الارتجال أصبح يشكل أساس بناء العمل الركحي في الجزائر استضاف فرع اتحاد الكتاب بوهران أمسية الأربعاء بفضاء مديرية الثقافة الأستاذ و الباحث المسرحي أحمد بغالية من كلية الثقافة و الفنون بجامعة قسنطينة 3 ، ليقدم كتابه الجديد حول التأليف الجماعي في المسرح الجزائري الذي تحوّل – حسبه - إلى ظاهرة و أسلوب لجأ إليه ممارسو هذا النوع من الفنون في محاولة للخروج من أطر المسرح التقليدي (الأرسطي ) و وسيلة للتخلص من أزمة النص ، كما عرض صاحب الكتاب الذي نشر من قبل مخبر البحث حول أرشفة المسرح الجزائري لجامعة وهران مقاربة نقدية تحليلية حول الظاهرة التي لا تزال تلازم المسرح الجزائري منذ مطلع القرن العشرين الذي شهد تكوين العديد من الفرق المسرحية الهاوية ، مؤكدا أن الإبداع الجماعي أتاح للممثل احتلال الصدارة في عروض الفرق التي تتبنى هذا الأسلوب في التأليف و كذا عودة الارتجال الذي أصبح يشكل أساس بناء العمل المسرحي في الجزائر .. من جهة أخرى اعتبر أحمد بغالية التأليف الجماعي مشروع عمل مفتوح بخلاف التأليف الفردي الذي يعد كتابة جاهزة، وهو جدير بالتنويه و يحتاج إلى بحث كبير باعتباره طاقة منفردة قابلة لأخذ أي شكل يستجيب لقضايا الجمهور ، كما أنه نص متعدد الروافد يتنامى و يتسع و يتغذى بكل إبداع جماعي ، مضيفا أن مضامين الكتابة الجماعية سواء عند المسرحيين الهواة أو المحترفين يندرج تحت قسمين رئيسيين الأول المسرحيات التي تعالج مشكلات الأسرة الجزائرية و الثاني تناول الأزمات الاجتماعية ، كما لم يهمل " بغالية " المراحل التاريخية لنشأة التأليف الجماعي في المسرح الجزائري و الموضوعات التي عالجها الإبداع الجماعي و البناء الفني له وكذا خصائصه ، وفي ذات الصدد حلل الباحث بعض النماذج المسرحية و قام بنقدها بهدف اكتشاف الأساليب التعبيرية التي تضمنتها بعض الأعمال التي قد لا ينطبق عليها اسم " نصوص درامية " لأن مصطلح النص يقتضي رؤية فكرية وفق أسلوب فني يميزه عن نظرائه من المبدعين . وفي ذات اللقاء ذكر ضيف فرع اتحاد الكتاب أنه من خلال كتابه وعبر 148 صفحة تناول بالدراسة والتحليل عدة مسرحيات تطرق لبنائها الدرامي و الفني منها " جسمي ، صوتك و فكرة " لفرقة مسرح البحر لمستغانم ، " المايدة " و النص الموجه للأطفال " الرجوع " للمسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران، كما أكد في ختام حديثه أنه ركز على الخصائص العامة للتأليف الجماعي ، مشيرا إلى أن لغة المسرح ذات خاصية التأليف الجماعي لا تنحصر في المدونة الكلامية ، و إنما هي أشمل من ذلك ..هي لغات متعددة تعبر تلقائيا من خلال وسائل تعبيرية مختلفة ( ممثل ، كاتب ، مخرج ، إلخ ) ، و بهذا فهي تعتمد على مفردات العرض المسرحي حيث يصبح النص الجماعي كله لغة عن طريق ارتباطه بالمشاركة في أداء الفعل .