التسرب المدرسي ظاهرة تمس بدرجة كبيرة سكان الأرياف والقرى بالبيض و بالأخص فئة البنات واللائي يجدن صعوبات كبيرة في متابعة دراستهن بسبب التقاليد والعادات المنتشرة بالولاية . و تنتشر الظاهرة بشكل كبير حيث يجد الأطفال صعوبات للالتحاق بمقاعد الدراسة بسبب بعد خيم إبائهم عن التجمعات السكنية لاشتغالهم بتربية الماشية في ظل افتقاد الكثير من البلديات لحافلات النقل المدرسي .و في هذا الصدد يقول بوسيف .ش من بلدية البنود التي تعد أبعد بلدية بولاية البيض و تعرف بطبيعتها القاسية وعزلتها الخانقة والتي تسجل أعلى نسبة تسرب مدرسي بولاية البيض بأكثر من 40 في المائة في السنوات القلية الماضية خاصة لدى البنات ، يقول أن سبب ترك البنات للدراسة كون الآباء يرفضون تنقل بناتهم للدراسة بعيدا عن ذويهم لأن أقرب ثانوية وقتها تبعد عنهم بأكثر من 90 كلم كما أن إقامة البنات بالداخليات أمر ممنوع و لا يقبل به الآباء بسبب طبيعة المنطقة . الحالة التي تقلصت بشكل كبير السنوات القليلة الأخيرة بعد انجاز ثانوية بالبناء الجاهز والتي سمحت للبنات بالتمدرس خلال السنتين الأخيرتين . من جانب أخر و لأن ولاية البيض رعوية يعتمد أغلب سكانها على تربية الماشية فالكثير من الآباء يضطرون إلى وقف مسار أبنائهم الدراسي للتفرغ لرعي الماشية كما يحدث بشكل كبير ببلديات الشقيق و الرقاصة و الكاف لحمر ذات الطابع الرعوي و عن هذا يقول بن زيادي محمد الذي له ابن أوقفه عن الدراسة أن السبب يعود إلى كونه عجز عن إيجاد راعي للماشية والحل الوحيد أمامه أن يتولى ابنه الرعي حفاظا على ثروتهم من الماشية .