"حرموني من الترقية كحكم فيدرالي بسبب حملي للنظارات" "لا انسى ادارتي للقاء شبيبة تيارت امام سبارتاك بلغراد سنة 1966" يعتبر بن عليوة أحمد احد اقدم الحكام بولاية مستغانم و الذي يبلغ حاليا 88 سنة ، فهو من عائلة محافظة كانت تتكون من سبعة أفراد ، ترعرعت بحي تيجديت العتيق ، تقلد العديد المهام في حياته المهنية وكذا الرياضية حيث سبق له و ان تولى رئاسة ترجي مستغانم و الاشراف على الرابطة الولائية لكرة القدم ، تقاعد عن العمل في سنة 1989 ، أشرف اليوم على إدارة المكتب الولائي للمتقاعدين بولاية مستغانم التابع للفيدرالية الوطنية للمتقاعدين.بعدما افنى نصف قرن خدمة للرياضة. يومية الجمهورية التقت به و سجلت معه هذا الحوار الخاص الذي يبرز خطوات مساره الرياضي . مشوارك الرياضي كان حافلا بالنشاطات ، هل لك أن تحدثنا عنه ؟ بدأت حياتي الرياضية كسائر أبناء مدينتي مستغانم في الشوارع العمومية ، أداعب حزمة من القش ، الخيط والجلد كنا نسميها كرة وهذا إلى غاية السن 20 ، بعدها اخترت مجال التحكيم وهذا لإدارة مقابلات كرة القدم في ظل تطبيق قوانين اللعبة ، في سنة 1948 بدأت أتعلم أبجديات التحكيم إلى غاية سنة 1953 حيث ارتقيت إلى مصاف حكم متربص ، في سنة 1957 قررت جبهة التحرير الوطني توقيف كل النشاطات الرياضية وتم ذلك إلى غاية الاستقلال . و ماذا بعد ؟ بعد 1957 توقف فعلا النشاط الرياضي ، لكن هذا لم يمنعنا نحن الحكام للتعلم في سنة 1960 قواعد اللعبة كما جاء به " المجلس الدولي لجمعيات كرة القدم " ((IFAB ، حيث كنا نتكون بإحدى مقاهي مستغانم أين كان الفرنسي هاردي ينشط الندوات ، هذه الحركة دفعت بالكثير من أبناء مستغانم التقرب ثم اعتناق التحكيم ما أدى إلى خلق مدرسة حقيقية للتحكيم ، ابتداء من سنة 1961 كلفت بإدارة المقابلات الرسمية ، و كان يرافقني في مهامي المرحومين خطاب شارف ودحو حاج أحمد ، في سنة 1964 وبعد جهد كبير تحصلت على رتبة حكم ما بين الرابطات ، اما في 1967 كدت أن أتحصل على رتبة فيدرالي في التحكيم ، لكن حمل النظارات بسبب نقص النظر حال دون ذلك . ما هي أجمل ذكرياتك في التحكيم ؟ أجملها هي تلك المقابلات الصعبة والعديدة التي أدرتها إلى جانب المرحومين قويدر بن زلاط ، سي علي فغول ومحمد مخطاري ، أتذكر مثلا المباراة التي جمعت اتحاد بلعباس بعين تموشنت ، حيث كان للفريقين لاعبين ذات مستوى عال أمثال الإخوة بن فرحات وسيكي لاعب عين تموشنت ، كما لا زلت أتذكر المباراة التي أدرتها بتيارت والتي جمعت الزرقة بسبارتاك بلغراد يوم 5 فبراير 1966 (1/2) ، ساعدني حينها كل من شارف خطاب وتكوك الشيخ ، كان الملعب مملوءا عن آخره ، جرت المقابلة في أجواء مفعمة بالحماس واللعب الجميل. كما ان مقابلة الترجي أمام وداد تلمسان (1/0) لن تنسى هي الأخرى حيث سمحت للترجي بالصعود إلى القسم الوطني الثاني ، لا يمكنني أن أنسى كذلك المقابلة التي جرت بمستغانم والتي جمعت الفريق الوطني الجزائري الذي كان يدربه المرحوم كرمالي بنادي بربينيان الذي كان يشرف على عارضته الفنية إيمي جاكي وكذا تنظيم حفل للاعبين بلومي لخضر وبن صاولة بعد نجاحهم الباهر في كأس العالم 1982 . أعتقد أن هذه المرحلة كانت الأخيرة من حياتك في سلك التحكيم داخل الملاعب ماذا عن نشاطك خارجها ؟ خارج الملاعب تحملك مسؤوليات كثيرة وثقيلة ، مثلا ساهمت في إعادة بناء فريق ترجي مستغانم ، حيث كنت عضوا مسيرا للنادي في سنة 1962 إلى جانب عمار بن كريتلي ، مناد عبدالقادر ، خليل امحمد وغيرهم ،وخلال الفترة 1970 / 1976 عينت رئيسا على فريق الترجي وسيرته كل هذه المدة ، كان لي الشرف أن أعمل إلى جانب عددا كبيرا من المدربين أمثال أبوستين ، كيبي ، ماووش ، بوبوف ، غبرينوفتش ، كرمالي ، هني هني ، عمارة ، توتو بن ذهيبة ... كما تقلدت مهام أخرى مثلا من سنة 1967 إلى غاية 1969 تم اختياري على رأس اللجنة الجهوية لحكام الغرب ، تنازلت عن هذه المهمة بعدما تقرر استحداث المقاطعة الولائية ، حيث كلفت إلى جانب الإخوة خطاب ، دحو ونفوسي بتكوينها وتمكنا من القيام بذلك بفضل تضحيات ومجهدات الإخوة المذكورين آنفا وكذا أعضاء آخرين على غرار طنقور زين ، بن قطاط عثمان ، خليفة الملقب فيلالي ، المرحوم بوقيلا سعيد ، بنابي حاج يحيا ، طراري بومدين ، و في سنة 1971 تم التنازل عن المقاطعة ليفسح المجال لما يعرف اليوم بالرابطة الولائية لكرة القدم والتي تشكلت من الإخوة قدوري الجيلالي ، نفوسي محمد ، عباسي محمد ، خلال امحمد ... وكان يرافقنا دوما الآخ بوشريط ممثل غيليزان في المكتب ، للتذكير كانت رابطة ولاية مستغانم تجمع آنذاك كل من غيليزان ومعسكر، هذه المجموعة كنت تسير الرابطة التي كانت تجمع حوالي 40 نادي وأكثر من 100 حكم يديرون كل المستويات. أشرفت على الرابطة الولائية لكرة القدم لمستغانم لمدة 15 سنة (1981/1996).. صحيح ، المهمة لم تكن سهلة ، لكننا تمكنا تجاوز الكثير من العراقيل بفضل تفاني الإخوة في عملهم للتذكير كل هذا العمل والنشاط كان تطوعيا وأذكر من بينهم ناصر بناصر ، موسى بلقاسم ، كان آنذاك يدير رابطة الغرب كل من المرحومين قارة ، لوهيبي ، بن عمار ميلود ، بن دردوش عبد القادر ، ديب ، بن صلال ، صنهاجي ، غالم ، حاج بن سكران وآخرين دون أن أنسى مديري الشباب الرياضة لولاية مستغانم بن بورا ، قارة زعيطري ، حاج زيان ، ضيف الله ، بن عزوز وبوغلالي عمار ... ولاية مستغانم معروفة بالتحكيم ما قول عمي احمد عن ذلك ؟ مستغانم كان لها دور كبير في تكوين الحكام ، ولنا في ذلك عددا معتبرا منهم ، والذين شرفوا الولاية والجزائر على غرار الحكام الفيدراليين والدوليين دحو ، علي بوناقا ، بن شداد ، عثمان ، بوشاما ، عيسى مخفي ، بن محمد ، بلباح ، دو كريم وجاب الله ، أما حكام ما بين الرابطات أذكر كل من عباسي ، بن يعقوب ، نفوسي ، بشلاغم ، بن زلاط و بن دنيا ، لم يأت هؤلاء من العدم وإنما برزوا بفضل العمل المستمر والتوجيهات التي كان دوما يقدمها الإخوة بن داني ، حمداني ، بن شداد ، بوناقا وبن يعقوب ، فيما ظهرت بعدها فئة أخرى من الحكام تركت بصماتها في هذه الرياضة أمثال كورد باكير ، شارف ، بطاهر ، عابد وميهوب حسين ، في نفس الوقت كان كل من المرحومين بن زلاط وغالم هواري يقومان بنفس المهام تكوين الحكام ، خارج مستغانم حيث برز عدد من الحكام الذين تألقوا هم كذلك أمثل خليفي ، عويسي ، بن زلاط ، لاكارن ، حنصال ، بن غزال و بن جهان . ماذا يمكن أن تقوله لنا عمي أحمد في ختام هذا اللقاء ؟ في الأخير أناشد المسئولين بعد هذا العمر الطويل في خدمة الرياضة تكريم قدماء المناضلين الذي أفنوا حياتهم خدمة للرياضة الجزائرية ومنح لهم مجال للتعبير عن مستقبل الرياضة بالولاية والجزائر ، وكذا تفعيل كل التظاهرات الرياضية بمختلف أنواعها ليس فقط كرة القدم ، كما أتمنى أن يفتح والي ولاية مستغانم ما يسمى بدار الرابطات.