يواجه معظم الموالين بالمناطق السهبية الرعوية موجة حادة من الجفاف خلال هذه الآونة بسبب تقلص مساحات هامة من العشب الطبيعي لاسيما بالمراعي الجنوبية من حدود المناطق الشرقية للبلاد حتى إلى غربها بالأخص الولايات المعنية بتربية المواشي تحديدا من ولايتي الجلفة إلى الأغواط و البيض والنعامة ....هكذا تحدث الكثير من الموالين مع جريدة الجمهورية نهاية الأسبوع الماضي حيث عبر أحدهم ..هذا العام يوحي" بالحطمة" أمام قلة الأمطار خلال هذا الموسم "وتجدر الإشارة بأن معظم الموالين بالمناطق المذكورة خصوصا موالي الجلفةوالأغواط والنعامة ...ينظمون هجرة جماعية منذ سبتمبر الماضي إلى يومنا هذا ويتدفقون على مراعي ولاية البيض التي استقطبت هذا الموسم الآلاف من الموالين من مختلف مناطق وربوع الوطن بحثا عن الكلأ لقطعانهم وهذا بعد أن ضاقت بهم السيل بمناطقهم ومن خلال ما جادت به المساحات الرعوية بالعشب الطبيعي بعد أعقاب الأمطار التي ضربت المنطقة خلال أكتوبر 2008 مما أنبتت معظم الأشجار الصحراوية و النباتات المعروفة بالجهة منها الباقل ،الرمث ، الصريع ، الرقيم ...التي تعد بديلا عن الأعلاف التي وصلت هذه الأيام إلى عتبات مقلقة وحسب تصريحات الكثير من الموالين بأنها تأرجحت إلى سقف حوالي 3200 دج بالأسواق الموازية بالرغم من الجهود التي تبذلها الدولة لتطوير هذا القطاع أين دعمت الأعلاف ب 1550 دج للقنطار من الشعير.. - نقص المغياثية الأزمة وهذا أمام تقلص الغطاء النباتي في ظل تدفق الجماعي للموالين من جهة ومن أخرى نقص المغياثية خلال الموسم االفلاحي الجاري خاصة بمنطقة ولاية البيض التي تعد من أهم الولايات السهبية الرعوية امتهانا لتربية المواشي والتي تعتبر الثروة الاقتصادية الوحيدة لتحريك التنمية وحيوية مناطقها نظرا لامتلاكها ما يزيد عن حوالي مليوني رأس من الماشية حسب أخر إحصاءات علاوة عن الدراسة التقنية التي أعدتها مصالح الفلاحة خلال السنوات الماضية من هذه الألفية .. ان ولاية البيض تعتمد أساسا على تربية الماشية بالدرجة الأولى و تمتاز هذه الأخيرة بثروة حيوانية هائلة منذ القدم يمتلكها الموالون على امتداد تاريخها لاسيما ثروة الماشية(الغنم.الأبقار.الإبل..) التي تتصدر حرفة امتهانها أهم النشاطات التي يزاولها معظم سكانها البالغ عددهم حوالي 266 ألف نسمة..وتعتبر الماشية موردا اقتصاديا هاما بالولاية التي تتسع مساحتها الإجمالية إلى حوالي 6642039 هكتارا منها 5704445 هكتار تمثل المراعي أي ما يعادل نسبة 86 بالمائة من المساحة الكلية حيث تشير بعض الإحصائيات التي تحصلت عليها الجمهورية في وقت سابق إلى وجود حوالي 1680570 رأسا من الغنم و107565 ورأسا من الماعز ؛إضافة إلى 27104 رؤوس من الأبقار علاوة عن إحصاء قطيع الإبل والخيول الأصلية التي يتباهى بها أهل مناطق البيض في الكثير من المناسبات ....