تبلورت المبادرة الفرنسية من أجل مؤتمر للسلام انطلاقا من الجمود الذي تعرفه عملية السلام بين الفلسطينيين و الإسرائيليين. و قد أعلنت باريس مبادئ لحل عادل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي مبنٍي على خمسة بنود و هي : العودة إلى حدود جوان 1967 مقابل استرداد كل طرف إلى الطرف الآخر أرض في مناطق مختلفة . تحديد وضع القدس بأن تكون عاصمة مشتركة للدولتين الفلسطينية و الاسرائيلية و تحديد مدة عامين حدا أقصى أمام المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نهائي و العمل على التئام مؤتمر دولي للسلام بعد تنفيذ جدول زمني لانسحاب الاحلال و رعاية المفاوضات من قبل مجموعة دعم دولية تضم دولا عربية والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي . و تتصور المبادرة الفرنسية حل القضية الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية ، ولكنها تصر أيضا على أن تقوم على رعاية دولية للعملية السياسية ( من أجل إنهاء الاستفراد الأمريكي بها و انحيازها التام لإسرائيل التي صارت تتهم باريس بالانحياز لفلسطين ) لتبقى العملية معطلة .. ومنذ الإعلان عن المبادرة الفرنسية ، أعلنت إسرائيل مباشرة عن رفضها ، أما الإدارة الأمريكية ، فهي لم تبد أي رد فعل للمبادرة كتهجين لفعل باريس إذ أن الجهد الفرنسي هو الجهد الدولي الوحيد المطروح على الطاولة ، ولا يوجد أي جهد آخر وخصوصاً بعد الانسحاب الأمريكي من العملية ، ومن الرعاية الأمريكية للعملية السياسية ، واقتصار ممارسة دورها كراع للمصالح الاسرائيلية .
الفشل و لواحقه و ترى فرنسا أن عدم التحرك سيؤدي إلى خطر مزدوج من الجمود و تأجيج مزيد من الصراع في الشرق الأوسط مضيفة أنه مهم جدا استئناف هذه المحادثات و يجب ضمان أمن إسرائيل ولكن يتعين أيضا الاعتراف بحقوق الفلسطينيين وفي هذا الصدد فإن استمرار الاستيطان يؤخر الحل القائم على أساس دولتين. كما ترى فرنسا في مجموعة دول داعمة وضاغطة على الجانبين أيضا حلا للمشكل القائم. و يسترعي اهتمام باريس اللافت بضرورة حل الأزمة بإعادة المفاوضات بعد الإعلان في 2014 عن فشل المفاوضات بين الطرفين التي رعاها وزير الخارجية الأميركي جون كيري و في لقاء جمعه مع الرئيس محمود عباس في خريف 2014 بعد العدوان على غزة أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند: "ينبغي علينا أن نقول بوضوح ، من خلال قرار سيُقدم إلى مجلس الأمن ، ماذا ننتظر من عملية السلام وكيف يجب أن يكون حل النزاع ". ومنذ ذلك الحين ، بدا واضحاً أن فرنسا تحضّر لتقديم مبادرة لحل الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي ، بعد شعورها بأن الولاياتالمتحدة الأميركية باتت منهكة نتيجة الجهود التي بذلتها بهدف التوصل إلى مثل هذا الحل ، كما هي منشغلة كلياً بالمفاوضات مع إيران وبالحرب على " التنظيمات الارهابية و أيضا انحيازها السافر لإسرائيل التي ترى فيها واحدة من أهم أولوياتها . محمود عباس في باريس لتسريع العودة إلى المفاوضات