لم تدم فرحة سكان حي 120 مسكن اجتماعي ببلدية حاسي بن عقبة طويلا بعد استفادتهم من سكنات اجتماعية وتطليقهم لمعاناة دامت سنوات تحت الصفيح والقصدير ،ليبدا كابوس اخر يتهدد صحتهم وصحة ابنائهم بعد اشهر قليلة من ترحيلهم من مختلف التجمعات السكنية القصديرية الى هذا الموقع السكني الجديد ،وتبين ان المنطقة التي يقطنون فيها حاليا تقع قرب مجرى مفتوح للمياه الملوثة القادمة من المنطقة الصناعية لحاسي عامر ، وباتت الروائح النتنة التي لا تطاق مصدر خطر حقيقي يتهدد السكان ،ويضطر العديد منهم لغلق نوافذ شققهم الجديدة لتجنب دخول الرائحة الكريهة التي لا تحتمل ، واضحى سكان الحي يعانون جراء هذا الوضع الجديد الذي وجدوا فيه انفسهم بعد ترحيلهم في الخريف المنصرم ،وكانت المنطقة خالية من السكان فيما مضى لكن تم اعمارها بفعل هذا المشروع السكني الذي تجسد اخيرا وتم توزيعه ،لكن تبين ان الاقامة فيه تشكل خطرا كبيرا يتهدد السكان بالاصابة بمختلف الاوبئة ،والامراض المصاحبة للحساسية المفرطة جراء المركبات الكيميائية الناجمة عن تبخر المياه المستعملة في العراء ،وتعد المنطقة الصناعية بحاسي عامر من بين المناطق الصناعية النشطة بالولاية ،ورغم مساهمتها في امتصاص البطالة وتنشيط دواليب الاقتصاد المحلي والوطني ،الا ان سكان المناطق المجاورة ،لازالو تحت رحمة المياه القذرة غير المعالجة التي يتم التخلص منها في قنوات الصرف الصحي مباشرة ،ورغم انذارات مديرية البيئة والجهات الرقابية المختصة لاصحاب هذه المصانع ،الا ان الاوضاع لم تتغير ،فبمنطقة حاسي بونيف كثيرا ما يشتكي الفلاحون من تسرب المياه الملوثة الى مزارعهم ،بينما يعاني القاطنون قرب مجرى المياه المستعملة من انتشار روائح نتنة لايمكن تحملها لدقائق ،وتثير الغثيان لمن لم يالف المنطقة ،واضطر السكان للتعايش مع هذا الوضع ، ويتساءل قاطنو حاسي بونيف وحاسي عامر وحاسي بن عقبة وحتى حسيان الطوال ،عن مصير التعليمات التي تجبر اي مصنع بانجاز محطة تطهير ومعالجة للمياه المستعملة قبل طرحها في شبكة الصرف الصحي ،ويظهر ان تلك التعليمات الاجبارية كانت مجرد حبر على ورق ،بفعل استمرار انتشار الروائح الكريهة على طول مسار هذا المجرى الذي يؤدي في الاخير لاحدى بحيرات المنطقة الجنوبية ،كما ينتظر السكان بفارغ الصبر انطلاق محطة تصفية وتطهير المياه المستعملة المسجلة بدائرة بطيوة