شملت الدراسة التي قامت بها مجموعة من طلبة قسم علم الاجتماع بجامعة باجي مختار ثلاث ثانويات، وهي ثانوية عصفور وثانوية عين الكرم وثانوية بن مهيدي• وبعد تفريغ البيانات وتحليلها بناء على معطيات الثلاثيين الأول والثاني تبين أن 250 تلميذ قيد التسريح من الدراسة هذه السنة، في الوقت الذي أكدت فيه مديرية التربية بالولاية أن هذا العدد لا يقل عن السنوات الفارطة، وأرجعت أسباب ذلك بالدرجة الأولى إلى الظروف الصعبة التي يعانيها التلاميذ، إلى جانب الذهنية التعصبية للأولياء فيما يخص تسريح البنات• واتسع نطاق ظاهرة التسرب المدرسي ببلديات الطارف في أوساط المتمدرسين خاصة من أبناء الفلاحين، لا سيما الذين يقطنون في أماكن بعيدة نتيجة لعوامل عديدة، منها بعد مؤسساتهم التعليمية عن مقر سكناهم، إضافة إلى النقص المسجل في وسائل النقل المدرسي• وعبر أولياء التلاميذ ل''الفجر'' عن استيائهم للوضعية التي آل إليها أبناؤهم من خلال التأخر على مقاعد الدراسة عبر مختلف المؤسسات التعليمية المنتشرة بولاية الطارف، وما يزيد من معاناتهم هو تدهور أوانعدام الطرقات الفرعية التي تربطهم بشبكة الطرق الرئيسية خاصة سكان المشاتي المنتشرة على ضواحي البلديات ذات الطابع الريفي، إضافة الى تدهور الحالة المعيشية والاجتماعية لأغلبهم• أضف إلى ذلك عدم حصول الطلبة على نتائج مشجعة بسبب التأخرات و الغيابات المتكررة سيما في الفترة الصباحية، الشيء الذي أثّر سلبا على التحصيل لدى هؤلاء التلاميذ. كل ذلك ساهم في دفع الأولياء إلى إلزام أبنائهم الذكور بمزاولة نشاط ذو طابع فلاحي أو رعوي ربما يكون كفيلا بضمان مستقبل أفضل• أما بالنسبة للإناث فالأمر يختلف اختلافا كليا، حيث نجد أن الكثير من الآباء يعمد إلى توقيف البنت في سن مبكرة، لأنهم يعتقدون أنه لا فائدة من تعليمها ما دام مكانها هو البيت مهما بلغت من مستوى تعليمي• وأكدّ لنا بعض الأولياء بإحدى قرى عين الكرمة أن ما يفوق ال 100 تلميذ توقفوا عن مزاولة دراستهم• وفي نفس السياق، أكد السلطات الولائية بالطارف حرصها الشديد على سير المشاريع التنموية واهتمامها البالغ بهذه الفئة للتخفيف من معاناتهم اليومية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستلمس نتائج هذه الإستراتيجة وتتقلص الظاهرة•