اضحى نشاط تجميع النفايات البلاستيكية مصدر رزق للعديد من الشباب العاطل عن العمل بوهران وضواحيها ،منذ انتشار الوحدات المتخصصة في تحويل البلاستيك عبر المناطق الصناعية ومناطق النشاطات ،ويتردد عشرات من الشباب والاطفال ،على المفرغات العمومية والعشوائية ،وحواف الطرقات الرئيسية والازقة الفرعية ،بحثا عن بقايا بلاستيكية على غرار ،قارورات الماء والمشروبات الغازية ،وصناديق الخضر والفواكه وكذا الصناديق البلاستيكية المستخدمة كحاويات للقوارير الزجاجية ،والاواني البلاستيكية ،وغيرها من البقايا ،واللافت في ها النشاط هو انتشار استغلال الاطفال فيه بشكل كبير ،و غالبا ما يستعين اصحاب شاحنات قديمة ناشطة في مجال جمع البلاستيك وبيعه لاصحاب المصانع المتخصصة في اعادة تدويره ،بالاطفال الذين يمتهنون جمع هذه البقايا عبر اماكن مختلفة ،لكسب لقمة العيش ، وينتعش هذا النشاط اكثر فاكثر في التجمعات القصديرية الواقعة بمختلف بلديات وهران ،خاصة في سيدي الشحمي والبركي والحاسي ومسرغين ومنطقة النشاطات في بوتليليس والكرمة وغيرها ، ويتهدد الاطفال الذين يتم استغلالهم في هذا النشاط ،اخطار صحية كبيرة ،بسبب اقتحامهم لمفرغات عشوائية دون وسائل حماية على غرار القفازات والكمامات ،اذ غالبا ما يتم البحث عن البلاستيك وسط القمامات المختلفة من دون اي حماية ،ويتم في اخر اليوم منح مقابل لهؤلاء الاطفال لا يتجاوز 1000 دينار في غالب الاحيان "الكارو" وسيلة اخرى وعلى خلاف الشباب الذي يمتلك شاحنات مهترئة وقديمة على غرار تلك المستخدمة في نشاط بيع الماء الحلو ،فقد اهتدى الناشطون في هذا المجال لاستعمال العربات المجرورة بواسطة الاحصنة ،المعروفة في وهران ب"الكارو" ،واضحت وسيلة النقل البدائية هذه ،من اهم الوسائل المستعملة في نشاط جمع النفايات البلاستيكية والنفايات المعدنية ، ويجوب اصحابها يوميا مختلف المفرغات الواقعة في اماكن بعيدة ،للبحث عن ما تجود به من بلاستيك ،وغالبا ما يقطن الناشطون في الميدان المكور في احياء فوضوية ،دفعهم عامل البطالة للاسترزاق من هذا النشاط الذي ينام على مخاطر صحية كبيرة ، حيث يجهل معظمهم طرق الوقاية من المركبات السامة التي تتشكل في المفرغات مع التحلل الجزئي للنفايات العضوية ،واختلاطها بالمواد الكيماوية . 40 دينار للكيلوغرام الواحد وبعد تجميع كميات هامة من البقايا البلاستيكية ، يتم نقلها الى مناطق نشاطات صناعية تضم وحدات لتدوير البلاستيك ،بمنطقة شطيبو وحاسي بونيف وكذا مسرغين وبوتليليس ،وتعد منطقة شطيبو الاكثر استقطابا للناشطين في هذا الميدان بسبب قربها من وسط المدينة ،بينما تمتاز منطقة النشاطات بمسرغين بتواجد وحدات لتدوير ورسكلة النفايات المعدنية التي يتم شحنها بعد ذلك الى مصنع الشهايرية المتخصص في اعادة تذويب النفايات الحديدية والمعدنية ،وحسب بعض الناشطين في مجال جمع النفايات البلاستيكية واعادة بيعها لاصحاب وحدات الرسلكة ، فان سعر الكيلوغرام الواحد من البلاستيك المسترجع يبلغ 40 دينار ،ويرتبط هذا السعر بجودة المادة ،ا ذ غالبا ما يتم احتساب هذا السعر للبلاستيك المسترجع من صناديق الخضر والفواكه وصناديق البلاستيك المخصصة للقارورات الزجاجية للمشروبات ،بينما يتم احتساب اسعار اقل للبلاستيك المسترجع من قاورات المشروبات الغازية او المياه المعدنية ،ولا يتم استقبال كميات تقل عن قنطار من النفايات ، حيث يسعى الشباب المتخصص في هذا النشاط لجمع قنطار او قنطارين من المادة المذكورة ،قبل شحنها الى اقرب نقطة لاعادة الرسكلة نقص اماكن الفرز والتجميع وغالبا ما يصطدم ناشطو هذا المجال بجملة من المشاكل ،على راسها انعدام اماكن لتخزين النفايات البلاستيكية التي يجمعونها قبل ان تصل الى الكمية المطلوبة التي لا يقبل اصحاب