قارب إنتاج العسل بولاية مستغانم هذه السنة 500 قنطار وهي نفس الكمية التي تم جنيها في سنة 2014 حيث يمارس مهنة تربية النحل عبر تراب الولاية حوالي 240 نحال يديرون ما يساوي 20 ألف خلية موزعة في كل غابات منطقة الظهرة غربا (حجاج ، سيدي لخضر ، سيدي علي ، عشعاشة وخضرة) امتدادا إلى غاية الهضبة الداخلية (عين تادلس ، بوقيراط ، سيرات وعين النويصي ) على طول 80 كلم ، وقد عرفت شعبة تربية النحل بالولاية إلى تلك القروض التي ما فتئت تقدمها مختلف الوكالات ناهيك عن الأيام التكوينية التي تنظمها دوريا الغرفة الفلاحية للنحالين ، رغم هذا تظل شعبة العسل تتخبط في أزمة حقيقية إذا ما نظرنا إلى سعر الكيلوغرام الواحد الذي يفوق 4000 دج بالنسبة لعسل السدر في حين يتراوح بين 2600 دج إلى 2800 دج بخصوص عسل النباتات الأخرى . تتوزع تربية النحل بولاية مستغانم بالمناطق التي تتوفر وتتنوع بها النباتات والأزهار كالخزامى ، إكليل الجبل ، الكاليتوس ، لابرويار الوردي ..، الأكيد أن هذه الشعبة لا زالت تمارس عموما بالطرق التقليدية والبيدائية ما لم يسمح لها مضاعفة إنتاجها بالقدر المطلوب رغم المساعدة التي تقدمها محافظة الغابات لولاية مستغانم إلى النحالين من أجل بقاء هذه الشعبة خاصة بالمناطق الجبلية وبهذا الفعل تساهم من جهة في تقديم خدمة اجتماعية واقتصادية للنحالين كامتصاص البطالة ، تثمين المناطق الجبلية وخاصة الحفاظ على إيكولوجية الغابات . يومية الجمهورية اقتربت من بعض مربي النحل بولاية مستغانم الذين لم يفوتوا الفرصة لطرح جملة من المشاكل التي يعانون منها بدءا بسوء تنظيم سوق تجارة العسل محليا ووطنيا ، قلة التظاهرات التي تعرف بهذه الشعبة ، إغراق سوق العسل الطبيعي بالعسل الاصطناعي ، سرقة الخلايا باستمرار في ظل انعدام التأمين ، ناهيك عن انتشار ظاهرة تكسير خلايا النحل لدواعي انتقامية أو تنافسية بين النحالين... كل هذه العوامل والتصرفات اللامسؤولة إن استمرت ستتسبب حسب العارفين في إفشال مجهودات النحالين خاصة ووكالات أونساج ، كناك وكذا محافظة الغابات عموما في مضاعفة الإنتاج ما يبقي سعر الكيلوغرام الواحد من العسل يناطح السحاب .
