غياب التحضيرات بعاصمة غرب البلاد يؤكد فرضية الإلغاء أو النقل تشير مختلف المعطيات الواردة من محيط محافظة مهرجان الفيلم العربي بوهران، والتي تسلمها السيد مصطفى أوريف، خلفا لحمراوي حبيب شوقي، أن توقيت عقد الطبعة الرابعة هذه السنة، لم يعد الإشكال الوحيد الذي يعترض طريق هذا الحدث السينمائي الكبير، بل تواترت أنباء، "شبه" رسمية، تشير إلى تنامي جدل كبير حول مكان عقد التظاهرة، في ظل بروز تيار قوي داخل وزارة الثقافة ومحيطها، ولدى بعض السينمائيين، أعلن نيته في نقل المهرجان من وهران إلى مدينة أخرى، ربما تكون العاصمة. * الحديث عن تغيير مكان انعقاد مهرجان الفيلم العربي بوهران، ليس جديدا، فقد برز إعلاميا، وتردد بقوة في الكواليس عشية عقد الدورة الثالثة العام الماضي، والتي كرمت الفنانة المصرية يسرا، حيث قيل وقتها إن محافظ المهرجان السابق، والسفير الحالي، حمراوي حبيب شوقي، ينوي نقل التظاهرة للعاصمة أو للمدينة التي ينحدر منها، في سطيف، قبل أن يردّ حمراوي على المشككين في تمسكه بوهران، من خلال تكريمه لرجل المسرح البارز فيها، والمغتال على يد الإرهاب، عبد القادر علولة، ناهيك عن نفيه تلك الإشاعات، وتأكيده أن المنظمين، شرعوا منذ نهاية الطبعة الثالثة أواخر جويلية 2009، في إعداد الطبعتين الرابعة والخامسة. * ويتوقع البعض، زيادة عن الحديث على نقل مكان التظاهرة، أن تنخفض ميزانيتها عن تلك التي تم تخصيصها العام الماضي، والتي قُدّرت بمليون دولار، وهي ميزانية لا تذكر، إذا ما قورنت بما تعتمده المهرجانات العربية الأخرى والدولية، لكن المهرجان، وبعد استرجاعه من وزارة الثقافة، قررت هذه الأخيرة، خفض ميزانيته وتقليص عدد المشاركين فيه، والنيل من هويته الأساسية، وهي "الفيلم العربي"، حيث قررت جعله مهرجانا للفيلم المغاربي فحسب، مستندة في ذلك إلى قرار مقاطعة السينما والفن المصريين، لكن جهات متابعة، انتقدت هذا التوجه الجديد من الوزارة ومحافظة المهرجان، بالقول إن مقاطعة السينما المصرية ونجومها، لا يعني البتة، استسهال الطعن في المهرجان، كما أنها ليست حجة للتضحية بالسينما السورية والفلسطينية، وكذا الخليجية، وتلك المغتربة، خصوصا أن الدورة الماضية شهدت تكريم واحد من أبرز مخرجي العالم العربي، وهو الفلسطيني رشيد مشهراوي. * ومع تزايد الأقاويل حول تاريخ المهرجان، والتعجب من اختيار شهر أكتوبر، المصادف لمهرجانات أخرى، أكثر قوة وتماسكا من الناحيتين، المادية والتنظيمية، مثل مهرجان أبو ظبي، فإن كل المؤشرات في وهران، لا تدل على أن هنالك حدث سينمائي قريب، كما أن السلطات المحلية باتت تتعامل مع الأمر على أن المهرجان انتهى برحيل حمراوي حبيب شوقي، والذي كان يحل بوهران، رفقة المنظمين القريبين منه، شهرين أو ثلاثة على الأقل قبل بدايته، من أجل وضع اللمسات الأخيرة له، وهو ما يؤكد النظرية التي تقول إن وهران فقدت مهرجانها السينمائي للفيلم العربي، ولكن هذه المرة "بفعل فاعل" مثلما يقول المتابعون.