ينظم المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران، مساء اليوم ابتداء من الساعة الخامسة مساء، حفلا تكريميا على شرف أحد قامات الأغنية الوهرانية بلاوي الهواري، الذي سيطفئ قريبا شمعته ال90. الحفل التكريمي الذي من المنتظر أن تحضره السلطات الولائية والمحلية بوهران وجمع غفير من عشاق ومحبي عمي الهواري، يمثل أحسن هدية لهذا الفنان العملاق، الذي صنع بحنجرته الدافئة وألحانه العذبة، أحسن صورة للأغنية الوهرانية رفقة كوكبة كبيرة من المطربين الكبار، على غرار أحمد وهبي، هواري صابر، بن زرقة وآخرين، حيث تعتبر هذه الوقفة العرفانية، رد للجميل واعتراف بفضل هؤلاء الأساطير، في السمو بالفن والرقي به إلى سماء النجومية سواء على الصعيد المحلي، العربي أو حتى الدولي، حيث وحسب شهادة الكثير من الكتاب والمؤرخين، المتتبعين لتاريخ الأغنية الوهرانية، فإن هذه النجوم الساطعة، دوّنت بأحرف من ذهب، سجل الزمن السرمدي للطرب والذوق الجميل، حتى وصل صدى حناجرهم الجهورية، الكثير من المدن العربية والعالمية. فالأستاذ بلاوي الهواري، المولود في 23 جانفي 1926 بحي سيدي بلال بالمدينة الجديدة، وهران، يعد من بين أبرز الفنانين الجزائريين، الذين ساهموا في تجديد الموسيقى في سنوات الستينات، حيث يعرف عنه طبعه العصري أو الوهراني العصري، الذي يختلف عن "الراي". تربى "الشيخ بلاوي" في كنف عائلة التي أحبت الفن والموسيقى حيث كان أبوه محمد التازي عازفا على آلة "الكويترة" وأخوه قويدر عازفا ل"بانجو" و"الماندولين" فدخوله عالم الإبداع لم يكن صدفة بل عن وراثة وممارسة طويلة، إذ أحيا "عمي الهواري" أطال الله في عمره، سنوات الأربعينيات العديد من الأعراس والمناسبات العائلية، ليؤسس بعدها فرقة عصرية بمساعدة أخيه معزوز والحكم الدولي قويدر بن زلاط ضمت كل من بوتليليس، عبد القادر حواس، مفتاح حميدة وبلاوي قويدر. سجل الأستاذ أول أسطوانة له مع مؤسسة (Pathé marconi) التي غنى فيها "راني محير"، ومن مدرسة الفلاح التي تشبع بفضلها هذا العملاق الشامخ بوقود الروح الوطنية، غنى رائعته "يا ذبايلي يا انا على زبانة" التي نعى فيها استشهاد "أحمد زبانة". لحن الأستاذ بلاوي أكثر من 500 أغنية. وقدم بصمته الخاصة في كل الطبعات للمهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية، بمسرح الهواء الطلق حسني شقرون. ليأتي هذا الحفل التكريمي، كمحطة تتذكر فيها وهران هذا الطير المغرد والفنان الوهراني المجدد في سنه التسعين.