وهو قادم من »منهاست« بنييورك نحو باريس ومنها الى الجزائر، أين كان حاضرا في مفاوضات الجبهة مع الحكومة المغربية، تمكنت "الجمهورية" من ربط الاتصال عبر الهاتف، أمس، بمحمد خداد منسق البوليساريو مع بعثة المينورصو الأممية، وأطلعنا على آخر التطورات التي وصلت إليها القضية الصحراوية الجمهورية: كيف انتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات؟ -في الحقيقة انتهت دون أي تقدم يذكر، لأنه حتى إذ قبل المغرب التعاطي مع حل أبريل 2007، فهو لم يتعد ذلك الحد، وفي الأخير تمت الموافقة حول جولتين جديدتين من المفاوضات الأولى في ديسمبر 2010 والثانية في يناير 2011، كما تمت الموافقة على تنظيم لقاء في جنيف حول مسألة تبادل الزيارات العائلية، الهاتف .. وغيرها من المسائل المتعلقة خصيصا بالمجال الاجتماعي. هل ترى أن الأحداث الأخيرة تشكل عقبة جديدة في مسيرة المفاوضات؟ - في اعتقادي هي تعبير مادي واضح لعدم وجود إرادة مغربية للوصول لحل حقيقي ونهائي في المنطقة، فهي جريمة ومجزرة حقيقية ضد مواطنين عزل يطالبون بحقوقهم. استعملت فرنسا، التي تعد عضوا دائما بمجلس الأمن، حق الفيتو من أجل توقيف لجنة أممية للتقصي والتحقيق حول الاعتداءات التي ارتكبتها القوات المغربية ضد سكان مخيم اقديم إيزيك وضد المتظاهرين بالعيون، كيف تقرؤون هذا القرار؟ - كان هناك إحساس عالمي على مستوى مجلس الأمن بضرورة بعث لجنة أممية للتحقيق والرجوع بتقرير مفصل حول الوضع بالأراضي الصحراوية المحتلة، لكن بعثة المينورسو منعت من قبل المغرب بالتجول بالمخيمات قبل وبعد الهجمات المغربية والعنف المرتكب ضد المواطنين العزل، مجلس الأمن ما عدا فرنسا التي رفضت ذلك، طالب بمنح المينورسو صلاحية مراقبة حقوق الإنسان بالمنطقة ولتقييم الوضع بشكل عام في الصحراء الغربية عقب الهجومات العنيفة التي شنتها القوات المغربية ضد السكان المدنيين بمخيم اقديم إيزيك وبمدينة العيون، وبالتالي لم يخرج المجلس بالمقترح، ولكن هذا لم يقلل من النتيجة الايجابية، فالدماء التي سالت في العيون والمعاناة والصورة الحقيقية لما يحدث بالمنطقة رفعت على مستوى مجلس الأمن، وهذا كان بمثابة إثارة انتباه للمجتمع الدولي ومجلس الأمن من أجل الإسراع بإيجاد حلول واقعية بالمنطقة...، نتيجة اجتماع مجلس الأمن مهمة كذلك باعتبار أن المحتل المغربي وضع تحت مجهر المجتمع الدولي والدورات المقبلة ستعرف ستأتي بالجديد إنشاء الله. بعد الأحداث الأخيرة، أصبحت المقاومة بالمنطقة تسمى انتفاضة، هل في اعتقادك ستستمر الانتفاضة أم أنها سحابة عابرة، وسيعود العمل السياسي والمفاوضات إلى مجراها؟ على كل حال الرفض الصحراوي للمحتل المغربي والانتفاضة لم تبدأ منذ 8 نوفمبر الماضي، حيث أنه كانت هناك مقاومة داخل المدن المحتلة منذ البداية، أكثر من 500 شخص مختفي، عشرات الموتى، تحت التعذيب، مئات الأسرى...، المسيرة تبقى مستمرة، المحتل المغربي أراد كسر العزيمة والمقاومة من خلال القمع الوحشي لمواطنين عزل، راهن بكسر المقاومة مثلما راهن بكسرها في 75، مراهنته كانت خاطئة وستبقى كذلك، المقاومة والانتفاضة ستستمر بالبحث عن الحل السلمي للمشكل، المعاناة ستصلّب عود الاستمرار في المطالبة بحق تقرير المصير. نائب كاتب الدولة المكلف بالقضايا الأمنية في الخارج في إدارة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ماك ميلان، قال منذ أسبوع خلال تنشيطه لندوة صحفية بالجزائر، بأن واشنطن على استعداد لدعم كريستوفر روس في مساعي السلام، عمليا، هل أحسستم بهذا الدعم؟ - الحقيقة، نحن استقبلنا في 11 نوفمبر الماضي في واشنطن من طرف جانت ساندرسون المكلفة بقضايا وشؤون الشرق الأوسطية ولمسنا اهتمام الولاياتالمتحدةالأمريكية لإيجاد حل نهائي بالمنطقة ودعم مساعي روس، كما لمسناها كذلك من خلال التصريحات الأخيرة للناطق الرسمي للخارجية الأمريكية والذي نفى الادعاءات المغربية التي تحدث عن تواجد علاقة بين الصحراويين والإرهاب، كلها مؤشرات بوجود دعم فعلي للولايات المتحدة للقضية الصحراوية من أجل الخروج بحل في المنطقة. إلى ماذا تردون فتور مواقف القوى العظمى مما يحدث بالمنطقة؟ - أنت تعلمين أن الدول العظمى لم تسلم يوما بكفاح الشعب الجزائري، حتى فرض نفسه بتضحيات جسام كلفته مليون ونصف مليون شهيد، نفس الشيء بالنسبة لما يحدث في فلسطين، وجنوب افريقيا، لسنا وحدنا من نعاني من الظلم، وما ضاع حق وراءه طالب، يجب أن نبقى مصممين بالاستقلال والوصول إلى نتيجة نهائية بالمنطقة من خلال استرجاع الحرية.