كيري يؤكد عزم الفلسطينيين والإسرائيليين على مواصلة المفاوضات أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس، عزم الفلسطينيين والإسرائيليين مواصلة مفاوضات السلام المباشرة، التي استؤنفت بين الجانبين نهاية جويلية الماضي تحت رعاية الإدارة الأمريكية. وقال كيري الذي يتواجد بالعاصمة الفرنسية باريس، في إطار جولة أوروبية ضمن مسعى الإدارة الأمريكية لحشد الدعم الدولي لتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، إنه متى سمحت له مواعيده فإنه سيلتقي مجددا وفي أقرب وقت ممكن، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. واعتبر رئيس الدبلوماسية الأمريكية الذي قاد جهودا حثيثة لإقناع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بالجلوس مجددا إلى طاولة المفاوضات، أن اللقاء الذي عُقد أمس بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتانياهو بالعاصمة لندن، دليل على جدية الجانبين في مواصلة هذه المفاوضات. والتقى كيري بباريس بالعديد من وزراء خارجية جامعة الدول العربية في ختام اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالقضية الفلسطينية، أطلعهم خلالها على آخر تطورات مفاوضات السلام، التي عُقدت جولات منها في القدسالمحتلة. والمؤكد أن تفاؤل وزير الخارجية الأمريكي باستمرار مفاوضات السلام بعدما رمى بكل ثقله من أجل إخراجها من غرفة إنعاش أدخلتها فيها إسرائيل بسبب مواقفها المتعنتة في تسوية القضية الفلسطينية، نابع من ثقته في مواصلة الطرف الفلسطيني تقديم المزيد من التنازلات أمام حكومة احتلال تريد بلوغ سلام على مقاسها. ففي الوقت الذي تواصل إسرائيل مخططاتها الاستيطانية والتهويدية واعتداءاتها شبة اليومية على الفلسطينيين وأراضيهم ومقدساتهم، لا يجد كيري أي حرج في التأكيد على أن هذه الحكومة الاحتلالية متمسكة بالعملية السلمية، وهو يدرك تماما أن الطرف الفعلي المتمسك بالسلام هو الفلسطينيون، الذين قدّموا تنازلات جمة طيلة عقود من الزمن دون أن يمكّنهم ذلك من بلوغ حلهم المنشود في إقامة دولتهم المستقلة. وكان الأجدر بكيري أن يطالب إسرائيل بتوفير الأجواء المناسبة لمواصلة مثل هذه العملية إذا كانت فعلا تريد التوصل إلى السلام، وأن تكف عن مناوراتها ومماطلتها في مباشرة العملية السلمية. يُذكر أن الفلسطينيين والإسرائيليين كانوا استأنفوا نهاية جويلية الماضي، مفاوضاتهما المباشرة للسلام بعد أكثر من ثلاث سنوات من الانقطاع برعاية الولاياتالمتحدة، التي عادت لتؤكد جديتها في حمل الطرفين على التوصل إلى اتفاق سلام نهائي، يفضي إلى تطبيق حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية، تتعايش جنبا إلى جنب إسرائيل. وتم عقد ثلاث جولات؛ الأولى في العاصمة الأمريكيةواشنطن، واثنان في القدسالمحتلة، بينما تم إلغاء جلسة كان مقررا عقدها بالضفة الغربية بعد الجريمة الجديدة التي اقترفتها إسرائيل في حق اللاجئين الفلسطينيين بمخيّم قلنديا بالقدسالمحتلة، أدت إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة العديد الأسبوع الماضي، وهو ما جعل عدة فصائل فلسطينية تطالب الرئيس عباس بوقف هذه المفاوضات، التي وصفوها بالعبثية، واعتبروها مجرد محاولة أخرى من إسرائيل لربح مزيد من الوقت، لتنفيذ مزيد من المخططات الاستيطانية والتهويدية، وهي التي أعلنت عن سلسلة مشاريع استيطانية ضخمة في القدس الشرقية والضفة الغربية بالتزامن مع إطلاق العملية السلمية.