أكد الكاتب الطيب لعزب أن الكتابة للبراءة تكون سهلة إذا ربطنا علاقة صداقة قوية مع الطفل الذي بداخلنا، فنعيش عالمه ويعيش عالمنا ،كما أشاد بالإذاعة الثقافية الجزائرية الذي اعتبرها فضاء هام للفكر الجزائري ورافد من روافد الاتصال الثقافي، هذا إضافة إلى تصريحات أخرى تابعوها في الحوار التالي : الجمهورية : هل لك أن تعطينا لمحة بسيطة عن كتابك الأخير "عَرَبْ. آنْ " الموجه للأطفال ؟ لعزب: الكتاب صدر عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية بالجزائر العاصمة في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ، حيث جاء في طبعة أنيقة ترسم شخصية رجل آلي عربي يدعى "عَرَبْ. آنْ"، و الذي يقوم برحلتين الأولى إلى الصحراء،والثانية إلى البحر وجزيرة "السلام" ، الكتاب الذي أشرف على رسوماته الفنان التشكيلي" الناصر بوسكين " يعزز قيم الشجاعة وتقاليد السلم والتسامح والمصالحة ، إضافة إلى هذا فقد صدر لي سنة 2014 كتاب آخر بعنوان " كَنْزُ جَدِّي" ،عن محافظة المهرجان الثقافي المحلي" قراءة في احتفال" لولاية تيارت . الجمهورية : الكتابة للطفل أمر صعب ، كيف تقيم لنا تجربتك في هذا المجال ؟ لعزب : من خصائص قصة الطفل، هو كتابة نص بديع بلغة جميلة ، يحمل موسيقى الحرف، الكلمة ،الجملة والانتقالات المشوقة من مشهد إلى مشهد، هذا النوع من القصص تحكي المغامرة والحكاية في جو يألفه الطفل ،من عالم الخيال، هو أدب رائع ، والاعتناء به يجعله صنفا مستقلا، وشكلا فنيا بديعا ، حتى وإن يرى البعض من النقاد أنه نص مختلف عن الأصناف الأدبية الأخرى ، لكن جانبه السردي أو الحواري وشخصياته وغيرها من العناصر، تبعث الحنين حتى في نفسية الكبار، وبالنسبة لي فأدب الطفل سهل إذا ربطنا علاقة صداقة صادقة مع الطفل الذي بداخلنا، فنعيش عالمه ويعيش عالمنا باختصار هو "عالم الإنسان الحقيقي " . الجمهورية : بما أنك إعلامي و إذاعي سابق بأثير تيارت، ما هي أهم الأعمال التي ميزت مسارك المهني ؟ لعزب : في الحقيقة قمت بإعداد شريط وثائقي إذاعي بعنوان " الأَمير عبد القادر، الفارس والشّاعر "، وهو عمل إعلامي اعتمدت فيه على الديوان الشعري " المحقق " للدكتور زكريا صيام الذي يشيد بأمجاد القائد البطل، ففكرة الشريط الإذاعي الذي تقدر مدته أكثر من 14 دقيقة،هو انتقالات تاريخية ومقاطع شعرية من ديوانه، كما أنجزت أيضا تمثيلية إذاعية للأطفال بعنوان " بابا إِينُوبا و وحش الغابة "، حيث أحكي القصة للأطفال بمؤثرات صوتية جميلة،و بأداء لطيف، هي قصة شيقة استمعنا لها ونحن صغار عبر أمواج الراديو، والشاشة الصغيرة بصوت الفنان "إيدير"، ما يجعلها مستوحاة من التراث الأمازيغي الجزائري ،و بالمناسبة أوجه الشكر للمجاهد " بلعيد بن حميش" على مساعدتي ، والأستاذ "حنفي عبد الرحيم "لسرده القصصي، علما أني أشرفت على ترتيب النص، وآداء الأدوار والإشراف العام،كما أشكر السيدة "فتيحة أوس" ،على شعار البداية والخاتمة للتمثيلية التي كان إنتاجها بمناسبة تقديم الأعمال المشاركة للإذاعات الجهوية ، لترشيح مشاركتها في مسابقة مهرجان الإذاعة والتلفزيون بتونس الشقيقة . الجمهورية : افتكت إذاعة تيارت جائزة الميكروفون الذهبي للإذاعة الوطنية في الطبعة الأولى عن ربورتاج " الحرّاقة " ، ماذا أضاف لكم هذا التتويج ؟ بلعزب : أجل كنت ضمن طاقم الربورتاج الذي كان من إعداد و تقديم الزميلة الصحفية " فتيحة ميموني" ،و كانت موفقة في اختيار الموضوع الذي يشكل ظاهرة مأساوية لعائلات غرق أبناؤها في عرض البحر أو نجوا بأعجوبة ، وأهمية هذا الربورتاج تكمن في توعية الشباب لدرجة الخطورة والعواقب التي قد لا يحمد عقباها،وقد كان هذا التتويج لصاحبة العمل تتويجا أيضا لفريق العمل كله وكذا لإذاعة تيارت الجهوية ، علما أني أشرفت على جانبه الفني، و كُرمت تبعا له بشهادة تقديرية من طرف مديرها السابق السيد "جمال سنحضري" لمشاركتي الفعالة في إنجاز العمل الإذاعي. الجمهورية : ماذا تقول عن الإذاعة الثقافية الجزائرية ؟ لعزب : الإذاعة الثقافية الجزائرية فضاء هام للفكر الجزائري ورافد من روافد الاتصال الثقافي، هي مكسب للمثقفين وجميع المستمعين ،ولاشك أن النشاطات الخاصة بهذا الشأن،لا تكفي تغطيتها كلها في كثير من الأحيان هنا وهنا،فالثقافة أسلوب حياة ونشاط وبرنامج ينفتح على الآفاق،وربما البرنامج الثقافي يحمل من الجهد ما يحمل بغية إرضاء مساحة واسعة من الجمهور،في نفس الوقت لا أتغاضى عن جهد الزملاء والزميلات بالمحطات الإذاعية عبر أرجاء الوطن ، فهم ربان السفينة،وهداة الثقافة للمستمع، وأنا ككاتب مثقف أقول أن الساحة الثقافية تتجدد فيها الحياة بأسماء جديدة،وبمبدعين من أعمار مختلفة مع التقدير لانجازات الأجيال السابقة وهذا ما يبشر بالخير، و لجعل الثقافة في استمرار دائم،يجب دفع حركية الفعل الثقافي نحو الإبداع الوطني من خلال اختصار الإجراءات والتنقلات غير المجدية من الإدارة،واستبدالها بالثقة التي تجعل الجميع يبدع معا لخدمة الوطن وإشعاع الثقافة الجزائرية بين الأمم سواء أكان عبر الأثير أو عبر الحروف .