محبة أطفال الباهية تعبر عن مساندة الجزائريين للقضية الفلسطينية أكّد الحكواتي الفلسطيني خالد نعنع أمس على هامش مشاركته في المهرجان الدولي للحكاية بوهران أنّه يسعى من خلال قصصه التراثية إلى إبراز دور الحكاية الشعبية الفلسطينية أوما يعرف باسم " الخوريفة " في ترجمة تاريخ بلده و ثقافته الحضارية ، وهذا ما يعمل من أجله جميع الحكواتيين الذين يحاولون قدر المستطاع نشر هذا الموروث وترسيخه في عقول الصغار قبل الكبار، من خلال السرد الشفوي الذي يعتبره أسهل بكثير من القراءة ، مع تعديله وتطويره ، ناهيك عن إبراز جمالية الأزياء التقليدية كالطربوش والعباءة، والكشف عن تقاليد وعادات المجتمع الفلسطيني، و أوضح في التصريح الذي خص به جريدة الجمهورية أنهم هجروا بسبب الاحتلال الإسرائيلي الذي يحول في كل مرة طمس هويتهم وعروبتهم، لكن تاريخهم وتراثهم وحكاياتهم لم تهجر من فلسطين ، وستبقى صامدة للأبد، وفيما يخص مشاركته الأولى في الجزائر أوضح خالد نعنع أنه سعيد بلقائه مع الجمهور الوهراني، لاسيما تلامذة المدارس التعليمية الذين كانت لهم ردّة فعل ايجابية إزاء عروضه الحكواتية، حيث لا تزال صورة الأطفال وهم يعانقونه بحبّ لما عرفوا أنه فلسطيني راسخة في ذاكرته، مؤكدا أن هذا التصرّف الجميل يعبّر لامحالة عن محبة الأجيال الجزائرية للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة .
أما فيما يخص مشاركة الحكواتي خالد نعنع في التظاهرة الدولية، فقد كانت أكثر من رائعة ،حيث استطاع هذا الأخير أن يلفت انتباه الجمهور الوهراني الذي توافد بكثرة أمس على ركح عبد القادرعلولة ، و الذي تجاوب مع الباقة المنوعة للحكايات التراثية التي قدمها خالد بأسلوب ممتع وشيق، تحمل بين طيّاتها الكثير من المعاني المعبّرة، والحركات التعبيرية المؤثرة، التي من شأنها أن تساعد على سرد الحكاية الشعبية ونقل تفاصيلها بلهجة فلسطينية قريبة إلى مشاعر المتلقي، خصوصا تلك المستوحاة من كتاب " قول يا طير" و عرض " كيد النساء "،إلى جانب حكايات مترجمة سرد فيها مغامرات مسليّة وقيّمة، استهوت الجمهور الصغير ، حيث قال خالد نعنع إنه يحرص على تشجيع الأطفال وتحفيزهم على التّفاعل والتّواصل، من خلال طرح بعض الأسئلة البسيطة حول الحكاية، ومحاولة إشراكهم في الحديث عن محتوى القصص و أهدافها ، مع العلم أن الحكواتي الفلسطيني خالد نعنع قد خاض تجربة العمل المسرحي من خلال مشاركته في العديد من العروض بلبنان وفرنسا، بدأ مسيرته مع الحكاية الشعبية مطلع سنة 2007 ، حيث طوّر من قدراته وتتلمذ على يد الحكواتي جهاد درويش الذي رافقه في عدد من المناسبات والمهرجانات ،و كذا البرامج التلفزيونية .