رؤساء الاندية الوهرانية مكتوفي الأيدي وينتظرون ان ينزل عليهم الغيث من السماء الوسائل البيداغوجية باهظة الثمن وعلى الديجياس التكفل بالفرق اعتبر رايس علي عمر احد أكبر معمري الرابطة الوهرانية للتنس أن وضعية الكرة الصفراء في الجزائر تسير من سيئ إلى الأسوأ ، وذلك راجع للتسيير الاعرج و الإستراتجية الفوضوية التي تنتهجها الهيئة القائمة على رياضة التنس في الجزائر محملا المسؤولية جميع الأطراف الفاعلة ، وأضاف رايس المعروف لدى أوساط جمعية وهران باعتباره لاعب سابق لكرة القدم لفريق "لازمو" أن التنس الوهراني كان في السابق خزانا للنخبة الوطنية في سنوات الثمانينات حتى بداية التسعينات إلا انه تراجع بشكل رهيب في الآونة الأخيرة خصوصًا على مستوى الجهة الغربية.. نود معرفة تعليقك حول واقع التنس الوهراني؟ التنس في وهران في الإنعاش إن صح التعبير، لم نعد كالسابق أقصد في الثمانينات وبداية التسعينات، عندما كانت النوادي تعج بالرياضيين فكنا نستمتع بالمستوى الراقي الذي كان يقدمه اللاعبون فوق المستطيل الترابي، أما الآن فقد ولى ذلك العهد ولم نعد نرى ما يثري أعيننا سوى ذكريات الماضي. في السابق كان عدد الجمعيات لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ، ولكن الأداء كما قلت كان راقيا، هل لنا بمعرفة الأسباب؟ صحيح كان هناك جمعيات قليلة لأن الجميع كان يشتغل ، وفق إستراتجية واضحة وكان أصحاب المجال هم من يقومون بالتكوين، لم تكن الامور سهلة مثلما هو حاصل الآن ، فلا تنسى ان المنتخبات الوطنية في السابق كانت مكونة اندية وهران ، ولا أعرف بالضبط السبب ، صراحة لا أريد ان ادخل في صراعات فانا قد تركت كل شيء من خلفي لم أعد رئيس رابطة وهو ما يجعلني متحفظ في تصريحاتي... نود معرفة فقط الأسباب الحقيقية التي جعلت الكرة الصفراء تموت بالجزائر؟ صراحة الحقيقة هي الإستراتجية العرجاء بداية من الاتحادية إلى غاية الرابطات الولائية والاندية ، فلا وجود لعمل منسق وممنهج الكل يعمل لمصلحته الخاصة ، مثلا على مستوى الاتحادية فهي تعمل في الفراغ ولا تقوم بالتخطيط للمدى البعيد وانما تريد تزيين الواجهة وما خفي أعظم ، عندما تنظم الاتحادية الجزائرية لمسابقات دولية بقيمة 100 ألف دولار فهنا تدرك بأن سياسة البريكولاج هي من تطغى على عمل القائمين على الهيئة ، فالأجدر ان يتم تحويل تلك الأموال لتكوين اللاعبين وتطوير مستواهم أو على الأقل تنظيم مسابقات لفئة السنية أقل من 18 سنة حتى يحتك لاعبونا مع المستوى العالي، أما أن تنظم في صنف الأكابر فهذا ما لا يتقبله العقل ، أو أنه لحاجة في نفس يعقوب ! هذا فيما يخص الاتحادية ، فما دخل الأندية التي من المفترض أن تكون خزان النخبة الوطنية ، وهو ما لا نجده حاليًا بخلاف ما يحدث في دول الجوار؟ الاندية الجزائرية وخصوصًا الوهرانية كلها على حد السواء كل ما يهمها هو أن يكون هناك فريق وفقط ، لا أعرف السبب أو لست متأكد لكن المشكل يكمن في التسيير ، أقولها وأعيد المشكل في التسيير هذه الأندية تبقى مكتوفة الأيدي وتتحجج بغلاء الوسائل البيداغوجية تقتات على إعانات الدولة وحقوق الانخراط من اللاعبين ثم تنتظر أن ينزل الغيث من السماء !، ولا وجود للمقارنة ما يحدث في دول الجوار فتونس أو المغرب استفادوا من دروس الجزائر، فهم ساهموا في رفع مستواهم بتسطير لأهداف بعيدة المدى ولم يبقوا مكتوفين الأيدي ويرفعون الراية البيضاء. غلاء الوسائل البيداغوجية أليست حجة بما ان الديجياس تقدم إعانات لهذه الفرق التي هي الأخرى أيضًا تفرض ضريبة التكوين الوهمي على الرياضيين بقيمة 10 ألاف دج؟ لا يمكنني الكلام عن قيمة المالية المفروضة على المنخرطين فهي ليست من صلاحياتي، لكن الذي أشير إليه ان إعانات الديجياس لا تتجاوز العشرة ملايين، و هو مبلغ لا يمكن شراء به كرات تكفي لشهر واحد، أظن ان المشكل أعمق ، صحيح ان الامكانيات البيداغوجية باهظة الثمن لكن على هذه الجمعيات التحرك وانتظار الإعانة التي لا يمكنها أن تساهم في رفع مستوى رياضة التنس. أظن أن فرض حقوق الإنخراط مناف للقوانين حسب المواد الأخيرة التي سنتها الوزارة، هل يمكن القول ان رياضة التنس ممنوعة على أطفال الطبقة المعوزة؟ أولا هناك فرق لجل فئات المجتمع وأنا لا أوافقك على هذا الرأي فهناك 9 جمعيات مفتوحة، أما بخصوص لاعبي المنافسات فهم يملكون مدربين مختصين وهذا خارج نظام الجمعوي لأنهم يتدربون بصفة فردية ومن الطبيعي ان يكون لهم مدربين خاصين بهم يتفقون معهم على اجرة شهرية ، لأن التدرب بصفة ثلاث حصص تدريبية في الاسبوع لن يساهم في رفع مستواهم. في الأخير سوء التسيير أضحى مرضا مستعصيا ينخر جسد رياضة التنس؟ طبعًا فرؤساء الفرق مكتوفي الأيدي وأهدافهم كلها مسطرة لتجاوز الموسم دون أن تدركهم الأزمة المالية أو بالأحرى دون التعرض للمشكل مادي فهم يسيرون النادي بما تيسر لهم من الإعانات وهذا خطأ كبير ومعضلة زادت من تأزم وضع رياضة التنس بوهران، وعندما ترى وجود أربعة لاعبين في بطولة جهوية لصنف الأشبال فإنك تفهم ما أنا بصدد التحذير منه .