أفضت دراسة اجتماعية غير رسمية شارك فيها اساتذة تربويين وجمعيات أولياء التلاميذ بان عدد المتمدرسين في انتقالهم من الطور المتوسط الى الثانوي يزداد تقلصا بولاية الطارف لا تتحكم فيه المنظومة التربوية لان الظاهرة وليدة العقلية المحافظة للعائلات الريفية المعزولة وعجز البرامج في ضبط خريطة لإنجاز الهياكل التعليمية تجمع تلاميذ الشتات في الأرياف المعزولة . قدرت ذات الدراسة التسرب المدرسي المبكر للطور الاكمالي و الثانوي بين 20 و 25 بالمائة خاصة لدى فئة البنات و هذا في الارياف و المشاتي و التجمعات السكنية بالمناطق لنائية المعزولة بقمم الجبال و خاصة بلديات الشريط الحدودي ، اين يشتك المنتخبون من اهتراء و انكسارات الطرق البلدية و الريفية لانعدام برامج صيانتها و تجديدها و توحل المسالك الريفية و هذه الشبكة من الطرق تنعدم فيها وسائل النقل الجماعية المرخصة و حتى وسائل النقل المدرسي التي توفرها البلديات عبارة عن شاحنات قديمة الاستعمال مهيئة لنقل التلاميذ كقطعان الماشية و في مناطق اكثر صعوبة يتم نقل التلايذ من النقاط الجبلية الوعرة بالجرارات بينما تبقى وسائل نقل التضامن المدرسي و الحافلات المسخرة من طرف البلدية عبر محور الطرقات المعبدة بين البلديات ، و تمتد الرحلة المدرسية يوميا من الخامسة صباحا كمرحلة اولى لتجميع التلاميذ من المشاتي بواسطة الشاحنات و الجرارات و في مرحلة ثانية اين يستقلون الحافلة عند نقاط الطرقات المعبدة باتجاه مؤسساتهم التربوية على مسافة قد تصل الى 50 كلم ذهابا و ايابا في بعض المناطق و تكون العودة مساء بالمعاناة نفسها حيث يصل التلاميذ الى بيوتهم عند المغرب و بعد العشاء في الفصول الشتوية ، و من المتاعب الاضافية في خضم هذه الرحلة الدراسية قضاء التلاميذ اوقات فراغهم الدراسية بمحيط مؤسساتهم التربوية لان عودتهم مرهونة بمواعيد النقل المدرسي بعد الخامسة مساء ، و اختزالا لهذه الرحلة المتعبة و المكلفة في ميزانية العائلات الفقيرة و تشددها بالتقاليد المحافظة ورفضها جملة و تفصيلا بقاء بناتها خارج الديار طيلة اليوم بمعدل 12 ساعة ، فان الدراسة التقديرية و استنادا في اعتمادها على معطيات ميدانية وسط سكان هذه المناطق النائية المعزولة خلصت الى ان 10 بالمائة من التلاميذ الذكور المتمدرسين يقاطعون الدروسة بعد اشهر قليلة من الدخول المدرسي ليستعين به اوليائهم في رعي الماشية الى غاية بلوغهم السن القانونية حيث لا يجدون الى الالتحاق بصفوف الجيش الشعبي الوطني بينما 26 بالمائة من التلميذات المتمدرسات و للاسباب نفسها ينفصلن عن الدراسة و يمكثن بالبيت او يلتحقن بمراكز التكوين لتعلم الخياطة او الحلاقة و في اخر المطاف ينتهي الامر بين الفئتين في بيت الزوجية كما تقضيه الأعراف الاجتماعية التي يتمسك بها سكان المنطقة ، وفي تقييم المنتخبين المحليين فإن النقل المدرسي يكلف البلديات المتضررة 200 مليون سنويا ومشاكل متاعبه اليومية تؤثر بنسبة 40 بالمائة على المردود الدراسي وحسب ذات المنتخبين فإن العائلات الريفية في المناطق النائية المعزولة تفضل العودة الى النظام الداخلي للطورين المتوسط والثانوي طالما الدولة تتباهي بالبحبوحة المالية وحصة الأسد منها مرصودة لقطاع التعليم خاصة وأن لهذا النظام فضل كبير في الانضباط ومراجعة الدروس وحماية التلاميذ من آفات الانحراف في الشوارع والقضاء على ظاهرة التسرب المدرسي التي بلغت مستوياتها الخطيرة في الوسط الريفي المعزول ،