وعلى هذا السياق بأن تربية الماشية بمناطق ولاية البيض أي بدوائرها السبعة و22 بلدية مرهون بتساقط الأمطار على المراعي والخلل الكبير أو الأوضاع المزرية التي تواجه الموالين بهذه الولاية الفتية خلال هذه الآونة قلة المغياثية التي تحي الزرع والضرع لحيوية ونشاط سكانها حيث يواجهون ظروفا لا تطاق لتوفير كلأ لمواشيهم التي يهددها التصحر والجفاف مما أدى إلى تقليص العشب مما يلجأون لمعيشة الماشية على اقتناء الأعلاف التي أصبحت تقلقهم في جلبها أو تحقيقها أمام الهجرة والتدفق الكبير للموالين الذي تعرفه معظم مناطق الولاية خصوصا دائرة الأبيض سيدي الشيخ التي تعد المحطة الأكثر استقبالا للموالين على مراعيها الجنوبية وعلى هذا السياق سلطت جريدة الجمهورية الضوء على مشكل توزيع أو اقتناء الأعلاف على بلدياتها الأربعة منها بلدية البنود ،عين لعراك ،أربوات ..والبلدية مقر الدائرة التي تعتبر من أكبر مناطق الولاية من حيث تمركز الموالين وكذا عدد الماشية التي تفوق حوالي 500 ألف رأس (إحصاء قديم ).... - مخطط توزيع للشعير وعلى هذا الصعيد عقدت نهاية الأسبوع الماضي السلطات المعنية المحلية والولائية اجتماعا يضم رئيسي دائرة الأبيض سيدي الشيخ والمجلس الشعبي البلدي ورئيس الغرفة الفلاحية بالبيض ومدير المقاطعة الفلاحية لدائرة الأبيض سيدي الشيخ ورئيس فيدرالية الموالين بالولاية ووممثل الإتحاد الفلاحي للولاية ورئيس مكتب الفلاحين لبلدية الأبيض سيدي الشيخ وممثلين للموالين بالمنطقة وكذا ممثل بلدية أربوات ...حيث يهدف هذا الاجتماع حسب تصريحات احد المسؤولين لدراسة وحل مشكل توزيع الأعلاف على مستوى دائرة الأبيض سيد ي الشيخ التي تضم أربعة بلديات منها أربوات وبلدية عبن لعراك والبنود والبلدية القدر ...حيث تطرق المجتمعون إلى أهم النقاط منها طرح المشاكل التي تعترض سير عملية توزيع الأعلاف المتمثلة في الشعير ومن جهة أخرى أكد ووعد رئيس الغرفة الفلاحية بالبيض للموالين على زيادة ورفع في الحصة المسلمة للمنطقة أي الدائرة إذ وجهت 800 قنطار شهريا لموالي بلديتي أربوات وعين لعراك فيما خصص لبلديتي الأبيض سيدي الشيخ والبنود 2000 قنطار شهريا والأهم من ذلك تأسيس نقطتين لتوزيع العلاف الأولى ببلدية أربوات والثانية ببلدية الأبيض سيدي الشيخ وذلك لتسهيل سير العملية وتظل متواصلة بالسير الحسن إلى غاية 31 مارس من السنة القادمة وتبقى العملية تحت إشراف اللجنة الحالية مدعمة من قبل كبار الموالين العارفين لخبايا المشاكل المطروحة ومن أهم النقاط التي ركز عليها المجتمعون من خلال إطلاع الجمهورية على نسخة من محضر الاجتماع .اشتراط شهادة التلقيح الماشية لدى كل موال لسنتي 2009 و2010 وهذا شرط أساسي حسب تقرير اللجنة للاستفادة من الأعلاف المدعمة من العملية المنظمة على مستوى الدائرة سالفة الذكر من جانب أخر ضبط قوائم المستفيدين (الموالين ) وتعليقها قبل انطلاق عملية توزيع الأعلاف بإعداد محضر يدون بسجلات خاضعة لمراقبة رئيس فيدرالية الولائية للموالين ورئيس المقاطعة الفلاحية للدائرة خلال الأيام المخصصة لتوزيع الأعلاف حسب كل منطقة وكذلك أشار وأكد المجتمعون على إنفاق جلب الحصة الكاملة للدائرة أي 2800 قنطار شهريا إلى نقطتي التوزيع بالأبيض سيدي الشيخ وأربوات ..وعلى أن تمنح كل 6 بالمائة لكل 100 رأس من الغنم .... - جهود لسد الاحتياجات وعلى نفس السياق تحدثت مصادر من مكتب إتحاد الفلاحين بالأبيض سيدي الشيخ بأن عدد الموالين المسجلة بالمكتب المحلي حوالي 270 موال وجهود كبيرة مبذولة من قبل رئيس الغرفة بالبيض لسد احتياجات ومتطلبات الموالين حسب الإمكانيات المتوفرة ..