اجماع على غلاء المواد الأولية و الدعوة إلى توفيرها بالوطن بدل استيرادها انطلقت صبيحة أمس بمركز الاتفاقيات محمد بن أحمد فعاليات الطبعة الثالثة للصالون الوطني للصناعة التقليدية و الحرف و التي ستستمر على مدار 8أيام أشرف على افتتاحها كل من المدير الولائي للغرفة مهتار ثاني نور الدين و مدير السياحة بلعباس عمار ، بحيث عرفت هذه التظاهرة الاقتصادية و الفنية حضور قوي للعارضين تجاوز عددهم 315 مشارك يمثلون 40 غرفة ولائية على غرار ولاية وهران و العاصمة و عين تموشنت تيزي وزو الى جانب ولاية غرداية و تنمراست و سكيكدة و غيرها من المدن لتثبت حضورها بمثل هذا الصالون الذي اعتبروه من الفضاءات الهامة التي تمكنهم من التعريف بمهاراتهم الحرفية و الترويج لمنتوجهم ،علما أنه تم عرض 25 نشاطا منها الخاصة بالألبسة التقليدية النسوية ك "الكراكو" و "العنابية" و " القسنطينية" و "البلوزة الوهرانية " و أخرى للرجال على غرار الجلابة التي تلقى كالعادة رواجا بكل الصالونات التي تنظم بولاية وهران ، يأتي هذا دون أن ننسى الأواني الفخارية و المصنوعة من مادة السيراميك و كذا النحاس الذي يعرف إقبالا كبيرا للتفنن في صناعة العديد من التحف التي ميزت عدة أجنحة بالمعرض ،هذا إضافة إلى الزرابي التي أبدع حرفيو ولاية غرداية في صناعتها و اتقانها ا ضافة إلى بعض المنتجات المصنوعة من الجلود كحقائب اليد و أشياء أخرى تستعمل في التعليق ، ناهيك عن الحلي التقليدية المصنوعة من الأحجار الكريمة و من الفضة و البرونز ، فضلا عن اللوحات ومنتجات للزينة مصنوعة من الصخور و الكراسي و سلل مصنوعة من مادة الخيزران الى جانب صالونات تقليدية وغيرها من المعروضات التي لقيت اعجابا كبيرا من قبل الزوار حيث صرحت احدى العارضات بهذا الصالون من ولاية سكيكدة بأنها تشارك للمرة الثانية في مثل هذه التظاهرات التي تقام على مستوى مركز الاتفاقيات و أكدت بأن ولاية وهران تحتكم على فضاءات واسعة ومميزة و هي تعد جد ضرورية لتنظيم معارض بهذا الحجم من شأنها أن تجمع العديد من المشاركين من مختلف ولايات الوطن و التي تمكنهم من التعرف على مختلف الأنشطة و المهارات و الحرف التي تميز الكثير من الولايات فضلا عن الترويج لمنتوجهم ،و نفس الأمر صرحت به غرفة الصناعة التقليدية لولاية تموشنت و تيزي وزو. منتجات بأثمان باهظة و تجدر الاشارة بأن الكثير من المنتجات الحرفية المعروضة بالصالون الوطني للصناعة التقليدية أثمانها باهظة و هو ما وقفنا عليه نحن و العديد من الزوار حيث بلغت سعر احدى السلاسل المصنوعة من الفضة 12000 دينار و سلة مصنوعة من مادة الخيزران ب 1700 دينار و قد أرجعت الحرفية التي شاركت بالصالون من مدينة تيزي وزو هذا الثمن الى غلاء أسعار المواد الأولية و منها هذه المادة التي يتم استيرادها من اسبانيا خاصة بثمن يتراوح بين 6 آلاف دينار و 1200 دينار و تتطلب صناعتها جهدا لمدة يوم كامل و أفادت المتحدثة بأنهم كحرفيين مختصين في هذا النوع من التقنيات طالبوا في عديد من المرات الجهات المسؤولة و على رأسها الوزارة الوصية بفتح المجال لهم و مساعدتهم على غرس هذا النوع من النبات بالمناطق الرطبة المتواجدة عبر مختلف ولايات و دعوا الى الاعتماد على الحرفيين و توفير هذه المواد بالوطن بدل جلبها من الخارج خاصة و أنهم مضطرين لرفع ثمن المنتجات التقليدية التي يقومون بصناعتها لتغطية مصاريف شراء تلك المواد و كذا تكلفة اليد العاملة التي اعتبروها ضئيلة أيضا . مديرية السياحة تجهز دار الصناعة التقليدية بحي الصباح و في سياق الحديث عن الصالون كشف مدير غرفة الصناعة التقليدية بولاية وهران أنهم قاموا بالتنسيق مع مديرية السياحة بالتكفل بالمشاركين من حيث المأوى و الاطعام و كذا مساعدتهم في تسديد ثمن الأجنحة التي تم كرائها ،الأمر الذي ساهم أيضا في الحضور القوي للعارضين و الذين بلغ عددهم 315 حرفي مقارنة بالطبعة الفارطة التي لم يتعدى عدد المشاركين فيها 270 عارض اضافة الى ذلك أوضح المتحدث بأن الصناعة التقليدية بوهران تعرف دفعا ملحوظا مقارنة بالسنوات الفارطة سواء من حيث المعارض و الصالونات التي يتم تنظيمها أو من خلال دار الصناعة التقليدية و المركز الجهوي بمنطقة حي الصباح لاستقبال الحرفيين و توفير الفضاءات لهم للنشاط و الابداع و الاحتكاك فيما بينهم ،و أكد المسؤول بأن هذه المرافق ستجهز قريبا من قبل مديرية السياحة حتى تكون موافقة للمقاييس المتفق عليها للنشاط في هذا المجال و من خلالها المساهمة في تطوير الصناعة التقليدية و الحفاظ على الحرف من الزوال لا سيما و أنها كانت من ضمن المطالب الهامة لهذه الفئة طيلة سنوات . و اشار الى ان الغرفة و مديرية السياحة يعملان على ترقية هذه المنتجات الحرفية و الصناعة التقليدية من خلال فتح المجال لفاعلين في المجال و الناشطين ايضا عبر مختلف الجمعيات بالمساهمة في تطوير هذا القطاع و من خلالها إعطاء دفع للسياحة بولاية وهران . و نوه المتحدث الى أن هذا النوع من المعارض سيعرف اقبالا كبيرا عليه من قبل الزوار الذين يفضلون شراء المنتجات التقليدية دون أن ننسى الإشارة إلى تزامنه مع العطلة الشتوية و التي غالبا ما يفضل فيها المواطنون التوجه إلى مثل هذه الفضاءات التي اعتادوا عليها كمركز الاتفاقيات و قصر المعارض بالمدينة الجديدة .