تعلمت التحكيم على يدالمرحومين بن شداد وبن داني وعثمان وغيرهم. .برزت بملعب 5جويلية أمام قرابة 100 ألف متفرج. لا أدري لماذا حرمت من المشاركة فى مونديال 2002. لاعب بديل اعتدى على بضربة فقدت اثرها الوعي كريم دحو من مواليد 1957 بمدينة مستغانم ، ترعرع وسط عائلة رياضية عشقت البذلة السوداء والصفارة إلى حد أنها عرفت في الوسط الرياضي بأنها عائلة يتخرج منها االحكام بامتياز ، اليوم يوجد مثلا في عائلة دحو أربعة حكام ينشطون ضمن مختلف الرابطات ، من أبرز ما أنجبت هذه عائلة دحو في التحكيم نذكر بالأخص المرحوم محمد الحاج دحو المعروف ب " التيو" نظرا لصرامته واعتداله في التحكيم ، حيث كانت الرابطة الوطنية تمنح له المباراة الصعبة وهذا خلال سبعينيات القرن الماضي ، ثم كريم دحو الذي سار على خطى عمه إلى أن رسخ في منتصف تسعينيات القرن الماضي إسمه في كل من الهيئتين الدوليتين ' الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم /CAF ' و ' الفيدرالية العالمية لكرة القدم FIFA ' أدار كريم عددا كبيرا من المبارايات الرسمية الدولية خاصة منها الإفريقية وهذا إلى غاية اعتزاله التحكيم في سنة 2000 بعدما منح 24 سنة من عمره كاملة لخدمة كرة القدم والتحكيم هل لك أن تعرف بنفسك للقراء الكرام _ دحو كريم من مواليد مدينة مستغانم عشت في وسط رياضي أحب التحكيم إلى أن تخرج منها عدد من الحكام ، اليوم والحمد لله لنا حكام معروفين ليس على المستوى الوطني وإنما حتى الدولي ، تعلمت التحكيم على يد حكام كبار أمثال المرحومين بن شداد بن ذهيبة ، بن داني وكذا الحكام أطال الله في عمرهم وهم على التوالي عثمان ، نفوسي ، بوشامة ، حمداني ، بن محمد وغيرهم ، استسمح الذين لم أذكر أسماءهم ، مسيرتي الرياضية التحكيمية بدأت في سنة 1976 ، سني حينها لم يتجاوز 17 سنة ، أول مباراة لي كانت بين سيدي علي وعشعاشة ، أنهيت هذا المشوار في سنة 2000 بعد عطاء حافل بالإنجازات تارة والإخفاقات تارة أخرى على المستويين الوطني والدولي ، بهذا نشطت في هذا الحقل لمدة 24 سنة كاملة . *لنبدأ من االبداية _ والله البداية كانت جد صعبة علينا خاصة نحن الشباب آنذاك ، حيث كان الإرتقاء وإيجاد مكان بين الحكام الذين كان لهم باع طويل في التحكيم شيئ من المستحيلات ، أذكر من بينهم صنديد ، لا كارن ، حنصال ، بوشامة ، عثمان والقائمة طويلة ، رغم هذا لما أعطيت لي فرصة وأعتبرها كبيرة لأنها سمحت لي البروز بين الكبار لم أفرط فيها ، حيث كلفتني الرابطة الوطنية بإدارة مباراة مولودية الجزائر الجزائر أمام شبيبة القبائل ، المقابلة لعبت في المركب الرياضي 5 جويلية ، حضرها 100 ألف مناصر وانتهت بالتعادل (3/3) ، لعلمك بثت المباراة في التلفزيون ، اليوم الموالي استدعيت لحضور ندوة تكوينية بولاية تلمسان ، حضرها والي الولاية ، أعجب بالكيفية التي أدرت بها المباراة ، أما الرابطة الوطنية وللتأكيد من قدراتي في التحكيم كلفتني من جديد بإجراء مباراتين أو ثلاثة في ملاعب يوجد في محيطها حكام من الطراز الكبير ، من بينهم المرحومين خليفي و بن قنيف وكذا عويسي أشفاه الله ، كلمتهم كانت مسموعة ومحترمة لذا المسؤولين ، فاتفقوا على ترقيتي إلى مصاف الحكام الوطنيين سنة 1994 . *بعد التحكيم الوطني هل لك أن تحدثنا عن تجربتك الدولية ؟ دوليا ، عينت لتحكيم عدد كبير من المباراة ، خاصة في إفريقيا ، وهذا في صنفي الأواسط و الأكابر ، كما كان لي شرف المشاركة في حوالي 17 دورة عربية ، أول رحلة لي كانت في إطار التبادل الدولي بين الجزائروتونس ، عينت حينها لإدارة مباراة بين الساحل التونسي والترجي التونسي ، لعبت المقابلة في شهر رمضان المبارك ، أتذكر أنها كانت مباراة كبيرة وقوية ، أما أول تعيين رسمي كان دائما في تونس ، حيث أدرت مباراة باجا التونسي وفريق من السينغال وهذا في إطار كأس إفريقيا للأندية ، بعدها عينتني الكاف لإدارة نهائي مباراة كأس إفريقيا للأشبال بمصر بين مصر وزمبابوي ، مباشرة بعد هذا استدعيت للمشاركة في دورة نهائي كأس أمم إفريقيا للأواسط التي احتضنتها المملكة المغربية سنة 1977 ، خلال هذه الدورة تأكدت أن اسم دحو كريم بات من بين الأسماء البراقة ، يلمع في سماء القارة الإفريقية إلى جانب أسماء لا ينساها التاريخ أذكر من بينها المصري الغندور ، الحكم الموريسي (جزيرة) ليم تي تشنغ ، المغربي بن قلة الذي أدار مباراة نهائي كأس العالم سنة 1998 رحمه الله ، الحكم بوشاردو النيجيري وأخيرا الحكم المغربي العرجون ، أرجع إلى دورة المملكة المغربية أدرت المقابلة الإفتتاحية بين البلد المنظم المملكة المغربية ومصر، ثم مباراة الربع النهائي بين ساحل العاج ومالي ، أنهيتها بالمباراة النهائية التي حضرها مكتب الكاف وقد فازت بها المملكة المغربية على حساب فريق جنوب إفريقيا بنتيجة (1/0) . *إلى هنا لم تعين لإدارة مباراة الأكابر_ صحيح ، لكن بعد دورة المغرب والتجربة التي اكتسبتها عينت من قبل الكاف والفيفا لإدارة مباراة الأكابر ، أولها كانت تلك المباراة التي جمعت مصر بتونس خلال تصفيات كأس العالم 1990 ، جرت بملعب " استاديوم كايروت/Stadium Cairote" ، أمام 120 ألف مناصر مصري ، تأهلت تونس رغم نتيجة التعادل ، استقبلنا بلاتر قبل اللقاء . ضف أنني شاركت في دورة كأس إفريقيا للأمم لسنة 1998 التي نظمتها دولة بوركينا فاسو و فاز الفريق المصري بكأس الدورة ، أدرت حينها مباراة ساحل العاج أمام نميبيا (4/3) فاز بها الفريق الأول ، إضافة إلى كل هذا شاركت في حوالي 17 دورة كأس العرب للأندية . *بعد هذا االسجل الحافل هل تشعر أنك أديت واجبك اتجاه كرة القدم االجزائرية ؟ أعتقد أنني أديت واجبي كاملا باستثناء نقطة واحدة لا زالت تنقص سجلي وهو عدم مشاركتي في مونديال 2002 ، بالرغم من أنني كنت في بداية الأمر مرشحا للمشاركة فيها ، لكن وللأسف تم إسقاط إسمي من القائمة ، حدث هذا سنة 2000 والسبب في النقطة التي منحت لي بعد المباراة التي جمعت شبيبة سكيكدة بمولودية باتنة ، لم أفهم إلى اليوم ما الذي حدث ، لعلمك أدرت قبل أيام من الحادثة مباراة كبيرة في تصفيات كأس إفريقيا للأمم كانت بين السينغال ونيجريا (1/1) ، رغم هذا أعتقد كما قلت أنني قدمت كل ما لدي في سبيل خدمة الكرة الجزائرية . *هل عرفت إخفاقات خلال مشوارك في االتحكيم ؟ ، كل الحكام عاشوا وسيعيشون الإخفاقات لكن بنسب متفاوتة ، من بين إخفاقاتي أذكر مثلا المباراة التي أدرتها سنة 1999 والتي جمعت الرجاء البيضاوي بالأهلي المصري ، حيث خرج أحد لاعبي " كازا " بعد إصابته ، وكان يتلقى العلاج من طبيب وهذا خلف مرمى فريقه ، في تلك اللحظة استبدل بلاعب آخر ، في فترة غفلة سمحت له بالدخول لأنه حتى هو لم يعلم أنه استبدل ، لعب لمدة 13 ثانية قبل أن أوقفه ، حرمتني الكاف بسببها إدارة المباراة الدولية لمدة 6 أشهر ، الحادثة الثانية كانت في ملعب حسين داي ، حيث تعرضت لإعتداء من قبل أحد اللاعبين البدلاء بعدما رسمت الهدف الذي سجله فريق بلوزداد ، فتلقيت ضربة أدخلتني المستشفى ، لي إخفاقات أخرى لا يسع الحديث عليها كلها . *أين كريم دحو اليوم من كل هذا ؟ لا زل كريم موجود في الساحة ، حاولت مع بعض أصدقائي الحكام تقديم أشياء جميلة في ميدان التحكيم خاصة الجانب التطبيقي ، لكن لا أحد أهتم بما قمنا به وما نقوم به إلى اليوم ، لا الرابطة الولائية ولا الفيدرالية الوطنية والرابطة الجهوية ، لماذا الإستخفاف بكل ما يقوم به الناس ذوي الخبرة ؟ ، هذا دفعني كي أنضم دون تردد إلى الكونفيدرالية الوطينة لإنقاذ الكرة الجزائرية (CNSFA) التي تعمل على إعادة القيم التحكيمية والرياضية للاعبين ، المسيرين ، التحكيم بمعنى كل الأسرة الفاعلة في الحقل الرياضي ، في هذه الكونفيدرالية مثلا نتسائل عن مصير الجامعيين الذين ضخت الدولة من أجل تكوينهم أموال طائلة ، في النهاية نأتي بلاعبين ومدربين للحراس و حتى مدلكين ... من الخارج ، لم نفهم أي شيء مما هو مطبق اليوم من سياسة رياضية في بلادنا ، صدقني الصورة غير واضحة. *هل يعتقد دحو كريم أن االتحكيم في الجزائر متعفن ؟ التحكيم في الجزائر وأينما كان يسير وينمو تبعا لسير ونمو كرة القدم في هذا البلد ، فإذا كان نموه طبيعيا وجيدا حتما يرتقي وإذا كان ضعيفا ومتدهورا فسوف تكون صورته على هذا النحو ، حسب نظري التحكيم اليوم في الجزائر متدهور وضعيف ، بسبب انعدام تكوين الحكام من جهة ونفور الشباب من التحكيم بسبب عنف الملاعب وعدم اهتمام رابطاتهم الولائية بهم من جهة أخرى . * _ االكونفيدرالية الوطنية لإنقاذ كرة القدم الجزائرية _ هل لك أن تنور الرأي العام بخصوصها؟ هذه الكونفيدرالية ليست جديدة كونها ظهرت سنة 2007 ، حيث منحها رئيس الجمهورية الإعتماد من أجل الإهتمام بالشباب خاصة في الأحياء الشعبية وهذا نظرا للضعف والتراجع الرهيب الذي تعيشه كرة القدم الجزائرية ، ما لم يعلمه الكثير من الناس أن الجزائر اختفت من سجلات الدورات الإفريقية من سنوات خاصة في لأصناف التاليةU21 ، U19 ، U17و U15 ، نحن غائبون تماما عن الساحة ، الأنظار منصبة فقط على صنف الأكابر القادمين من خارج البلاد يلعبون في نوادي غير النوادي الجزائرية ، أما من يستدعون للفريق الوطني من المحليين فمصيرهم دكة الاحتياط ، أنا لست ضد اللاعبين المحترفين لكن هذه هي الحقيقة المرة ، حيث تنفق الدولة عشرات الملايير على الفريق الوطني الأول ولا مجال لبروز المحليين في الفريق الوطني ، مستقبل الجزائر في المحليين ، في الخزان الجزائري التقليدي ، لا من خزان خارج الحدود والأيام كفيلة بأن تثبت لنا ذلك . *كيف يتصور دحو كريم مستقبل رجال التحكيم في الجزائر ؟ لا أنكر أن الحكام حاليا يعيشون في ظروف جيدة ، وهذا من حيث الخدمات التي ما فتئت تقدم لهم كالنقل ، العلاوات ... مقارنة بنا أقول أنه يوجد فرق كبير ولا مجال للمقارنة ، لكن رغم هذا أعتقد على الفيدرالية الحالية استدعاء الحكام القدماء المؤهلين ذوي القدرة والكفاءة أمثال أوساسي ، بن دادا ، بن دبكا ، دحو كريم ، العزون وغيرهم لتقديم ما تحصلوا عليه من تجربة خلال عقود من العطاء . *فيما يكمن العلاج في نظرك حتى يصبح التحكيم مهابا ومحترما ويرجع إليه بريقه الذي اختفى عن الأنظار ؟ العلاج يتطلب أشياء كثيرة وليست مستحيلة، فمثلا أخذ الفيدرالية على عاتقها قرار فتح رابطة وطنية للتحكيم وكذا تنظمها مختلف الهياكل التحكيمية وهذا على المستويات الجهوية والولائية ، ثم عقدها جلسات دورية لتوضيح الصورة وتوحيدها لذا الحكام بمختلف مشاربهم عند إدارتهم المباراة المحلية أو الوطنية. عندها يمكن أن يسترجع التحكيم مكانته في الساحة . ، الفيفا رتبت مؤخرا الجزائر في الصنف 15 دوليا ؟ ترتيب الفريق الوطني لا يهمني حتى ولو كان هو الأول في تصنيف فيفا ، هذا كله بزناسة وتجارة موجهة فقط للإستهلاك ، ما يحدث هو إشهار وبعيد عن قيم كرة القدم كما أنه لا يعبر عن الكرة الجزائرية الحقيقية ، بمعنى ليست هذه هي المرآة الصحيحة لكرتنا ، هي صورة مغلوطة ، للتوضيح أنا وأكرره لست ضد المحترفين لكن أمنيتي أن يلعب أبنائنا وبنسبة كبيرة في الفريق الوطني ويمكن أن نستنجد حينها وفي بعض المناصب بمحترفينا ، لا عيب ولا حرج في ذلك .