ومن جهة أخرى أجرينا دردشة مع بعض الموالين خاصة منهم السيد (ب) الذي يعد من كبار الموالين بالجهة والذي كرمته الوزارة الوصية كأحسن منتج للثروة الحيوانية الأغنام من دائرة الأبيض سيدي الشيخ سنة 1986م بميدالية ذهبية على مستوى الوطني مشيرا باننا نلتمس التفاتة كبيرة من الدولة المتمثلة في حصص الأعلاف ولكنها لا تكفي في الوقت الراهن نظرا للحصة المعطاة وكذا عدد الموالين وعدد رؤوس الماشية بالمنطقة والأهم من ذلك تدفق الموالين من كل جهة على مراعي الأبيض سيدي الشيخ لذا يجب فتح مخزون للحبوب. - وجوب فتح مخزون للحبوب وحدات كبيرة لجلب الأعلاف لتقريبها من الموال بالمنطقة مماثلة كوحدة بوقطب وسعيدة للتخفيف من الضغط السائد وهذه الانشغالات طرحها معظم الموالين بالأبيض سيدي الشيخ فأرغمتهم الظروف الطبيعية على استعمال طريقة التسمين في ظل تفاقم سنوات الجفاف والتصحر الذي قضى على الغطاء النباتي ،رغم المساعي والجهود التي تبذلها الجهات الوصية لتطوير المراعي وكذا دعم الأعلاف إلى تثبيت أسعارها للموالين إلى حوالي 1550دج للقنطار الواحد من الشعير ساهمت هذه الجهود بقدر كبير في تخفيف المعاناة ولكن يراها الكثير من الموالين غير كافية مع الحجم الهائل لعدد الماشية لدى كل موال أمام الجفاف وقلة الكلأ الطبيعي مما يلجأ الكثير من الموالين إلى شراء الشعير الذي بقي رغم تكاليفه الباهظة المادة الأساسية والضرورية لمواصلة هذا النشاط الرعوي الهام بمعظم المناطق السهبية حيث يضطر العديد منهم إلى بيع قطعانهم بالخسارة بعدما أجبروا على اقتناء الأعلاف لسد رمقها من جهة ومن أخرى لتوفير معيشة عائلاتهم ومتطلباتها.أمام تفاقم أوضاع أغلب الموالين الذين وصلت بهم السبل إلى حالة مضطربة ناشدوا كافة الجهات والسلطات المعنية للوقوف بجانب هذا القطاع الحساس بالولاية رغم أن الموالين حافظوا بقدر كبير على الثروة الحيوانية بوسائل تقليدية وساهموا كثيرا في اقتصاد الولاية والوطن على حد سواء إلا أن الكثير من الموالين فقد أغلبهم قطعانهم وهددوا بمقاطعة تربية الماشية نظرا لصعاب العصر أهمها غلاء مصاريفها و جل الموالين تحولوا إلى بطالين خلال العقد الأخير و استنجدوا بوظائف زهيدة الأجر و بعدما كان أغلبيتهم يملك أكثر من قطيع خلال السنوات البعيدة الماضية ،أما الخاص والعام بالولايات السهبية يترجم مسألة تربية المواشي خلال الجفاف الذي يضرب المناطق المعنية "مهددة بالانقراض" ..ولكن الكثير من السكان بالمناطق الرعوية بالأخص الموالين لا ينكرون مساعي وجهود الوزارة المعنية في تقديم يد العون في تشجيع هذا القطاع كدعم الأعلاف ،توفير السكن الريفي ،و الأهم من ذلك حملات وعمليات التلقيحات على مدار السنة والجدير بالذكر بأن المصالح المختصة مثلا بدائرة الأبيض سيدي الشيخ قامت بتلقيح خلال السنة الجارية حوالي 42191 رأس ضد الأمراض منها الحمى المالطية والجدري ...وهذا حسب ما أشار إليه مصدر مطلع من القطاع الفلاحي بالأبيض سيدي الشيخ .