اختتمت أمس، بالعاصمة فعاليات الندوة الدولية الخاصة بإحياء الذكرى الخمسين لصدور اللائحة الأممية المتضمنة منح الاستقلال للدول والشعوب، بالمصادقة على إعلان الجزائر الذي يتضمن توصية اقترحها المحامي الدولي الشهير جاك فارجاس تتمثل في ضرورة إنشاء محكمة عدل إفريقية توازي محكمة العدل الدولية. وأكد فارجاس على ضرورة إنشاء محكمة عدل إفريقية تكون بمثابة الحاجز في طريق التدخلات الأجنبية في الدول الإفريقية، كما تضمن البيان توصية موجهة للأمم المتحدة تتعلق باحترام كل ألأقاليم مهما كانت مساحتها أو عدد سكانها حتى لا تكون ذريعة للتدخل ألأجنبي، كما يضم البيان الختامي 21 مقترحا موجها للمجموعة الدولية تدور كل توصياته حول ضرورة تصفية الاستعمار، ومن أهم النقاط التي تضمنها إعلان الجزائر هو احترام حق الدول المستقلة حديثا في المشاركة في تسيير شؤون العالم مثلها مثل بقية الدول الأخرى، إضافة إلى دعوة الدول الكبرى إلى دعم التعاون جنوب جنوب والاندماج الجهوي وما بين الجهوي في القارة الإفريقية. من جهة أخرى، دار النقاش خلال الورشات الثلاث التي نظمت في اليوم الثاني من الندوة الدولية حول القضايا ذات الصلة بالظاهرة الاستعمارية، حيث دعا المتدخلون في الورشة التي نظمت حول تطبيق اللائحة 1514 إلى ضرورة بحث العراقيل التي تقف في طريق تصفية الاستعمار، خاصة في الجانب المتعلق بالذرائع التي يستعملها المستعمر من أجل استنزاف خيرات الدول، على غرار مساحة وعدد سكان الإقليم، وفي هذا الصدد أبدى المشاركون استيائهم من عدم تطبيق اللائحة المذكورة من طرف هيئة الأممالمتحدة. وفي هذا المجال أكد الدبلوماسي الأممي الأخضر الإبراهيمي على أن تقرير مصير الشعبين الفلسطيني والصحراوي يعد من صلاحيات الأممالمتحدة التي تملك من الاتفاقيات والآليات القانونية ما يؤهلها للفصل في هذين الملفين، معتبرا أن تصفية الاستعمار في فلسطين والصحراء الغربية يجب أن يكون ملزما في ظل توفر النصوص التي تقر بذلك. وعرفت الورشة الثانية التي نظمت حول موضوع دور الشباب والمرأة في حركة التحرر، أجمع المتدخلون على تراجع دور الشباب في نهضة الشعوب المستعمرة، حيث تم التطرق إلى نقص المتابعة لهذه الشريحة التي كان لها الفضل في تحرير بلدانها في منتصف القرن الماضي، وركز المفكر العراقي الدكتور عبد الحسين شعبان على دور العولمة في تراجع الفكر الشبابي ودوره في تحرير بلاده، مضيفا أن العولمة أسهمت بشكل سلبي في عمل الحركات التحررية، فضلا عن العمل الموازي الذي تقوم به القوى الاستعمارية من أجل قتل المبادرة في وسط الشباب مثل سياسة تمرير العنف والمخدرات وغيرها من الأساليب الهدامة، وبهدف زرع المبادرة في وسط الشباب اقترح المفكر العراقي تشجيع فئتي المرأة والشباب على أخذ زمام المبادرة داخل التنظيمات التحررية وتنظيم قوافل مشتركة لإسماع صوت الشعوب المظلومة في المحافل الدولية.