أكد خبير الأرصاد الجوية بالبيض السيد بوسماحة أن ولاية البيض تشهد نقصا حادا في المغياثية خلال هذا العام لاسيما منذ شهر نوفمبر ولا تزال هذه الحالة مستمرة إلى غاية 22 ديسمبر حسب التوقعات الجوية وهناك ترقب لتساقط الأمطار في أواخر شهر ديسمبر الجاري وللعلم إن مصالح الأرصاد الجوية سجلت خلال بداية موسم الخريف حوالي أكثر من 100ملم هي كمية لابأس بها وفي العادي تسجل المصلحة في كل شهر 75 ملم أي نسبة 20 بالمائة أما في ما يخص البرودة هناك قياسات تسجل في الظل والرقم القياسي لا يدوم أكثر من ساعة وتعد ولاية البيض أبرد منطقة في البلاد خلال الشتاء حيث تحتل المرتبة الأولى وطنيا من حيث برودة المناخ وتحتل المرتبة الثانية بعد مدينة إفران المغربية على مستوى المغرب العربي (حسب دراسة علمية سابقة لمناخ البيض )وعلى هذا السياق تسجل يوميا كل صباح -2درجة مئوية وفي الكثير من الأحيان تستمر موجة الجليد من شهر أكتوبر إلى غاية شهر ماي..ومن المعروف أن الولاية مشهورة بتربية الماشية وتزخر بثروتها الحيوانية التي تحصي ما يقارب مليوني رأس من الماشية وتتربع على مساحة شاسعة تقدر بحوالي 66420.39 هكتارا منها 5704445 هكتار تمثل المراعي أي ما يعادل نسبة 86 بالمائة من المساحة الإجمالية وتفيد بعض التقارير أعدتها مصالح الفلاحة خلال السنوات الأولى من هذه الألفية أن ولاية البيض منطقة رعوية بامتياز تعتمد أساسا في اقتصادها على تربية المواشي بالدرجة الأولى أما النشاط الثاني تحتله النشاطات الفلاحية ومستقبل المنطقة مرهون بما تجود به السماء..فمجموعة من الموالين بمناطق متفرقة بالمراعي الجنوبية صرحوا بأنهم يصارعون ظروفا قاسية لا تطاق نتيجة اجتياح أعنف موجة جفاف تسود المناطق الرعوية بسبب شح السماء ،الأمر الذي جعلهم يقبلون على شراء واقتناء الأعلاف مهما كلفهم ذلك لاسيما ما أشار إليه الموال (ب.علي ) يعتبر من كبار المربين أنهم مجبرين أمام كارثة الجفاف السائدة بتوفير الأعلاف من أجل البقاء حفاظا على ما تبقى من قطعانهم في الصحاري القاحلة الجرداء وتباع الأعلاف في الأسواق الأسبوعية بأسعار ما بين 2700 دج إلى أكثر من 3000 دج للقنطار ويؤكد معظم الموالين بأنهم ترغمهم الظروف الطبيعية على استعمال الأعلاف التي قضت على الغطاء النباتي ،رغم المساعي والجهود التي تبذلها الدولة لتطوير المراعي وكذا دعم الأعلاف إلى تثبيت أسعارها للموالين إلى حوالي 1550دج للقنطار الواحد من الشعير. فالسكان عامة يحسون خلال هذا الموسم بنقص المغياثية مقارنة بالسنوات الماضية و مراعي ولاية البيض تشهد منذ الخريف تدفقا لمعظم موالي الولايات السهبية من الجلفة والأغواط والنعامة الذين نظموا هجرة جماعية بحثا عن الكلأ في أعقاب الغيث الذي أتى على الأخضر واليابس خلال شهر سبتمبر الماضي.