الوحدات التحويلية باقل منها ،وهو ما جعل اغلبية هؤلاء ينشطون في المناطق والتجمعات القصديرية التي تتوفر فيها فضاءات شاسعة لتخزين المواد المسترجعة ،فبحي الوئان في مسرغين على سبيل المثال لا الحصر تجد عشرات البيوت القصديرية التي يمتهن اصحابها جمع البلاستيك ،حيث يتخذون من اسقف بناياتهم موقعا لتجميع النفايات وتخزينها ،مما يشكل خطرا كبيرا في حالة وقوع حريق نظرا لطبيعة البلاستيك السريع الاشتعال ،في الوقت الذي يتخذ اصحاب هذه المهنة من المساحات المحاذية لمنازلهم في منطقة "شطيبو" مساحات لتجميع النفايات البلاستيكية وحتى المعدنية ،وتنتشر الحشرات والكلاب الضالة والجرذان الضخمة في هذه المواقع التي تتحول الى مصدر للازعاج للجيران بمرور الزمن ،اضف الى ذلك المخاطر الصحية الناجمة عن انتشار الجراثيم الفتاكة التي تلتصق بالبقايا البلاستيكية اثناء جمعها من المفرغات وحدات غير شرعية ولم يعد اصحاب هذه المهنة يبيعون البلاستيك الذي يجمعونه على حالته الاولى ،باعتبار ان هذا النشاط غالبا ما يمتهنه "المبتدؤون" لان هامش الربح فيها ضئيل ،واهتدى الكثير ممن تستهويه هذه المهنة لاقتناء الة خاصة بتقطيع بقايا البلاستيك وتجزئتها الى قطع صغيرة جدا،ووضعه في اكياس بعد ذلك لبيعه باثمان مربحة لاصحاب مصانع التدوير الذين يفضلون اقتناء هذه المادة الاولية الجاهزة ،حيث غالبا ما يتم غسلها بالماء مباشرة وضغطها لتصبح في بحجم صغير مما يسهل عملية تذويبها ،لكن نشاط اصحاب هذه الوحدات شبه الصناعية المتخصصة في تقطيع البلاستيك او ما يصطلح عليه الناشطون ب"التقديق" يتسببون في كابوس للسكان ،بفعل الضجيج الصاخب الذي تحدثه هذه الالة التي تعمل 7/7 طيلة ايام الاسبوع ،وكثيرا ما رفع الناس شكاوي ضد اصحابها لكن لا احد تحرك ،وينتشر هذا النشاط بكثافة في حي الوئام بمسرغين وحي عين البيضاء وحي النجمة ، والبركي (حي فلاوسن ) واضحى الشباب الي يجمع البلاستيك يبيع لهؤلاء ما جادت به المفرغات ،وتحولت هذه الوحدات بمرور الوقت الى مصدر رزق ،حيث تتوسط بين اصحاب مصانع التدوير وجامعي البقايا البلاستيكية ،ويحصل اصحابها على هامش ربح معتبر ،لكن نشاطهم يبقى غير شرعيا ،وفي الخفاء ،حيث يتم وسط التجمعات السكنية والعمرانية بالاحياء المذكورة ،وتشكل هذه المناطق ايضا مراكز مموهة لنشاط لصوص النحاس ،اذ غالبا ما يتم تمويه النشاط الرئيسي لهم باكوام كبيرة جدا من البلاستيك لتضليل مصالح الامن وابعاد الشبهات ،ناهيك عن مساهمتهم في توريط ناشطي جمع المعادن والبلاستيك في نشاط تهريب النحاس وسرقة الكوابل النحاسية ،باغرائهم بمبالغ مضاعفة لقاء تغييرهم للنشاط وامتهان سرقة الكوابل النحاسية وايصالها الى هذه الوحدات التي تتكفل بمهمة الاتصال بالمهربين بعد ذلك للحدود المغربية . سرقة الحاويات وككل نشاط اقتصادي ،فقد ترتبت عنه سلبيات عديدة ، وباتت ظواهر اخرى ترافقه ،على غرار سرقة الحاويات البلاستيكية المخصصة للقمامة ،والتي تعتبر "فريسة سهلة " لجامعي البلاستيك ،وتعاني البلديات من هذه الظاهرة ،حيث يتم الاستيلاء على الحاويات المخصصة للقمامة ،بعد مرور فترة زمنية قصيرة على وضعها في الاماكن المخصصة لذلك ،مما كبد الجماعات المحلية خسائر ،ونجم عنه انتشار القمامة في الارصفة ،واضحى من واجب الهيئات الرقابية سن قوانين تمنع استقبال هذه الحاويات او تدويرها واعادة رسكلتها ،واضطرت العديد من البلديات لوضع حاويات ضخمة من المعدن ليصعب حملها وسرقتها ،حيث يتم تعبئتها بسهولة على متن شاحنات البلدية المتخصصة في النظافة ،لكن الاجراء يخلف روائح كريهة نتيجة تكدس النفايات في عربة الشاحنة المخصصة لذلك ،ويبقى قرار منع تداول هذه الحاويات ومعاقبة مراكز التقطيع والتجميع التي تستقبلها ، لحمايتها من السرقة والتذويب