بتُّ في خلوتي أسأل اللهَ ماءً وزرعا لها.. .. حين كانت تئنّ وتسعى بوادٍ.. وبين الوريدين شوقٌ يطولْ.. لم يكن بيننا من رسولٍ .. سوى صوتِ فيروزَ.. يطوي المسافاتِ ما بيننا.. قبراتٍ عطاشٍ .. فراشاتِ حلمٍ.. وبعضِ الخيولْ.. حين تستلُّ فيروزُ "يارا" من القلب تَدمعُ كلُّ عيونِ العذارى.. وتسجد كلُّ الجميلات طوعا وكرها.. وتَرقص كلُّ البلابل حزنا علينا.. وتغفو القصائدُ في راحتيّ.. وتزهو الحقولْ.. حين تستلُّ فيروزُ .. "يارا " من القلب.. تجتاحني الأمنياتُ القديمةُ .. أنسى بأنّي ابتليتُ بذاكرة لا تخونُ .. وتأخذ أشكالَها من دموعي .. وتمطر عينيّ رملا.. وتورثني من مزاج الفصولْ.. حين تستلُّ فيروزُ "يارا" من القلب.. أُقسم أن لا أكلّم كلَّ المريدين.. حتّى أراك أمامي ملاكا سويّا.. وأغمدَ في المهد جرحي ويتمي .. وسرَّ البتولْ.. وأدركَ أنه لا أنْسَ لي في المنافي.. سوى أن أقول: فلْتسعْ قلبَ فيروزَ.. جرحي وبوحي ونوحي.. وجورَ المحبّينَ.. قفرَ الأماسي .. وهذا الخرابْ..