ديناميكية غير مسبوقة تشهدها معظم الأسواق الكبرى بمناطق ولاية البيض على غرار سوق الأبيض سيدي الشيخ ،بوقطب ،....في أعقاب الأمطار التي تساقطت خلال أواخر شهر أفريل المنصرم وكذا شهر ماي الجاري وأتت على جل مراعي ومحيطات الولاية على غرار المناطق الأخرى للوطن ..حيث ساهمت بقدر كبير في تحريك أسعار الماشية حسب ما أشار إليه الكثير من الجزارين والموالين الذين ارتاحوا بعد أن ودعوا موجة الجفاف التي هددتهم طبلة الموسم الحالي والماضي من السنة المنقضية...إذ انحصرت أثمان المواشي ما بين 10 ألاف دج إلى ما يزيد عن 20 ألف دج ...بالنسبة لثمن النعجة أم الخروف يفوق 17 ألف دج وسعر الرخلة يتأرجح عند عتبة 13 ألف دج ..أما الخروف الحولي يتصدر قائمة الأسعار بحوالي 18 ألف دج ...وبغض النظر عن سعر المواشي حسب الوزن والسلالة فلم تستقر عند أرقام نهائية...وحسب المعطيات التي سجلتها الجمهورية بأن الأمطار التي تساقط خلال الأسبوعين الماضيين قفزت في أعقابها الأسعار مباشرة بنسب هائلة بعد ان أصيب معظم الموالين بخيبة امل في تدهور تجارة الغنم بسبب شح السماء خلال الموسمين الماضيين ..وتجدر الإشارة بان ما جادت به الأمطار شجعت كثيرا معظم السكان بالجهة لاسيما الفلاحين و الموالين الذين عبروا عن ارتياحهم العميق بهطول هذه الكمية الهائلة من الغيث النافع بعد موجة العطش التي عصفت بمعظم المناطق السهبية الرعوية ...ومن المعروف حسب المختصين الموالين والمصالح الفلاحية بأن ولاية البيض مستقبلها وتنميتها مرهونة بما تجود به السماء على مدار السنين لكون المنطقة رعوية بالدرجة الأولى وتمتلك قرابة مليوني رأس من المواشي متوزعة على مناطق 22 بلدية بالولاية ....الأمطار التي أتت هذا الأيام استبشر من خلالها الكثير من الموالين خيرا نظرا لخصوصية حرفة الرعي و تربية المواشي ونشير بان هذه الأخيرة تعرف سنويا منذ حلول فصل الخريف إلى غاية الربيع هجرة موسمية للموالين من مختلف الولايات السهبية خاصة الجلفة ، الأغواط، النعامة ....والحالة الاجتماعية لدى أغلب العائلات الموالة تحسنت كثيرا بعد أمطار أفريل الماضي وماي الجاري بالأرياف و مراعي جل المناطق الولايات السهبية ...والأهم من ذلك عزوف كبير للموالين على اقتناء الأعلاف بعد موجة غلائها التي عصفت مؤخرا بالولايات المنتجة للثروة الحيوانية أثمانها تعدت عتبة3000 دج للقنطار الواحد بالرغم من الجهود التي سارعت بها الدولة لدعم أسعارها ب.1550 دج للقنطار الواحد وهذه المعطيات غير نهائية و بشرى الأمطار خلال هذا الموسم لا تقدر بثمن على ارتياح المواطنين الذين وصفوها بالخيرات تلوح لموسم ناجح سواء على الفلاحة ،و كذا انتعاش نشاطات الرعي المرهونة بالغيث .للعلم أن تربية المواشي تعتمد عليها غالبية السكان بالمناطق الرعوية حيث تعتبر كمصدر الاسترزاق من خلال ما توفره من فرص عمل للشباب على ممر السنين علاوة عن ازدهار أسواق المواشي بولاية البيض كما هو سائد هذه الآونة الممطرة التي حولت تجارة الماشية إلى ورقة رابحة لاسيما بدائرة الأبيض سيدي الشيخ التي تتربع على أكبر سوق الذي يحل كل يومي خميس وجمعة ويقصده معظم التجار من مختلف مناطق الوطن ... ولا حديث رائد هذه الأيام إلا أسعار المواشي التي عرفت انتعاشا ملحوظا في هذا السياق تتساءل الكثير من العائلات وتطرح معادلات في غلاء اللحوم الحمراء بهذه المناطق المنتجة حيث يصل سعر لحم الخروف إلى حوالي أكثر من 750 دج وبغض النظر عن سعر لحم النعجة الجدي ...الرخلة كلها تلسع جيوب المواطنين حسب تعبيرهم ويتخوفون أن تبقى الأسعار على حالها أو ترتفع في ظل قدوم شهر رمضان الكريم الذي هو على الأبواب قرابة شهرين ..وحسب الانطباع السائد أمام موجة غلاء اللحوم الحمراء فإن الكثير من العائلات مثلا بالأبيض سيدي الشيخ ودعت شرائها في الكثير من المناسبات وكذلك في الروتينات اليومية لجأت معظمها على اقتناء اللحوم البيضاء هي كذلك أسعارها لا ترحم ....وفي الأخير يرسخ شعارا منذ سنوات مضت بالمنطقة "لا مستقبل لولاية البيض دون ماشية "