تعددت و اختلفت الأسباب التي عجلت بنزول جمعية وهران إلى الرابطة المحترفة الثانية لكرة القدم هذا الموسم حيث يقبع أبناء المدينة الجديدة في المركز الأخير لجدول ترتيب الرابطة الأولى برصيد 18 نقطة قبل 6 جولات عن نهاية الموسم ، حيث تؤدي الجمعية موسما سيئا على جميع الأصعدة سجلت من خلاله و إلى حد الجولة 24 ما مجموعه 16 هزيمة و 3 تعادلات و 5 انتصارات ، و من ناحية الأهداف فقد سجل الفريق 19 هدفا فيما تلقى 41 ، ما يعادل ثاني أضعف دفاع و ثالث أضعف هجوم في البطولة. إستقدامات فاشلة بامتياز و لعل من أبرز الأسباب التي أدت إلى سقوط الفريق التحضيرات و الإستقدامات الفاشلة التي أجرتها إدارة النادي و ذلك بشهادة الطاقم الفني نفسه حيث اعترف المدرب الحاج مرين أن الإستقدامات التي قام بها الفريق قبل بداية الموسم تعد من الأخطاء التي أدت إلى نزول الجمعية و عودتها من حيث أتت بعد موسمين فقط في الرابطة الأولى. و تجلى ذلك في حراسة المرمى عندما حل الحارس فلاح محل الحارس بوهدة المنتقل إلى مولودية سعيدة ، حيث راهن المسيرون على خبرة الحارس السابق لأمل الأربعاء في حراسة عرين الجمعية الوهرانية لكن هذا الأخير سرعان ما أثبت تراجع مستواه ليترك المكانة الأساسية سريعا للحارس خلادي المتواجد مع الفريق منذ الموسم الفارط. و الأمر نفسه ينطبق على المهاجم الغوماري الذي خيب كل الآمال و حاجي الذي لم يستدع كثيرا فيما أحيل كل من بن فولة و سبيع على فريق الآمال ، أما بوكاتوح و أوسعد فقد شاركا في عدة مباريات كأساسيين. لااستقرار في العارضة الفنية ثاني أسباب نزول الفريق قد يتمثل في عدم الإستقرار في العارضة الفنية و ذلك منذ نهاية الموسم الفارط الذي شهد عملية طلاق بين المدرب بن شاذلي و إدارة النادي بالرغم من النتائج الجيدة التي حققها مع الفريق ، و هو الطلاق الذي لم يرض الكثير من المتتبعين و الذي عينت على إثره الإدارة المدرب مواسة مهندس الصعود لكن هذا الأخير لم يلق النجاح نفسه الذي لقيه مع الفريق في الرابطة الثانية حيث سرعان ما غادر الفريق بعد البداية الكارثية لرفقاء ثابتي ، ليحل محله المغترب مجاهد الذي عوقب فيما بعد بالإيقاف لمدة 6 أشهر من طرف لجنة الانضباط ، ما عجل برحيله هو الآخر عن العارضة الفنية ليشرف بعدها المدرب المساعد الحاج مرين و إلى غاية الآن على الفريق رفقة مدرب الحراس بسعود. ملعب بوعقل كان خيارا سيئا يرى متتبعون لمشوار النادي أن جمعية وهران كان من الأجدر لها أن تستقبل ضيوفها هذا الموسم على ملعب أحمد زبانة بدل ملعب الحبيب بوعقل على غرار ما كان عليه الحال في الموسم الفارط. و كان بعض أعضاء النادي أنفسهم قد اعترفوا بأفضلية ملعب زبانة بالنظر لملائمته لطريقة لعب الجمعية المفتوحة و الهجومية و التي تتطلب مساحات كبيرة ، فالفريق الذي حقق الصعود بملعب بوعقل تغير بنسبة كبيرة و أصبح يضم لاعبين متعودين على ملاعب أكبر حجما من ملعب بوعقل. ظهور المشاكل المالية كما ساهمت المشاكل المالية في تأزيم وضعية جمعية وهران في بطولة هذا الموسم ، حيث و على عكس المواسم الفارط ، طرح مشكل المستحقات المالية أكثر من مرة و ساهم في تدهور العلاقة ما بين بعض اللاعبين و الإدارة ، و بالرغم من أن المشكل لم يطرح بحدة إلا أنه ساهم بطريقة أو بأخرى في الوضعية الحرجة التي مر و لا يزال يمر بها الفريق في الرابطة الأولى . هجرة الأنصار للمدرجات بسبب النتائج إذا كانت إدارة النادي تراهن على ملعب الحبيب بوعقل من أجل استقطاب أعداد غفيرة من أنصار الفريق لتقديم الدعم اللازم للاعبين خلال مبارياتهم الرسمية ، فإن النادي خسر كل الرهان في ذلك حيث أن أنصار الجمعية سرعان ما هجروا المدرجات إثر النتائج السلبية التي تكبدها الفريق خلال مرحلة الذهاب ، و اقتصر حضورهم خلال مرحلة الإياب على بعض المباريات التي وصفت بالقمة على غرار مباراة مولودية العاصمة التي انتهت بالتعادل السلبي. قضية شيكوطو و نقص التنسيق بين الطاقمين الإداري و الفني مشكل آخر تجلى بوضوح خلال هذه الموسم و هو ضعف التنسيق ما بين الطاقم الإداري و الفني و هو ما اتضح في قضية شيكوطو الذي بقي خارج التعداد طيلة مرحلة الذهاب ليقرر المدرب مجاهد و مباشرة بعد تعيينه الاعتماد عليه مستغربا بقاء "لاعب دولي بحجم شيكوطو خارج الحسابات" على حد قوله ، لتفاجىء إدارة النادي الجميع بقرارها تسريح اللاعب أسبوع واحد بعد تصريح مجاهد. عدم الاستثمار في الشبان و يجمع محللون أنه من الأخطاء التي تكون قد عجلت بعودة الفريق إلى الرابطة الثانية أيضا عدم الاستثمار في خريجي المدرسة و الدليل هو تواجد عدد قليل من أبناء الجمعية في التشكيلة الأساسية ، لتحيد بذلك عن عاداتها عكس الموسم الفارط أين شكل خريجو مدرسة الجمعية أغلبية التعداد و هو ما ميزهم عن أندية عريقة آنذاك. تاسفاوت يتحدث عن الغرور هذا و يرى اللاعب السابق للفريق تاسفاوت حميدة ، من خلال تصريحه ل"الجمهورية" ، بأن الوضعية الصعبة التي تمر بها جمعية وهران هذا الموسم تعود إلى الغرور الذي يكون قد أصابها بعدما أدت موسما كبيرا خلال السنة الفارطة عقب الصعود ، و هو ما جعلها تستسلم للأمر الواقع و تصطدم بالحقيقة المرة. تفكير بعض اللاعبين في مستقبلهم و في الأخير فسر البعض ابتعاد لاعبين يعدون من كوادر الفريق عن مستواهم المعهود خلال الموسم الجاري بتفكيرهم في المستقبل و في تغيير الأجواء خاصة بعدما أبدت مبكرا أندية عملاقة كاتحاد العاصمة و وفاق سطيف نيتها في انتدابهم خاصة منهم المهاجمين. كل هذه الأسباب التسعة ساهمت في الوضعية الصعبة التي تميز جمعية وهران التي تتجه نحو توديع الدرجة الأولى للمرة التاسعة في تاريخها منذ صعودها موسم 1963 / 1964 .