يحتضن رواق جمعية حضارة العين بوهران، معرضا للفنانة التشكيلية الكبيرة ليلى فرحات، الذي افتتح في الثامن مارس الجاري، تكريما لعملاقة الريشة و عميدة الفنانين التشكيليين الجزائريين، التي رسخت بصمتها في عالم الرسم، من خلال مسار حافل بالأعمال المتميزة، يقدر بنصف قرن من الزمن، لم تفارق فيه الريشة أناملها، ذلك أن الرسم بالنسبة للفنانة ليلى فرحات هو الهواء و الحياة، يتضمن هذا المعرض الذي يتواصل إلى نهاية الشهر الحالي، أكثر من عشرين لوحة أبدعتها و تفننت في رسمها، بأسلوبها المميز، و ألوانها الحارة و الدافئة، التي أشرقت بهذا الرواق الصغير، فبدى كبيرا باحتضانه لأعمال قامة فنية، في عالم الفنون التشكيلية، كيف لا و ليلى فرحات التي درست ودرّست في مدرسة الفنون الجميلة، و تخرج على يدها الكثير من الفنانين، كانت أول امرأة ترسم بالألوان الزيتية ببلادنا، و إن كانت تعاني اليوم من مرض الزهايمر، فان أجيالا ستتذكر هذه الفنانة العملاقة، التي مثلت الجزائر أحسن تمثيل في المحافل الدولية، و أبهرتهم بأعمالها الرائعة، منذ سبعينيات القرن الماضي، ليلى فرحات هي مدرسة قائمة بذاتها، و ان كانت قليلة الكلام فهي غزيرة الإنتاج، فأعمالها كانت و لا نزال جد معاصرة، استطاعت أن تزاحم الرجال في أصعب التقنيات و أساليب الرسم، التي ظلت لوقت طويل حكرا عليهم، بل و استحدثت لنفسها أسلوبا متميزا، عن طريق تفكيك أو تفتيت اللوحة، مرتكزة في ذلك على المدرسة الواقعية، و في هذا السياق صرح علي شاوش رئيس جمعة حضارة العين، أن ليلى فرحات اشتغلت كثيرا على التراث، و قدمته في أبهى و أجمل صورة، كما أنها تعد فنانة ملتزمة حيال الكثير من القضايا التي ألهمتها فرسمتها، لاسيما فيما يتعلق بالمرأة و حرب العراق و القضية الفلسطينية، التي رسمتها و أبدعت في التعبير عنها بحسها العالي و موهبتها الخارقة و أسلوبها المتميز، غير أن كل هذه اللوحات متواجدة خارج حدود الوطن، و لعل ما تأسف له المتحدث، هو أن خلال زيارة طلبة مدرسة الفنون الجميلة بوهران لهذا المعرض، تفاجأ أن معظمهم لا يعرفون من هي ليلى فرحات !! من جهة أخرى أقيم هذا المعرض، الذي يعتبر تكريما رمزيا، بالتعاون مع جمعية "فارد" و "القارئ الصغير"، و أيضا بمساهمة ابن الفنانة ليلى فرحات، الذي ساهم ب18 لوحة أبدعتها أنامل والدته.