخاص عن الاستثمار في هذه الشعبة هذه السنة بعدما شهدت عبر موسمين متتاليين تطورا ملحوظا من حيث توفر مياه الري و اتجاه الكثير من المزارعين من مناطق مجاورة بالمنطقة و استثمار مساحات واسعة و زراعتها بعدة مناطق لأول مرة بالولاية سمحت لها باحتلال المرتبة الخامسة وطنيا في انتاج هذه المادة الغذائية التي تعتبر من المواد الأساسية التي تعتمد عليها الكثير من العائلات المحدودة بعد الواد و عين الدفلى و معسكر ومستغانم ، بحيث وصلت المساحة المزروعة سنويا من البطاطا بنوعيها إلى ما يفوق 9 آلاف هكتار بمعدل انتاج سنوي يصل الى قرابة مليونين و 700 ألف قنطار و بمتوسط مردود بلغ 300 قنطار في الهكتار الواحد . و تتوقع المصالح الفلاحية تحقيق إنتاج كلي من البطاطس لآخر موسم برسم الموسم الفلاحي الحالي 2015 /2016 يصل الى 600 ألف و 410 قنطار على مساحة قدرها 2124 هكتار بمردود متوسط يصل الى 280 ق /ه و بلغت كميات محصول البطاطا الذي تم جنيها منذ بداية الموسم الى غاية الاثنين الماضي على مساحة 85 هكتار ، 23 ألف و 800 قنطار . و أما بخصوص انتاج البذور ، كشفت مصلحة المفتشيات البيطرية و حماية النباتات عن تحقيق كمية معتبرة من البذور في موسم البطاطا الصيفية الماضي في المنطقة التي توجد بها 29 مؤسسة منتجة اضافة الى 43 مكثر ، في اطار برنامج تكثيف البذور الذي عرف اكبر مساحة منذ سنة 2007 تجاوزت 1600 هكتار أي بما يعادل 352100 قنطار من البذور بمتوسط مردود وصل الى 220 ق / ه و هي الكمية التي يتم تخزينها للتحضير للموسم الزراعي المقبل . ** عودة الزراعة بعد 10 سنوات من الغياب و بالرغم من تقلص المساحات المخصصة لزراعة البطاطا هذا الموسم و النقص المسجل في كمية المحصول ، إلا أن هذه الزراعة عادت بعد انقطاع دام أكثر من 10 سنوات بسبب النقص في مياه السقي ، و بدأت زراعتها في المنطقة في 2013 ، كما أصبحت تتم في موسمين في العام الواحد ، حتى انتقلت المساحة المزروعة من ألفين هكتار إلى أكثر من 9 آلاف هكتار من البطاطا بصنفيها و يتم زرع الموسمية منها في نهاية العام و تنطلق عملية جني المحصول في فصل الصيف ، في حين أن البطاطا المتأخرة يتم زرعها في الموسم الثاني من نفس العام اعتبارا من أواخر جوان و منتصف جويلية و يشرع في حملة جنيها ابتداء من شهر نوفمبر. *كما أكد البعض من المزارعين وفرة مستلزمات الإنتاج من أجهزة الرش المحوري و أسمدة و مبيدات و مواد مكافحة الأمراض ، لتحسين جودة و نوعية و كمية الإنتاج ، مشيرين الى عدم تعرض غالبية النباتات لأية أمراض قد تؤدي الى تدني الانتاج و تكبدهم خسائر فادحة و غيرها من الآثار السلبية التي يتعرض لها القطاع الزراعي من جراء انتشار بعض الأمراض خصوصا و أن زراعة البطاطا تعتبر العمود الفقري للإنتاج الزراعي بعد زراعة الحبوب في الوقت الذي يشتكي فيه عدد من فلاحي المنطقة من تأخر الحصول على كمية مياه السقي الموجهة لنفس الغرض .
* تخزين بغرف تبريد بولايات أخرى
و فيما تعلق بالتسويق و التخزين ، يقوم المنتجون ببيع المنتوج إلى تجار البيع بالجملة بمختلف ولايات الوطن ثم إلى تجار التجزئة و يباع الكيلو الواحد في أسواقنا المحلية للمستهلك بسعر يتراوح ما بين 40 و 50 دج و رغم وفرتها تبقى أسعارها مستقرة منذ عدة أشهر و أرجعت مصادرنا أسباب ارتفاع الأسعار و استقرارها إلى المضاربين و الوسطاء المتحكمين في المنتجين الحقيقيين و السوق ، و هكذا يبقى القطاع بحاجة إلى تحسين ظروف التخزين و دعم هذه الشعبة في ظل ضعف إمكانيات التخزين من هياكل و فضاءات لحفظ هذا المخزون الاستراتيجي كمخازن التبريد ، بحيث أن الانتاج يفوق قدرات التخزين و أن كميات كبيرة منه تخزن بغرف تبريد عدة ولايات على غرار سيدي بلعباس و وهران و مستغانم و الشلف و عين الدفلى و مستغانم و الجزائر العاصمة و حفظها من أجل تسويقها فيما بعد أو اعدادها الإكثار ، و تقدر طاقتها الاستيعابية ب 23 ألف قنطار تخزن عبر 17 وحدة تبريد . و بخصوص مجال الري الفلاحي ، ذكرت رئيسة مصلحة الإنتاج و دعم الإنتاج بأنه تم تخصيص 5 ملايين متر مكعب في حملة السقي للموسم الجاري و منها مليونين لسقي محيط مينا و الكمية المتبقية لري محيط الشلف الأسفل . و المساحات المخصصة لزراعة البطاطا تتمركز أغلبها بمناطق الحمادنة و وادي الجمعة و سيدي خطاب و يلل و بلعسل و عين طارق و وادي ارهيو و عمي موسى .