**الحاج عباسة: مربي ورئيس جمعية النحالين غابات مستغانم كلها مريضة ومتقدمة في السن الأكيد أن النحالين بولاية مستغانم يعانون اليوم من ضعف التدعيم ، فإذا كان الدعم قليل وتماطل المصالح المختصة في دراسة الملفات نتيجة البيروقراطية لا يمكن توقع إلا منتوج ضعيف وهذا ما هو حاصل ، فبالرغم من تأكيد الولاة المتعاقبين على الولاية بمنحنا دكاكين لبيع العسل في كل الدوائر والبلديات إلا أن هذه الأمنية لم تتجاوز مرحلة الكلام للأسف ، لا أنكر أن مصالح الغابات تساهم حسب إمكانياتها في منح المربين قطع أراضي لممارسة نشاطهم ، بخصوص الأدوية دعني أقول أنها منعدمة ، وإن وجدت فأثمانها باهظة ، النحالون بحاجة إلى وسائل لنقل الخلايا والنحل من منطقة لأخرى ، بخصوص الغابات فغابات مستغانم كلها مريضة ومتقدمة في السن ، وعليه يستوجب على المسؤولين النظر إلى هذا الجانب ، كما يعانون من ظاهرة سرقة خلايا النحل في الغابات لعلمك أن خلية واحدة فارغة قيمتها 28000 دج في حين خلية مملوءة فقيمتها يمكن أن تصل إلى 12000 دج ولك أن تتخيل الخسائر التي يتكبدها النحالين كلما تعرضوا إلى هذه الظاهرة في ظل انعدام التأمين ، أضف إننا نعاني من ديكتاتورية السكان القاطنين بجوار الأراضي التي نضع بها خلايا النحل ، حيث يفرضون على النحالين منحهم الأموال مقابل وضع خلاياهم في أراضي هي أصلا ملك للدولة ، المربون جاهزون لدفع الضريبة . **عبد المجيد بوشارب: باحث علمي في العسل منذ 33 سنة العسل يعافي جراح المصابين بالسكري أو السرطان أنا طبيب متخصص في تشريح الخلايا السرطانية ، باحث في فوائد منتجات الخلايا ( العسل ، حبوب الطلع ، غذاء الملكي ، الصمغ ) خلال مسار بحثي في عالم العسل توصلت إلى معرفة درجة حموضة العسل ، نسبة الماء الموجود فيه ، السكريات التي يجمعها وأخيرا الأنزيمات الموزعة في كل نوع من أنواع العسل ، لا أتعامل إلا في حالة كان العسل جديد لأنه يفقد فعاليته بعد سنتين ، النتائج التي توصلت إليها ، أن العسل يعافي جراح الأشخاص المصابين بالسكري أو السرطان بعد إجراء عملية جراحية ، يداوي تعفن جهاز التناسل عند المرأة ، الحرائق ، الالتهاب المعدي و التهاب الأمعاء ، أما فوائد حبوب الطلع فيعالج سقوط الشعر ، يعالج مرض البروستات عند الرجال ، يفتح الشهية ويداوي فقر الدم ، بالرغم من كل هذه المزايا التي تمنحنا إياه العسل الطبيعي إلا أننا لا يمكننا أن نتقدم في تطوير هذه الشعبة في ظل تفاقم المشاكل كالتسويق الصعب الذي يقابله منافسة شرسة وغير أخلاقية من مستوردي العسل الاصطناعي المشكل الآخر الذي نعاني منه هو انعدام بالجزائر مخبر متطور يفصل بين ما هو عسل طبيعي وما هو اصطناعي ، المساحات الغابية غير كافية لتربية النحل ليس بمستغانم وإنما عبر كامل التراب الوطني . **شوارفية محمد :مربي منذ سنة 1995 أطالب بتخفيض سعر الدواء الخاص بمحاربة الغروة الصندوق الوطني للدعم الفلاحي كان فعلا سندا لي بعدما منحني في 2013 دعما سمح لي تطوير المنتوج في شعبة العسل ، فبعدما كنت أنتج خلال تسعينيات القرن الماضي ما بين 20 إلى 30 كلغ سنويا ، اليوم والحمد لله وبفضل الصناديق المملوءة (20) والعصارة وجهاز تخزين العسل التي استفدت منها ارتفع إنتاجي في العسل الطبيعي يرتفع من سنة لأخرى إلى أن أصبحت أنتج ما بين 3 إلى 4 قناطير من العسل سنويا ، أرجو أن يصل طلبي عبر يومية الجمهورية إلى المسؤولين لشراء العسل الطبيعي من النحالين مباشرة ، الشيء الذي سيساهم وبقدر كبير في إعطاء دفع للنحالين من جهة ورفع الإنتاج أكثر من جهة أخرى ، كما أطالب بتخفيض سعر الدواء الخاص بمحاربة الغروة التي تفسد العسل الطبيعي ، كما أطالب بالإكثار من المعارض الخاصة بالنحالين لإظهار منتجاتهم ، مساعدتنا على امتلاك وسائل لنقل خلايا النحل من ولاية لأخرى ، أنا مثلا أنقل النحل إلى كل الولايات فمن مستغانم أنقلها إلى ولايات غرداية ، الجلفة ، آفلو وهذا بحثا عن النباتات الطبيعية بهدف تنويع العسل .